تسببت محطات توليد الكهرباء بالفحم في منطقة غرب البلقان بإطلاق انبعاثات ضارة بالبيئة خلال العام الماضي (2023)، بمعدلات تتجاوز المستويات المسموح بها بنحو 5.7 مرة.
ويُنذر ذلك بعواقب وخيمة تهدد أهداف الحياد الكربوني لبلدان المنطقة، بحلول عام 2050، بحسب معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأفادت شبكة سي إي إي بنك وتش (CEE Bankwatch) البيئية الأوروبية، في تقرير حديث لها، بأن ملوثات محطات الفحم بالمنطقة تشمل: ثاني أكسيد الكبريت، والغبار ، وأكاسيد النيتروجين.
وتمثلت دول غرب البلقان التي تناولها التقرير في: البوسنة والهرسك، وكوسوفو، ومقدونيا الشمالية، ومونتينيغرو، وصربيا.
وفاقت كميات الغبار الملوث الناجم عن محطات الكهرباء المختلفة، والمُدرجة في خطط خفض الانبعاثات الوطنية (NERPs)، الحدّ الأقصى المسموح به بنسبة 75%.
معدل الانبعاثات
حمل تقرير المؤسسة الأوروبية عنوان “الامتثال أو الإغلاق: 6 سنوات من مخالفات محطات توليد الكهرباء بالفحم القاتلة في غرب البلقان”، وفقًا لمعلومات نقلها موقع بلقان غرين إنرجي نيوز المتخصص.
ودخلت مستهدفات مواجهة التلوث لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم في: البوسنة والهرسك، وكوسوفو، ومقدونيا الشمالية، وصربيا، حيز التنفيذ عام 2018.
وكانت انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت لتلك البلدان في العام الماضي 2023 أعلى بمقدار 5.7 مرة من المعدلات المسموح بها.
وأفادت منظمة سي إي إي بنك وتش البيئية بارتفاع معدلات انبعاثات الكبريت بمحطة نيرب في صربيا.
وحظيت الوحدة الأولى في محطة نيكولا تيسلا بصربيا (TENT A) بتشغيل معدات لإزالة الكبريت عنها في أبريل/نيسان الماضي.
وصُنِّفت الوحدة الثانية التابعة للمحطة ذاتها بوصفها ثاني أسوأ مصدر للانبعاثات بالمنطقة، العام الماضي (2023).
أضرار بيئية
تصدرت محطة (أوغليفيك) في البوسنة والهرسك قائمة أعلى انبعاثات محطات توليد الكهرباء من الفحم بالمنطقة، رغم أنها تتضمن وحدة لإزالة الكبريت بلغت تكلفتها 85 مليون يورو (94.35 مليون دولارًا أميركيًا).
*(اليورو=1.11 دولارًا أميركيًا).
وعانت منظومة تشغيل الوحدة من صعوبات فنية، وأعلن المشغّل القائم عليها أنها لا تعمل حاليًا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي صربيا، خلفت محطة (كوستولاك بي) عام 2023 انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت أعلى بما يقارب 5.8 أضعاف ما هو مسموح به، وأفاد التقرير أن أداء وحدة إزالة الكبريت بها ضعيف.
وفي سياق متصل، ما تزال انبعاثات الغبار والجزئيات الدقيقة الناتجة عن محطات توليد الكهرباء بالفحم بالمنطقة مرتفعة للغاية، وأعلى بمعدل 1.75 مرة من المسموح به.
تلوث الغبار والنيتروجين
تجاوزت محطات الكهرباء كوسوفو والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية الحدود الوطنية المحددة لمعدلات تلوث الغبار بشكل كبير.
وأطلقت وحدة كوسوفو بي تو لتوليد الكهرباء بالفحم انبعاثات غبار أعلى بمقدار 9.2 مرة من المسموح به.
أمّا محطة غاكو في البوسنة والهرسك، فكان إطلاقها أعلى بواقع 10.7 مرات عن المسموح به، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتجاوز تلوث الهواء الناجم عن انبعاثات أكسيد النيتروجين الحدّ القانوني بنسبة 43%، وتخطّته كوسوفو بمعدل 2.73 مرة، وهو أعلى مستوى بالمنطقة.
كما اخترقت البوسنة والهرسك الحدّ الأقصى المسموح به لانبعاثات النيتروجين، وفعلت صربيا الشيء ذاته للمرة الأولى في تاريخها.
وما تزال جميع وحدات توليد الكهرباء بالفحم في غرب البلقان تعمل، رغم انتهاء جدولها الزمني.
وبموجب المخطط، كان من المفترض إغلاق أصغر وأقدم محطة في البوسنة والهرسك ومونتينغرو وصربيا بنهاية العام الماضي 2023، لكنها ما تزال تعمل.
وفي السياق ذاته، تعمل محطة بلييفليا الوحيدة لتوليد الكهرباء بالفحم في مونتينغرو بصورة غير قانونية منذ عام 2020، ولم تُدرَج ضمن أيّ مخططات وطنية لخفض انبعاثاتها.
وفي عام 2022، انضمت إليها محطات توزلا 4، وكاكانغ 5 في البوسنة والهرسك، ومورافا في صربيا.
خطط بديلة
تضاعفت انبعاثات الجسيمات الدقيقة والغبار بمحطة بلييفليا في مونتينغرو خلال العام الماضي إلى 1130 طنًا، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2018، وتعمل المحطة بشكل غير قانوني منذ أواخر عام 2020.
وأوصى التقرير باتّباع مونتينغرو خططًا بديلة في حال عدم تنفيذ المستهدفات البيئية بإعادة بناء المحطة، وفقًا لما هو مخطط.
في المقابل، تحتاج محطات توليد الكهرباء من الفحم في غرب البلقان إلى المزيد من التمويل لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
وأكدت مؤسسة ووتش بنك غير الحكومية أهمية ضمان المفوضية الأوروبية ودولها الأعضاء تمويلًا إضافيًا مخصصًا للحدّ من الانبعاثات الكربونية، في محطات توليد الكهرباء بمنطقة غرب البلقان.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..