توجد عدّة عوامل تحرك سوق شحنات النفط العالمية في اتجاهات متعارضة، وتشير التوقعات إلى فرص انتعاش في الربع الرابع من العام الجاري.
وقال محللون ومشاركون في السوق في آسيا وأوروبا، يوم الأحد 11 أغسطس/آب الجاري، إن شحنات ناقلات النفط العالمية قد تنتعش بعد بدء الطلب الشتوي، حيث تخرج من المرحلة الضعيفة الحالية وسط تباطؤ تشغيل المصافي، بينما لم تعد الاتجاهات المتباينة في ناقلات النفط النظيفة والقذرة مستدامة.
وألمح مدير استشارات الشحن في لندن، لدى شركة ماريتايم ستراتيجيز إنترناشونال Maritime Strategies International، تيم سميث، إلى أن انخفاض سوق شحنات النفط العالمية قد يعكس عوامل موسمية، وتوقّع ارتفاعه في الربع الرابع، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأضاف أن أزمة قناة السويس المستمرة وانخفاض عمليات التسليم الجديدة تُعَدّ أساسيات داعمة، بينما يعزز تباطؤ نمو الطلب على النفط في الصين إمكان تراجع الشحن.
العوامل المؤثرة في السوق
قال محلل النفط والناقلات في أوسلو لدى شركة أركتيك سيكيوريتيز Arctic Securities، أولي ريكارد هامر، إن سوق شحنات النفط العاملية تقف حاليًا عند مفترق طرق، وإن الاتجاهات المتباينة في ناقلات النفط النظيفة وغير النظيفة، وخصوصًا العملاقة، لم تستمر.
وترتبط أسعار ناقلات النفط، تاريخيًا، ارتباطًا وثيقًا بين القطاعات، ولم يكن الأمر كذلك في الربع الثاني، عندما حققت ناقلات النفط متوسطة المدى وناقلات النفط طويلة المدى أداءً جيدًا، بينما لم تتمكن ناقلات النفط العملاقة إلّا من التقدم ببطء.
وقد اختفى حاليًا جزء كبير من هذا الفرق بسبب الانخفاض الأخير في شحن ناقلات النفط النظيفة إلى أدنى مستوياتها حتى الآن لهذا العام على الطرق الرئيسة بين الخليج العربي وشمال آسيا، في حين يؤثّر النمو الأبطأ في تجارة الخام بشحن ناقلات النفط العملاقة.
وأوضحت وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights أن الشحن على مسار ناقلات المدى الطويل 1 القياسي بين الخليج العربي واليابان حتى 8 أغسطس/آب الجاري انخفض بنسبة 86% منذ بداية يوليو/تموز الماضي، وانخفض بأكثر من النصف في الأسابيع الـ10 الماضية.
وقال مدير الأبحاث، ومقره جنوة، في شركة الوساطة والاستشارات في مجال الشحن بانشيرو كوستا أو بانكوستا، إنريكو باغليا، إن تجارة النفط الخام في النصف الأول من عام 2024 كانت أعلى بنسبة 1% على أساس سنوي، ويأتي هذا بعد أن نمت التجارة بنحو 5% عام 2023 و9% عام 2022.
تراجُع الأرباح
توقعت شركة إم إس آي MSI أن يبلغ متوسط أرباح ناقلات النفط العملاقة الفورية اليومية 33 ألفًا و700 دولار في الربع الثالث، على أساس الرحلات إلى الصين من الولايات المتحدة والخليج العربي، مقارنة بـ 40 ألفًا و600 دولار في الربع الثاني.
وقال محلل النفط وناقلات النفط الكبير في أوسلو لدى شركة أركتيك سيكيوريتيز Arctic Securities، أولي ريكارد هامر، إن ناقلات النفط العملاقة تعاني من ضعف الطلب الصيني على الخام، وسط انخفاض تشغيل المصافي والواردات في الربع الثاني.
وقال، إن دول تحالف أوبك+، مثل روسيا والمملكة العربية السعودية، استجابت لانخفاض الطلب لدعم الأسعار، ومن ثم كان نشاط ناقلات النفط العملاقة بطيئًا، حسب وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.
ووفقًا لتقديرات المضاربين، فإن عدد الشحنات الفورية لناقلات النفط العملاقة في الخليج العربي والبحر الأحمر، بما في ذلك عقود الشحن، يُقدَّر بنحو 140 شحنة في يوليو/تموز الماضي، بانخفاض من 160 شحنة في مارس/آذار الماضي.
تاريخيًا، يكون الطلب على النفط أعلى في الربع الثالث بنحو 1.0 مليونًا إلى 1.5 مليون برميل يوميًا مقارنة بالربع الثاني، وإذا كان هناك أيّ تباطؤ آخر في الاقتصاد الصيني، فقد يتباطأ الطلب على شحنات النفط الخام.
نمو بطيء للأسطول
قال مدير الأبحاث لدى شركة الوساطة والاستشارات في مجال الشحن بانشيرو كوستا أو بانكوستا، إنريكو باغليا، إن أسطول ناقلات النفط الخام نما بصورة طفيفة فقط حتى الآن هذا العام، حيث تمّ تسليم ناقلة نفط عملاقة وناقلة نفط من طراز سويس ماكس فقط.
وتوقّع أن تصل عشرات الناقلات القذرة الأخرى إلى المياه في عام 2024، ولكن بعد احتساب عمليات التفكيك، سيظل حجم الأسطول دون تغيير إلى حدّ كبير، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف أنه حتى العام المقبل، سيظل حجم الأسطول دون تغيير، على الرغم من أن إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعت ارتفاع الإنتاج العالمي بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا.
وأشار باغليا إلى خطط تحالف أوبك+ لبدء إعادة بعض الإنتاج في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والتخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية البالغة مليونَي برميل يوميًا على مدى الأشهر الـ 12 التالية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..