من المرتقب أن تحقق مخزونات الغاز الطبيعي في أميركا قفزة هائلة بوصولها إلى أعلى مستوى لها منذ 8 سنوات، بنهاية موسم إعادة التعبئة.

وبحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024، من المتوقع أن تصل مخزونات الغاز العاملة في الولايات المتحدة إلى 3.954 تريليون قدم مكعبة، وهي أكبر كمية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ولأن مخزونات الغاز الطبيعي في أميركا كانت ممتلئة بصورة جيدة نسبيًا في مارس/آذار 2024، فمن المتوقع أن تحدث عمليات الحقن -إعادة تعبئة منشآت التخزين- بوتيرة أقل من المتوسط للمدة المتبقية من موسم الحقن (حتى أكتوبر/تشرين الأول 2024).

كما أنه من المتوقع استقرار إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا، تزامنًا مع استهلاك أعلى من المتوسط هذا الصيف.

متوسطات مخزونات الغاز الطبيعي في أميركا

وسط انخفاض وتيرة عمليات الحقن في منشآت التخزين، من المتوقع أن تتقلّص الفجوة بين مخزونات الغاز الأميركية، ومتوسط السنوات الـ5 الماضية بصورة تدريجية، من 39% فوق المتوسط في مارس/آذار 2024، إلى زيادة بنسبة 6% في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وفق تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الأربعاء 7 أغسطس/آب 2024.

كما يُتوقع وصول عمليات الحقن للحد الأدنى من متوسط آخر 5 سنوات أو بالقرب منه في كل منطقة من مناطق التخزين الأميركية خلال المدة المتبقية من موسم إعادة الملء، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

صهاريج لتخزين الغاز الطبيعي – الصورة من Pipeline and Gas Journal‏‏

وعادةً ما تكون مخزونات الغاز الطبيعي بأميركا في أدنى مستوياتها للعام بنهاية مارس/آذار 2024 (يمثّل نهاية موسم التدفئة ومن ثم نهاية السحب الكبير من المخزون)، وهو الوقت الذي كانت فيه كمية الغاز الطبيعي المخزنة في البلاد كافية لتلبية الطلب.

وبدءًا من نهاية مارس/آذار 2024 وحتى نهاية يوليو/تموز 2،024 بلغ صافي إعادة تعبئة الغاز الطبيعي 1.004 تريليون قدم مكعبة، وهو أقل 17% من متوسط المدة نفسها على مدار السنوات الـ5 الماضية (من 2019 حتى 2023).

اختلاف أنماط التخزين

تشهد أميركا نمطًا موسميًا تقليديًا لتخزين الغاز، إذ تتزايد المخزونات في موسم الحقن من أبريل/نيسان إلى أكتوبر/تشرين الأول، عندما يكون الاستهلاك منخفضًا.

في المقابل، تنخفض مخزونات الغاز الطبيعي في أميركا بموسم السحب من نوفمبر/تشرين الثاني إلى مارس/آذار، إذ يزداد استهلاك الغاز في هذه المدة.

ورغم ذلك، توجد اختلافات بين المناطق؛ ففي المنطقة الجنوبية الوسطى، التي تخزن أكبر قدر من الغاز مقارنة بأي منطقة، هناك عمليات سحب من حين إلى آخر في الصيف بسبب ارتفاع مستويات سعة التخزين، ويمكن سحب الغاز من كهوف الملح في المنطقة، المعروفة بمرونتها، بسرعة عند الحاجة.

وقد أصبح هذا النمط الموسمي الفريد من نوعه في المنطقة الجنوبية الوسطى أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة، إذ ازداد استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء في تكساس والولايات المحيطة بها.

استعمالات قدرة التخزين على مدار العام

تُستعمل مخزونات الغاز الطبيعي في أميركا بصورة إستراتيجية على مدار العام، إذ وصلت سعة التخزين تحت الأرض إلى 4.796 تريليون قدم مكعبة بنهاية مايو/أيار 2024.

وتستحوذ المنطقة الجنوبية الوسطى من الولايات المتحدة، التي تمتد من تكساس وكانساس إلى ألاباما، على ما يقرب من ثلث إجمالي سعة التخزين في البلاد.

وتُسهم منطقة الغرب الأوسط بنسبة 26% من السعة التخزينية، في حين تسيطر المنطقة الشرقية على 23% من قدرة مخزونات الغاز الطبيعي في أميركا.

وتتوزع نسبة 19% من سعة تخزين الغاز الطبيعي المتبقية على المنطقة الجبلية ومنطقة المحيط الهادئ وألاسكا، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وبينما إنتاج الغاز الطبيعي يظل مستقرًا نسبيًا على مدار العام، فإن أنماط الاستهلاك تتقلب كثيرًا، ويشهد فصل الشتاء، عندما يكون الطلب على التدفئة في أعلى مستوياته، بلوغ استهلاك الغاز لذروته.

محطة غاز لتوليد الكهرباء
محطة غاز لتوليد الكهرباء – الصورة من Union of Concerned Scientists‏

ولمعالجة هذه التقلبات الموسمية، تؤدي مخزونات الغاز الطبيعي في أميركا دورًا حاسمًا في تحقيق التوازن بين العرض والطلب، وتخفّف من آثار الانقطاعات المفاجئة في الإنتاج، مثلما حدث في أثناء العاصفة الشتوية التي ضربت البلاد في فبراير/شباط 2021.

وأدى ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف إلى زيادة كبيرة في استهلاك الغاز الطبيعي بقطاع الكهرباء، مدفوعًا بالحاجة إلى تلبية الطلب على مكيفات الهواء، ونتيجة لذلك، ظهرت ذروة ثانية أصغر في الاستهلاك، التي تحدث عادةً في يوليو/تموز أو أغسطس/آب.

وكان هذا الاتجاه واضحًا في جنوب الولايات المتحدة، إذ استحوذت ولايتا تكساس ولويزيانا على جزء كبير من الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي منذ عام 2012.

ويُظهر نمط المخزون في المنطقة الجنوبية الوسطى مدة سحب واضحة أخرى خلال هذه الذروة الصيفية الثانية في الاستهلاك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.