اقرأ في هذا المقال
- تشهد بريطانيا توزيعًا غير عادل في نقاط شحن السيارات الكهربائية
- التوزيع غير العادل لمراكز الشحن يؤثر سلبًا في خطط التحول للسيارات الكهربائية
- تتراجع جاذبية السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة
- لندن الأولى في عدد محطات شحن السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة
- تُركَّب 37% من محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا، في الشوارع
تثير محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا موجةً من الجدل الحادّ نتيجة عدم توزيعها بشكل عادل بين مدن البلاد ومناطقها؛ ما يحول دون تقديم خدمة متكافئة لسائقي تلك المركبات منخفضة الانبعاثات.
وقد يؤدي هذا الإخفاق في التوزيع العادل لمراكز شحن السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة إلى إحجام سائقي المركبات في العديد من المناطق، لا سيما الريفية والنائية، عن التحول إلى تلك السيارات التي يُعوَّل عليها في تسريع جهود الحياد الكربوني.
وسيؤثّر هذا التوجه المحتمل سلبًا في خُطط الحكومة الرامية لتوسيع نطاق استعمال تلك المركبات لخفض الانبعاثات من قطاع النقل، في إطار التزاماتها المناخية.
وتأتي تلك الأنباء في أعقاب عودة الكثير من المستهلكين في العام الماضي (2023) إلى استعمال السيارات التقليدية أو الهجينة، بعد اقتنائهم سيارات كهربائية، لأسباب عدّة، أبرزها ارتفاع أسعار تلك التقنية النظيفة وزيادة تكاليف الشحن، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
توزيع غير عادل
لا توزَّع محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا بشكل عادل عبر أنحاء البلاد؛ إذ تستأثر العاصمة لندن بعدد أكبر من تلك المحطات مقارنةً بأيّ منطقة أخرى، وفق بيانات حديثة صادرة عن وزارة النقل، نشرتها صحيفة إكسبريس.
وتعاني مناطق معينة في بريطانيا تهميشًا واضحًا من حيث إتاحة عدد كافٍ من نقاط شحن السيارات الكهربائية، فيما يمكن أن يُطلق عليه “انقسام” بين الشمال والجنوب، وهو ما يوجّه ضربةً موجعةً إلى سائقي تلك السيارات الذين يعيشون خارج لندن، أو حتى في المناطق الريفية.
وارتفع عدد محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا من 152 لكل 100 ألف شخص إلى 234 لكل 100 ألف شخص خلال الشهور الـ12 الماضية، بحسب أرقام وزارة النقل البريطانية، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت ويست ميدلاندز ثاني أعلى منطقة في عدد محطات شحن السيارات الكهربائية؛ إذ سجلت قفزة من 59 محطة لكل 100 ألف شخص إلى 92 محطة لكل 100 ألف شخص، غير أن هذا العدد ما يزال أقل بنسبة 145% من نظيره الإجمالي الموجود في العاصمة البريطانية.
ويرتفع عدد محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا -وتحديدًا في منطقة ساوث إيست- من 61 إلى 82 لكل 100 ألف شخص، بينما زاد العدد من 51 إلى 80 لكل 100 ألف شخص في منطقة ساوث ويست.
في الوقت نفسه، ارتفع عدد نقاط شحن السيارات الكهربائية في منطقة نورث إيست من 63 لكل 100 ألف شخص في العام الماضي (2023)، إلى 72 فقط لكل 100 ألف شخص في عام 2024.
لندن الأولى
يستمر هذا التوجّه العام في التوزيع غير العادل عند تحليل العدد الإجمالي لمحطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا، المُركّبة في كل منطقة عبر البلاد.
وتواصل لندن تربُّعها على رأس القائمة، بواقع 1.238 محطة شحن أُضيفت خلال المدة بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران (2024).
وخلف لندن مباشرةً تحلّ منطقة ويست ميدلاندز التي شهدت إضافة 689 من محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا خلال الأشهر الـ3 المذكورة.
في المقابل، تراجع عدد محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا، المركّبة في منطقة نورث إيست التي شهدت إزالة 24 نقطة شحن منذ فصل الربيع.
توصية مقترحة
قال رئيس جمعية مصنّعي السيارات وتجّارها البريطانية المعروفة اختصارًا بـ”إس إم إم تي” (SMMT)، مايك هويز، إن هناك حاجة ماسّة لزيادة طرح خطوط ربط الشحن الكهربائي عبر المملكة المتحدة بأكملها، وذلك في تصريحات أدلى بها إلى موقع أوتوكار (Autocar) المتخصص.
وأوضح هويز: “زيادة الوصول إلى محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا لا غنى عنها لتمكين عدد أكبر من المستهلكين من التحول إلى المركبات النظيفة”.
وتابع: “يتعين اتخاذ كل الإجراءات لتسريع تركيب خطوط ربط الشحن الكهربائي، حتى يتسنى تركيب نقاط الشحن بما يواكب الطلب المتنامي في كل مناطق البلاد”.
واختتم تصريحاته بقوله: “ستعزز تلك الإجراءات ثقة المستهلك في التحول إلى السيارات الكهربائية”.
أماكن تركُّز نقاط الشحن
وفق البيانات المستمدة من تطبيق نقاط شحن السيارات الكهربائية الشهير في بريطانيا زاب ماب (ZapMap)، يتركز 48% من كل تلك المحطات -الآن- في المواقع التي ربما يُتوقع أن يتوقف فيها السائقون لمدة طويلة.
وتتمثل تلك المواقع في أماكن انتظار السيارات والمرافق الترفيهية والأماكن التعليمية ومراكز النقل.
في المقابل، يوجد 37% من إجمالي محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا، في الشوارع، بينما تستحوذ الطرق على 6% من تلك المحطات الموزعة على أماكن تقديم خدمات السيارات، من بين أخرى عديدة.
شهية متراجعة
شهدت خريطة بيع السيارات الكهربائية في بريطانيا تغيرًا واسعًا خلال العام الماضي (2023)، مع تفضيل أعداد كبيرة من مالكي المركبات التخلّي عن السيارات منخفضة الانبعاثات، وعودتهم إلى استعمال السيارات التقليدية.
ووفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، فضّل 70% من مالكي السيارات الكهربائية عدم إعادة شرائها، بل باعوها مفضّلين العودة إلى سيارات الوقود الأحفوري، أو حتى السيارات الهجينة.
وبشكل أدقّ، أكّد 36% من مالكي السيارات الكهربائية السابقين في المملكة المتحدة تفضيلهم السيارات العاملة بالبنزين، بينما اختار 11% سيارات الديزل، و23% فضّلوا السيارات الهجينة.
في المقابل، أعاد 30% -فقط- من مالكي السيارات الكهربائية شراء مركبات كهربائية جديدة، وفق بيانات لتاجر السيارات موتور بوينت نشرتها صحيفة ذا تيليغراف (The Telegraph).
وتخلص تلك النتائج إلى حقيقة مؤداها أن غالبية المالكين السابقين للسيارات الكهربائية قد تخلّوا عنها في عام 2023، وتدل التوقعات على أن هذا التوجه سيستمر خلال العام الجاري 2024 كذلك.
موضوعات متعلقة..