تنتشر محطات التزود بوقود الهيدروجين في بقاع مختلفة من العالم، بالتزامن مع تزايد مبيعات السيارات العاملة بالوقود النظيف، بصفتها مسارًا مكملًا للسيارات الكهربائية خاصة العاملة بالبطاريات، حتى تلبي الدول والحكومات مستهدفات خفض انبعاثات النقل.
وأظهرت بيانات -اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن العام الماضي 2023 سجل رقمًا مهمًا لإجمالي هذه المحطات على الصعيد العالمي، ما عزّز التوقعات باتساع نطاقها بنحو 6 أضعاف بحلول نهاية العقد الجاري.
ورغم الطموحات الأميركية والأوروبية، والامتيازات المقدمة للسيارات النظيفة والهيدروجينية، فإن الدول الآسيوية اقتنصت الجانب الأكبر من المحطات قيد التشغيل خلال العام الماضي.
ولم تخلُ الطفرة، التي كانت أكثر وضوحًا نهاية العام الماضي، من تحديات وصعوبات تطرح تساؤلات حول “واقعية” التوقعات الطموحة لعام 2030.
أداء 2023 وخريطة المحطات
وسّعت محطات التزود بوقود الهيدروجين من حجم انتشارها خلال العام الماضي، وبلغ عدد المحطات المشغلة حتى نهاية العام 1068 محطة، موزعة على 35 دولة في العالم.
وكانت خريطة انتشار هذه المحطات متباينة، إذ سيطرت 3 دول آسيوية على المراكز الثلاثة الأولى ضمن أعلى الدول التي تشغل محطات هيدروجينية على مستوى العالم.
واستحوذت الصين على الصدارة العالمية في هذا الإطار بما يقرب من 359 محطة مشغلة بالفعل، وحلت اليابان في المرتبة الثانية بنحو 161 محطة، وجاءت كوريا الجنوبية في المركز الثالث بـ159 محطة.
وهيمنت ألمانيا على حصة كبيرة من محطات التزود بوقود الهيدروجين في أوروبا، إذ نشرت 105 محطات بنسبة تعادل 36% من إجمالي المحطات المشغلة في القارة العجوز حتى نهاية العام الماضي.
ورغم الحوافز الضريبية والامتيازات الممنوحة بموجب تشريعات الطاقة النظيفة التي أقرها الرئيس جو بايدن، بلغ عدد المحطات المشغلة في أميركا 76 فقط، حظيت ولاية كاليفورنيا بتشغيل 66 منها، في حين وُزِعت المحطات الـ10 المتبقية على ولايات أخرى مع عدم إتاحتها للاستعمالات العامة.
توقعات مستقبلية
قد تلقى محطات التزود بوقود الهيدروجين رواجًا أكبر مع مواصلة نشر وسائل النقل المعتمدة على الوقود النظيف، ويبدو أن أرقام المحطات المشغلة حتى نهاية العام الماضي عززت زخم الطموح في توقع أرقام أكبر خلال السنوات المقبلة.
وتُشير التوقعات إلى أن المدة من عام 2023 حتى نهاية العقد 2030 ستشهد تسارعًا في نشر هذه المحطات، طبقًا لبيانات أعدتها شركة أبحاث السوق إنترأكت أنالاسيز (Interact Analysis).
وقد يرتفع عدد المحطات الهيدروجينية المشغلة العام المقبل 2025 إلى 1562 محطة، قبل أن تقفز إلى 6 آلاف و80 محطة بحلول عام 2030 (ما يقارب 6 أضعاف المحطات المشغلة حتى نهاية العام الماضي).
وشملت التوقعات استمرار حفاظ الصين على صدارتها في بناء وتشغيل المحطات الهيدروجينية، إذ قد يصل عدد المحطات المشغلة لدى بكين بنهاية العقد إلى 2879 محطة.
ولفت كبير مديري الأبحاث في الشركة أليستر هايفيلد، إلى أن توقعات زيادة نشر المحطات استندت إلى مساعي نمو عدد السيارات الهيدروجينية على الطرق، بالإضافة إلى الاتجاه العام للسوق الداعم للانتشار.
وأوضح هايفيلد، أن عدد هذه السيارات قد يصل إلى 141 ألف سيارة على الصعيد العالمي خلال عام 2030، ترتفع إلى 328 ألف سيارة عام 2035.
التحديات والشركات
تواجه محطات التزود بوقود الهيدروجين تحديات عدة، من بينها: الحاجة إلى استثمارات ضخمة للبناء، وارتفاع تكلفة التشغيل، بجانب التحديات التقنية، وارتفاع تكلفة وقود الهيدروجين ذاته وتكلفة الصيانة.
وربما لا ينظر بعض المطورين إلى هذه المحطات بوصفها استثمارًا سريع الربح، خاصة أن تشغيل المحطة الواحدة يحتاج إلى ما بين عامين و3 أعوام.
وبخلاف التكلفة وعوائد الاستثمار، يتعيّن على المطورين الالتزام بلوائح سلامة عالية الصرامة، طبقًا لما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتبنّى شركات عدة سلسلة توريد المحطات الهيدروجينية بالكامل، من بينها: شركة إتش تو موبيليتي (H2 Mobility) الألمانية، وهاي نت (Hynet) البريطانية، بالإضافة إلى عدد من كبريات شركات طاقة مثل: شل (Shell)، وسينوبك (Sinopec)، وآي وطني (Iwatani) اليابانية.
وبرزت -أيضًا- ضمن سلسلة التوريد المتكاملة لمحطات التزود بوقود الهيدروجين، شركات تعمل مورّدة للغازات الصناعية مثل: ليند (Linde) الأيرلندية، وإير ليكيد (Air Liquide) الفرنسية، وإير برودكتس (Air Products) الأميركية.
وتغطي 42% من المحطات الهيدروجينية الحالية طلب السيارات التجارية، و36% لسيارات الركاب، وفق موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).
وتتسع 73% من المحطات المشغلة حاليًا لمعدل وقود يُقدر بنحو 500 كيلوغرام يوميًا، في حين تفضّل الصين وأميركا المحطات الأكبر سعة لما يتجاوز 1000 كيلوغرام يوميًا من الوقود.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..