يشهد مزيج توليد الكهرباء في الإمارات تغيرًا لافتًا خلال السنوات القليلة الماضية، مع نجاح البلاد في إدخال الطاقة النووية والمصادر النظيفة، وفي مقابل إنهاء استعمال الفحم، وفق بيانات حديثة رصدتها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ويأتي ذلك مع استهداف البلاد رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 32% بحلول عام 2030، وتتضمن زيادة إجمالي القدرة المركبة للطاقة النظيفة من 14.2 غيغاواط إلى 19.8 غيغاواط.

وفي عام 2023، حدّثت الإمارات إستراتيجيتها الوطنية للطاقة 2050، لتستهدف مضاعفة إسهام الطاقة المتجددة 3 مرات خلال الأعوام الـ7 المقبلة.

وقفزت سعة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الإمارات، خلال العام الماضي، إلى 6.052 غيغاواط، مقابل 3.597 غيغاواط عام 2022، أي بمعدل زيادة سنوية 2.455 غيغاواط، وهو ما يعادل إجمالي السعة المسجلة في 2020 تقريبًا، بحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

مزيج توليد الكهرباء في الإمارات خلال 3 سنوات

رغم استمرار سيطرته، انخفضت حصة الغاز في مزيج توليد الكهرباء الإماراتي بصورة ملحوظة خلال العام الماضي إلى 72.07%، مقابل 81.83% عام 2022، و86.71% عام 2021.

وتراجعت كمية الكهرباء المولدة من الغاز الطبيعي في الإمارات إلى 118.93 تيراواط/ساعة خلال 2023، مقابل 125.46 تيراواط/ساعة في عام 2022، أي بحجم تراجع سنوي 6.53 تيراواط.

وفي المركز الثاني، جاءت الطاقة النووية مع ارتفاع نسبتها بمزيج توليد الكهرباء في الإمارات إلى 19.55%، مقابل 13.11% خلال العام السابق له، ونسبة 7.08% عام 2021.

وسجّل حجم توليد الكهرباء من الطاقة النووية في البلاد نحو 32.27 تيراواط/ساعة خلال 2023، مقابل 20.1 تيراواط/ساعة في عام 2022، وفقًا لبيانات حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة من مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر).

محطات براكة- الصورة من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية

وجاءت الطاقة الشمسية في الترتيب الثالث، بنسبة ارتفعت إلى 8.33% خلال العام الماضي، وبكمية توليد 13.75 تيراواط/ساعة، مقابل 5.05% (ما يعادل 7.74 تيراواط/ساعة) في العام السابق له، وحصة 4.19% عام 2021.

ولأول مرة، انضمت طاقة الرياح إلى مزيج توليد الكهرباء في الإمارات خلال العام الماضي، بنسبة بلغت 0.03%، وبحجم توليد 0.05 تيراواط/ساعة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما بلغت حصة الطاقة الحيوية بمزيج توليد الكهرباء في الإمارات خلال العام الماضي 0.02%، بكمية توليد 0.03 تيراواط/ساعة، مقابل 0.01% عام 2022، الذي شهد انضمام الطاقة الحيوية للمزيج لأول مرة.

الطاقة النووية في الإمارات

تشهد الطاقة النووية ارتفاعًا سنويًا منذ انضمامها إلى مزيج توليد الكهرباء في الإمارات لأول مرة عام 2020، بعد نجاح البلاد في تشغيل محطات براكة النووية.

ويشار إلى أن الإمارات الدولة العربية الوحيدة -حتى الآن- التي تستعمل الطاقة النووية في توليد الكهرباء منذ بدء التشغيل التدريجي لمحطات براكة النووية عام 2020.

وتوضح بيانات “إمبر” أن نسبة الطاقة النووية في مزيج توليد الكهرباء في الإمارات بلغت 1.19% عام 2020، لتقفز مع بدء التشغيل التجاري لأول مفاعل براكة النووية إلى 7.08% عام 2021، قبل أن ترتفع إلى 13.11% و19.55% في عامي 2022 و2023 على التوالي.

وبدأت الإمارات في سبتمبر/أيلول 2024 التشغيل التجاري لرابع محطات براكة النووية، لتسهم المنشأة مع تشغيل المفاعلات النووية الـ4 في توفير 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، أي ما يوازي 40 تيراواط/ساعة سنويًا.

وأسهم التشغيل التدريجي للطاقة النووية في انخفاض استهلاك الغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة في أبوظبي لأدنى مستوى له منذ 13 عامًا.

ومن مميزات محطات براكة النووية أنها تمنع انبعاث 22.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يوازي إزالة 4.8 ملايين سيارة من الطرق سنويًا، ويشكّل 24% من التزامات الإمارات بخفض الكربون عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.