منذ عام 2010، اتسم الطلب على الكهرباء في أميركا بحالة من الاستقرار النسبي عند 4 آلاف تيراواط/ساعة تقريبًا، لكن هذه الحالة على وشك التغيير وسط تحول سريع نحو الكهربة.
ويُعد انتشار مراكز البيانات والتبني الواسع النطاق للسيارات الكهربائية من المحركات الرئيسة لهذا التحول، ومع استمرار توسع هذَين القطاعَين سيزيد من الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة بصورة كبيرة.
وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030، سيضيف قطاعا السيارات الكهربائية ومراكز البيانات نحو 290 تيراواط/ساعة إلى الطلب على الكهرباء في أميركا، في حين تُسهم القطاعات الأخرى بنحو 175 تيراواط/ساعة، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وفضلًا عن ذلك، من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة زيادة ملحوظة في الطلب على الكهرباء عبر قطاعاتها السكنية والصناعية بين عامي 2023 و2030.
انتشار مراكز البيانات كثيفة الاستهلاك
من المتوقع أن يشهد الطلب على الكهرباء في أميركا بقطاع مراكز البيانات نموًا كبيرًا، مدفوعًا بالتبني المتزايد للذكاء الاصطناعي كثيف الاستهلاك للكهرباء، مقارنة بالحوسبة التقليدية، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
وسيؤدي التوسع المشترك لمراكز البيانات التقليدية ونظيرتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مصانع الرقائق، إلى زيادة تراكمية في الطلب على الكهرباء بقطاع مراكز البيانات بمقدار 177 تيراواط/ساعة من عام 2023 إلى 2030.
وهذا يعني أنه بحلول عام 2030، ستشكّل مراكز البيانات 307 تيراواط/ساعة من إجمالي الطلب على الكهرباء في أميركا، وهو ما يمثّل زيادة بأكثر من الضعف مقارنةً بـ130 تيراواط/ساعة في عام 2023، ما يسلّط الضوء على جهود الولايات المتحدة لوضع نفسها مركزًا عالميًا للبيانات.
التوسع في السيارات الكهربائية
من المتوقع أن تكون السيارات الكهربائية المحرك الرئيس الثاني لنمو الطلب على الكهرباء في أميركا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي عام 2023، كان قطاع النقل مسؤولًا عن استهلاك 18.3 تيراواط/ساعة من الكهرباء، ومع ذلك، من المتوقع بحلول عام 2030 أن يرتفع هذا الرقم إلى 131 تيراواط/ساعة، بزيادة تراكمية 113 تيراواط/ساعة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التبني السريع للسيارات الكهربائية.
وتعادل الزيادة في الطلب على الكهرباء في أميركا من السيارات الكهربائية ومراكز البيانات، الطلب الإجمالي على الكهرباء لدولة مثل تركيا، ولذلك تحتاج الولايات المتحدة إلى استيعاب هذا الطلب المتزايد بسرعة، دون إلحاق أي ضرر بأنظمة الكهرباء لديها.
ولذلك فإن مصادر الطاقة المتجددة ستكون ضرورية لتلبية هذا الطلب المتزايد على الكهرباء في البلاد، لضمان كهرباء نظيفة تتماشى مع زخم الذكاء الاصطناعي والوصول إلى مستقبل منخفض البصمة الكربونية.
الطلب على الكهرباء في القطاعات الأخرى
تشير تقديرات ريستاد إنرجي إلى أن الطلب على الكهرباء في أميركا عبر القطاعات السكنية والتجارية والصناعية سيزيد بمقدار 175 تيراواط/ساعة بين عامي 2023 و2030، ليصل إجمالي الطلب الأميركي إلى ما يقرب من 4 آلاف و500 تيراواط/ساعة.
وانخفض اعتماد البلاد على الفحم بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تقليل انبعاثات الكربون، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه حتى مع زيادة إجمالي توليد الكهرباء.
ويشير تقرير ريستاد إنرجي إلى أن مزيج توليد الكهرباء في أميركا سيتحول بصورة متزايدة نحو الطاقة المتجددة بعيدًا عن الفحم، مدفوعًا بقانون خفض التضخم وانخفاض تكاليف تقنيات التوليد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ومن المتوقع أن ترتفع سعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بمقدار 237 غيغاواط بين عامَي 2023 و2030، وكذلك نمو سعة الرياح بمقدار 78 غيغاواط، ومن المرتقب أن يكون هذا النمو كافيًا لتلبية تزايد الطلب على الكهرباء في أميركا من مراكز البيانات والسيارات الكهربائية.
ويتجه الطلب على الكهرباء في القطاع السكني الأميركي إلى الارتفاع من 1466 تيراواط/ساعة في عام 2023 إلى 1600 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، أي بنسبة نمو 10%، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
في المقابل، من المتوقع أن يشهد القطاع التجاري انخفاضًا في استهلاك الكهرباء من 1237 تيراواط/ساعة في عام 2023 إلى 1158 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030.
يأتي ذلك في الوقت الذي قد يشهد فيه القطاع الصناعي انتعاشًا على المدى القصير، إذ تشجع السياسات الفيدرالية والتعرفات الجمركية على زيادة التصنيع المحلي، ما يجعل الطلب على الكهرباء في أميركا في هذا القطاع يرتفع من 1133 تيراواط/ ساعة عام 2023 إلى 1238 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، بزيادة 9%.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..