رغم انتشار السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، فإن مخاوف نقص البنية التحتية للشحن ما زالت مسيطرة على المستهلكين، مقارنة بالسيارات التقليدية التي تتوافر محطات تموينها في كل مكان ولا تستغرق سوى دقائق معدودة.
وزادت مخاوف المستهلكين في الولايات المتحدة -مؤخرًا- مع اكتشافهم أن محطات الشحن تستغرق وقتًا في شحن السيارات، أكثر مما تروّجه الشركات المصنعة، بحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويوجد في الولايات المتحدة الآن نحو 55 طرازًا من السيارات الكهربائية، لكن المستهلكين اكتشفوا أن 5 طرازات فقط هي القادرة على الشحن بقدرة 350 كيلوواط، التي تمكّن السيارة من الشحن السريع، في حين يمكن لنصف هذه الأنواع الشحن بقدرة أعلى من 200 كيلوواط، بحسب التقرير.
وتتعرّض سرعة شحن بطاريات السيارات الكهربائية للخطر بشكل أكبر عندما يكون الجو حارًا جدًا، فقد تتسبّب درجات الحرارة القصوى في إتلاف بطارية أيون الليثيوم، لذلك تبرمج الشركات سياراتها لإبطاء الشحن في درجات حرارة معينة.
وتنصح الشركات مالكي السيارات الكهربائية بالاستعداد للتأخيرات المحتملة في الرحلات الطويلة، بسبب شحن البطاريات الذي يستغرق وقتًا أطول نتيجة عدة عوامل، منها خصائص البطارية، ودرجات الحرارة، وتقاسم الطاقة بين مقابس الكهرباء، التي يستعملها عدة أشخاص في وقت واحد.
تحديات شحن السيارات الكهربائية
يستطيع مالكو السيارات الكهربائية دخول أحد متاجر البقالة في مدينة روك سبرينجز، بولاية وايومنغ، الذي لديه 6 مقابس يمكنها الشحن بقدرة 350 كيلوواط، ما يعني أنه يمكن شحن بطارية سيارة تيسلا طراز “موديل 3” في الوقت الذي يستغرقه في تناول قطعة شوكولاتة.
وتختفي هذه القدرة التي تبلغ 350 كيلوواط للطرازات الأخرى مثل سيارة الدفع الرباعي ريفيان R1S، التي تُشحن عند 220 كيلوواط في أفضل الأحوال، كما أن الشاحن نفسه يضغط الخرطوم لتقل القدرة إلى 50 كيلوواط فقط.
ويشعر أصحاب السيارات الكهربائية بالحيرة، لأنهم لا يعرفون سبب استغراق مدة شحن البطارية وقتًا أطول من المدة المعلن عنها بكُتيب إرشادات السيارة أو البطارية، ما يجعل الرحلة المخطط لها بعناية تستغرق ساعتين زيادة، حال التوقف مرة واحدة فقط في محطة الشحن.
ويعترف رئيس مجلس إدارة ومؤسس شركة فيرماتا إنرجي (Fermata Energy)، ديفيد سلوتزكي، وهي شركة ناشئة تصنع أنظمة شحن المركبات، بأن جميع شركات السيارات الكهربائية لا تملك اليوم بنية تحتية للشحن السريع، وأن معظمها يجعل مدة الشحن أطول.
ويتباطأ أيضًا شحن السيارات الكهربائية بصورة تلقائية مع اقتراب بطارية السيارة من الامتلاء، وذلك لمنعها من ارتفاع درجة حرارتها، كما يحدث مع الهواتف الذكية، وأجهزة الحواسيب الجوالة، وفق نقرير نشره موقع بيزنس ستاندرد (Business Standard).
شحن البطاريات ينخفض مع ارتفاع الحرارة
تتجه شركات الكهرباء نفسها إلى تقليص تدفق الإلكترونات خلال الأيام الحارة، فقد تصل الشبكة المحلية إلى الحد الأقصى بسبب التشغيل المستمر لمكيفات الهواء، وغيرها من الأجهزة الكهربائية، أو قد تكون خراطيم المقابس نفسها في الشحن على وشك السخونة الزائدة.
ويقوم عديد من محطات شحن البطاريات بتوزيع الطاقة بين السيارات، ما يسمح لها بتثبيت مزيد من الأسلاك بقدرة الكهرباء نفسها، وبذلك تقل قدرة الشاحن من 200 كيلوواط إلى 100 كيلوواط عند استعمال شخصين لقابسين في وقت واحد.
ومن الغريب أن وزارة الطاقة الأميركية تصف معظم المقابس في محطات الشحن بقوة 50 كيلوواط وأكثر، بأنها شاحن سريع، وتصنّف 17% من شواحن محطات الوقود بالولايات المتحدة ضمن فئة الشحن بقدرة أعلى من 100 كيلوواط، مقارنة بنحو 10% في المملكة المتحدة، و2% في هولندا، وفق تقارير تتابعها منصة الطاقة المتخصصة.
وترى المديرة التنفيذية لشركة إي في جو EVgo، سارة رافالسون، أن سرعة الشحن باتت مقياسًا تسويقيًا، إذ يفضّل صانعو السيارات إعلان مدى أعلى لسرعة شحن سياراتهم، كما تعرض محطات الشحن أقصى معدل شحن وليس المتوسط، ما يشير إلى مبالغات تصدم الجمهور عند الشحن الفعلي.
وأوضح نائب رئيس العمليات في شركة إلكتريفاي أميركا (Electrify America)، التي تدير ما يقرب من 1000 محطة في الولايات المتحدة، أنتوني لامبكين، أن هناك كثيرًا من التناقض بين ما يتوقعه العميل وما يحدث له في محطة الشحن.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..