منحت روسيا الضوء الأخضر لبروتوكول الاتفاقية الحكومية الموقعة مع مصر، بشأن منح الأخيرة قرضًا قيمته 25 مليار دولار لبناء محطة الضبعة النووية، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتأتي الموافقة الروسية على القرض الذي يغطّي 85% من تكلفة بناء المحطة النووية ذات المفاعلات الأربعة، تزامنًا مع إعلان القاهرة نجاح تركيب ما يُطلَق عليه “مصيدة قلب المفاعل” في الوحدة الرابعة من المحطة.

ويستغرق تصنيع “مصيدة قلب المفاعل”، وهي جهاز أمان فريد يُصمّم خصيصًا للمفاعلات المتطورة من الجيل الثالث، قرابة 14 شهرًا، ويُركب أسفل وعاء المفاعل، بهدف احتواء المواد المنصهرة حال حدوث انهيار في قلب الوحدة.

ويُتوقع أن تلبي محطة الضبعة النووية، فور إنجازها، قرابة 10% من احتياجات مصر من الكهرباء؛ إذ ستُنتِج 37 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا؛ ما يعزز استقلالية البلاد في مجال الطاقة.

مصادقة على القرض

تمثّل مصادقة مجلس الدوما الروسي على منح مصر قرض محطة الضبعة النووية دفعة قوية نحو تنفيذ المشروع الذي تعوّل عليه القاهرة في تعزيز إنتاج الكهرباء محليًا، من أجل تلبية الطلب المتنامي على تلك السلعة الإستراتيجية، وفق ما أوردته وكالة أنباء تاس (Tass) الروسية الرسمية.

ويُسهم البروتوكول الموقّع في العاصمة الروسية موسكو في يوليو/تموز الماضي، وفي القاهرة خلال سبتمبر/أيلول الماضي، في تيسير عملية “تسوية التزامات الديون المستحقة لروسيا، بالإضافة إلى تعزيز أطر التعاون الاقتصادية والتقنية والعلمية بين القاهرة وموسكو في مجال استعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية”.

وأُبرِمت الاتفاقية الحكومية الأصلية لبناء محطة الضبعة النووية في 19 نوفمبر/تشرين الثاني (2015)، وجرى إحياء الذكرى التاسعة لتوقيع تلك الاتفاقية بتركيب مصيدة قلب المفاعل النووي في المفاعل الرابع بالمحطة، وفق موقع وورلد نيوكلير نيوز (wnn).

وتُعد مصيدة قلب المفاعل النووي البالغ قطرها 6.1 مترًا جزءًا رئيسًا من معدات السلامة للمفاعل وهو من طراز في في إي آر-1200 (VVER-1200).

والمصيدة عبارة عن حاوية مخروطية الشكل مصنوعة من الفولاذ المقاوم للحرارة الذي يحول دون ذوبان قلب المفاعل بشكل آمن، ولا يسمح للمواد المشعة بالتسرب إلى خارج المفاعل، وذلك في وقوع حالات طوارئ غير محتملة.

وفي احتفالية أُقيمت مؤخرًا بمناسبة محطة الضبعة النووية الواقعة على بُعد 320 كيلومترًا شمال غرب العاصمة المصرية القاهرة، وجّه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الشكر إلى جميع العمال المشاركين في بناء المشروع.

استعمال الطاقة النووية

سلّط وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمود عصمت الضوء على أهمية استعمال الطاقة النووية في إطار إستراتيجية التنمية المستدامة ولتحقيق أهداف الطاقة النظيفة في البلاد.

من جهته، قال المدير العام لشركة الطاقة النووية الروسية روساتوم أليكسي ليخاتشوف، إن “مصيدة قلب المفاعل أحد مكونات السلامة الرئيسية لوحدات المفاعل من الجيل الثالث”.

وأوضح ليخاتشوف: “العمل على بناء المفاعلات الأربعة في محطة الضبعة النووية يمضي على قدمٍ وساق، وفق المعايير الدولية”، حسب تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتابع: “في كل مشروعاتها المنفّذة، تضع روساتوم معايير السلامة على رأس أولوياتها، والمحطة النووية في مصر ليست استثناءً عن تلك القاعدة”.

محطة الضبعة النووية

تُعد محطة الضبعة النووية الأولى من نوعها في مصر، كما أنها الأولى في قارة أفريقيا منذ بناء محطة كويبرغ في جنوب أفريقيا قبل نحو 40 عامًا.

وتتألّف محطة الضبعة من أربعة مفاعلات من طراز “في في إي آر-1200″، مثل تلك التي تعمل بالفعل في محطتي الطاقة النووية لينينغراد (Leningrad)، ونوفوفورونيج (Novovoronezh) في روسيا، ومحطة أوستروفيتس (Ostrovets) في بيلاروسيا.

ولن تبني روساتوم محطة الضبعة النووية فحسب، وإنما ستعمل -كذلك- على توريد الوقود النووي الروسي إلى المحطة طوال مدة عمرها التشغيلي.

وستساعد شركة الطاقة الروسية الشركاء المصريين على تدريب الموظفين وصيانة المحطة خلال السنوات الـ10 الأولى من تشغيلها.

إلى جانب ذلك، تعاقدت روساتوم على بناء منشأة تخزين خاصة وتوريد حاويات لتخزين الوقود النووي المستعمَل من المحطة النووية المصرية التي كانت قد انطلقت أعمال بنائها في يوليو/تموز (2022).

ومن المقرر بدء سداد القرض الروسي عند تشغيل المحطة، على أن يُوزع سداد القرض على مدار عقدين، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتوقع مصر أن تلامس محطة الضبعة النووية سعتها التشغيلية الكاملة في نهاية العقد الحالي (2030)، وأن يدخل المفاعل النووي الأول من المحطة حيز التشغيل في عام 2028، على أن تتبعه الوحدات المتبقية في عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.