تعتبر ليلة القدر من الليالي المباركة التي يتطلع إليها المسلمون بشغف، حيث يُعتقد أنها تحظى بأهمية خاصة نتيجة لما يُعزى إليها من فضائل وخصائص فريدة،ومن هنا تتجلى أهمية معرفة توقيت هذه الليلة عند مختلف الطوائف الإسلامية، وخصوصاً الشيعة الذين يعتبرون وفق معتقداتهم أن ليلة القدر تتوافق مع ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان من كل عام،في هذا العام 1445 هجرياً، الذي يُقابل سنة 2025 ميلادي، ستكون ليلة الثالث والعشرين من رمضان في الرابع والعشرين من أبريل،وخلال هذه الليلة، يُقبل أتباع الطائفة الشيعية على أداء مجموعة من الطقوس الدينية التي تعكس إيمانهم بفضلها، استنادًا إلى الأحاديث النبوية،
إن ليالي القدر تُشِير عند الشيعة ليس فقط إلى ليلة الثالث والعشرين، بل تشمل أيضًا ليالي التاسع عشر والحادي والعشرين من رمضان،هذه الليالي تحمل معانٍ دينية عميقة، إذ تُصادف أحداثًا مهمة في التاريخ الإسلامي، مثل وفاة الإمام علي بن أبي طالب، وبدء نزول القرآن الكريم، مما يجعلها محط اهتمام روحي عميق،ويعتبر الشيعة هذه الأيام من أكثر الفترات قدسية، حيث يُحظى فيها الدعاء والأعمال الصالحة بالفضل والبركة، مع تزايد الاعتقادات بمدى تأثر الدعاء والأعمال هذه بعظمة الليالي نفسها،
ومن الممارسات الروحية التي يقوم بها الشيعة في ليلة القدر، الدعاء المخصص لهذه المناسبة، إذ يعتبرون الدعاء وسيلة للتقرب إلى الله،الدعاء المفضل لديهم يتضمن أسماء وصفات إلهية عديدة، مما يعكس اعتقادهم في أهمية هذه الليلة وضرورة استغلالها في تعريف النفس بالله وطلب الرحمة والمغفرة،كما تتضمن الطقوس الخاصة بليلة القدر الصلاة والقيام، التي تقام بتنوع في عدد الركعات حسب المذاهب المختلفة، وهو ما يعكس عمق الروحانية في هذه الأيام المباركة،
تأتي الليالي الفردية، والتي يُشار إليها أيضًا بالليالي الوترية، في العشر الأواخر من شهر رمضان، وهو وقت تزداد فيه الفرص الروحية ويُفضل فيه الاجتهاد في العبادة،في عام 2025، تشمل هذه الليالي ليلة الحادي والعشرين والثالث والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين من رمضان،كل ليلة من هذه الليالي تحظى بأهمية خاصة وفقًا للمعتقدات الشيعية، ويُعتبر استثمار الوقت فيها في الصلاة والدعاء من أبرز الطقوس التي يحرص عليها الشيعة،
بالنظر إلى صلاة ليلة القدر، فهي إحدى السنن النبوية التي يحرص المسلمون على أدائها بشكل دوري خلال شهر رمضان،تختلف تفاصيل أداء هذه الصلاة بين المذاهب الأربعة، حيث يتفاوت عدد الركعات وطرق أداء الصلاة،لذلك، يُستحب أن يتعرف الفرد على تفاصيل المذهب الذي يتبعه، لضمان أداء العبادة على نحو يتماشى مع تعاليم دينه،كل من المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية، لديها فهم خاص لعدد الركعات وطريقة الأداء، مما يعكس التنوع الغني في الفقه الإسلامي،
في الختام، تظل ليلة القدر رمزًا للبركة والفضل العظيم في حياة المسلمين، خاصة عند الشيعة،الطقوس المتبعة والممارسات الروحية التي تُمارس في هذه الليلة تُظهر درجة عميقة من الإيمان والتفاني،إن التجارب الروحية المتنوعة التي تتعلق بهذه الليالي تجعلها فرصة ذهبية لتعزيز القيم الروحية ورؤية الله في النوايا والأفعال،لذا، يعد تخصيص الليل للدعاء والعبادة ، بما يتوافق مع التعاليم الدينية، من الأمور الجديرة بالاهتمام، وسبيل لتحقيق القرب من الله سبحانه وتعالى،