شهدت مزرعة رياح بحرية عائمة خطوة فريدة قد تشكّل نقلة نوعية، في إطار محاولات الصناعة البحث عن بدائل لتطوير عملية التشغيل والتعامل مع الصيانة والأعطال.

ووفق التفاصيل التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تعاونت شركات بهدف تجربة جدوى الصيانة في الموقع لمعدّات تابعة لشركة فيستاس (Vestas) الدنماركية، بمزرعة “كينكاردين” الواقعة قبالة سواحل إسكتلندا.

وشمل ذلك تغيير مولّد في أحد توربينات المزرعة بموقعها البحري، دون الحاجة إلى نقله لموقع برّي مخصص للصيانة.

وبذلك تعدّ عملية التغيير في المُوّلد الأولى من نوعها لمزرعة رياح بحرية في إسكتلندا، وعلى الصعيد العالمي أيضًا، بدعم من شركات معنيّة بتطوير الصناعة وتقنياتها.

تفاصيل عملية التبديل

استبدلت الشركات المطورة مكونات توربين في موقع مزرعة رياح عائمة قبالة سواحل إسكتلندا جنوب شرق أبردين، دون الاضطرار إلى سحب التوربين للميناء.

واستعملت الشركات سفينة دعم بحري وسفن نقل الطواقم، لإجراء تغييرات في التوربين “في 164” من إنتاج شركة فيستاس الدنماركية، بقدرة 9.5 ميغاواط.

وأوقفت “فيستاس” تشغيل مولد التوربين القديم، واستعملت شركة “ليفت أوف LiftOff” للمقاولات الهندسية -التي تتخذ من هولندا مقرًا لها- رافعة من طراز “جين هوك” لإنزال المولّد من موقعه في التوربين إلى سفن النقل.

الرافعة تنقل مولّد التوربين من موقعه – الصورة من World of Renewables

ومن خلال الرافعة ذاتها، نقلت الشركات المولد الجديد إلى توربين المزرعة، إيذانًا بنجاح أول تجربة عالمية لاستبدال بعض معدّات مزرعة رياح بحرية عائمة في موقعها، وفق ما نشره موقع أوفشور إنجيرنير (Offshore Engineer).

وبرهن نجاح عملية الاستبدال في الموقع البحري عبر رافعة شركة ليفت أوف” على عدم الحاجة إلى نقل توربينات الرياح من مواقعها إلى الميناء، وما تتطلبه هذه الخطوة من توفير الرافعات البحرية العملاقة المعنيّة بسحب المعدّات.

حل عالمي

نجحت عملية استبدال مولّد توربين المزرعة العائمة، بالتعاون بين شركات: فيستاس الدنماركية، وليفت أوف الهولندية، ودراغادوس الإسبانية “مالكة مزرعة كينكاردين”، وكوبرا ويند إنترناشيونال المشغلة للمزرعة والمطورة للتقنيات المتجددة.

بدوره، أكد المدير التنفيذي لشركة كينكاردين المالكة للمزرعة “خوسيه بوليمون أولاباريتا” أن نجاح تجربة الاستبدال يعدّ أول الحلول الفنية العالمية لمعضلة تغيير المعدّات في مواقع مثل مزرعة رياح بحرية عائمة.

وأضاف أن الخطوات التي كُلِّلت بالنجاح تعيد رسم خريطة صناعة الطاقة المتجددة المستقبلية، عبر توسعة نطاق الإبداع والتطوير والبناء على التجارب السابقة، طبقًا لما نقله عنه موقع أوفشور ويند (Offshore Wind).

من جانبه، أشار مدير خدمات التعاقد العالمية لدى فيستاس “ثوريه إيبل” إلى أن حلول وبدائل عمليات سحب التوربينات من المواقع خرجت من إطار المناقشات إلى التنفيذ والتجربة الفعلية.

وأضاف أن هذا الابتكار يعدّ خطوة رائدة قابلة للتطبيق فعليًا، بما يعزز طموحات تطوير الصناعة العالمية، خاصة في مشروعات الرياح العائمة.

ومن زاوية أخرى، تجنّبت التجربة الناجحة تعطُّل التوربينات وإنتاج الكهرباء الذي كان يواجه المشروعات المماثلة، انتظارًا لعملية سحب التوربين إلى الميناء واستبدال المولّد بآخر وإعادته إلى موقعه.

وبالإضافة لذلك، تتلافى التجربة الحديثة أيضًا الانبعاثات الكربونية الناجمة عن عملية سحب المعدّات من الميناء وإليه، للصيانة والاستبدال، وكذلك التكلفة المرتفعة.

مزرعة كينكاردين
مزرعة كينكاردين – الصورة من statekraft

معلومات عن مزرعة “كينكاردين”

تعدّ مزرعة “كينكاردين” أحد مصادر تغذية شبكة الكهرباء في إسكتلندا بالكهرباء النظيفة، منذ دخولها حيز التشغيل الكامل في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021.

وتبلغ قدرة المزرعة -الواقعة على مسافة 15 كيلومترًا من ساحل أبردين- 50 ميغاواط، وتضم 5 توربينات من طراز “فيستاس 164” بقدرة 9.5 ميغاواط لكل منها، وتوربينًا إضافيًا من طراز “فيستاس 80” بقدرة 2 ميغاواط.

وتحمل منصات شبه غاطسة وحدات عائمة، مثبت عليها التوربينات بعمق مائي يتراوح بين 60 و80 مترًا.

واستغرقت عملية استبدال مولّد توربين مزرعة رياح بحرية “كينكاردين” أقل من شهر واحد، بدءًا من التنسيق مع الرافعة حتى الانتهاء ومغادرة المعدّات الإضافية المساعدة.

وخلال هذه المدة، تابع فريق التطوير والتنفيذ توقعات الطقس وحركة الرياح لضمن تشغيا آمن، واستعملوا أيضًا معدّات التحكم في الأحمال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.