اشتعلت جلسات مؤتمر غازتك 2024 بالنقاش حول السيناريوهات التي قد تواجه الغاز الأميركي خلال الآونة المقبلة، وسط انتقادات حادة لسياسات الرئيس جو بايدن.

وألقى المشاركون في المؤتمر -المنعقد في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية خلال المدة من 17 إلى 20 سبتمبر/أيلول الجاري- باللوم على حالة التخبط المصاحبة لقرارات القطاع، سواء فيما يتعلق بتعليق صادرات الغاز المسال أو التكسير المائي (الهيدروليكي).

ووفق المناقشات التي دارت خلال فعاليات المؤتمر، وتابعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشطن) تقارير بشأنها، هناك فجوة بين رؤية المسؤولين التنفيذيين لعدد من كبريات شركات الطاقة من جهة، ورؤية مسؤولي إدارة بايدن من جهة أخرى.

وأكد مسؤولو عدد من الشركات أن هناك حاجة ملحّة لإفساح المجال بصورة أكبر أمام توسعات الغاز، خاصة أنه يعدّ وقودًا انتقاليًا لخفض الانبعاثات، محذّرين من استمرار القيود التي قد تؤدي في نهاية الأمر إلى العودة للفحم.

سياسات كارثية

خلال فعاليات مؤتمر غازتك 2024، شنّ الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون “مايكل ويرث” هجومًا على سياسات الرئيس جو بايدن تجاه صناعة الغاز بنوعيه الطبيعي والمسال.

وقال، إن قرار بايدن بتعليق صادرات الغاز المسال -عبر تجميد موافقات المشروعات الجديدة- يخدم الأولويات السياسية أكثر من تطور الصناعة، مشيرًا إلى هذه الخطوة قد ترفع تكاليف الطاقة وتهدد موثوقية الإمدادات.

الرئيس التنفيذي لشيفرون مايكل ويرث – الصورة من رويترز

وأضاف ويرث أن تقويض صناعة الغاز يعطّل أهداف التخلّي عن الفحم، ويهدد بإطلاق انبعاثات بمعدل متزايد بدلًا من خفضها، مستندًا إلى بيانات وكالة الطاقة الدولية حول تشكيل انبعاثات حرق الفحم “ثلث” غازات الاحتباس الحراري، حسب تقديرات عام 2022.

وأوضح، خلال كلمته على هامش فعاليات اليوم الأول لمؤتمر غازتك 2024، أن إدارة بايدن كان يتعين عليها وقف هجماتها على صناعة الغاز بدلًا من تعطيل صادرات الغاز المسال، وفق رويترز.

ولفت إلى دور الغاز بصفته وقودًا منخفض الكربون في تلبية طلب قطاع الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الملحقة به، خاصة أن هذا القطاع شديد الطلب على الكهرباء.

التكسير والانتخابات

ناقش مؤتمر غازتك 2024 بُعدًا مهمًا لصناعة الغاز الأميركي، يتمثل في موقف الإدارة الأميركية المرتقبة بعد الانتخابات المقبلة تجاه عمليات التكسير المائي (الهيدروليكي).

وانتقد المشاركون في المؤتمر تقلّب وتغيّر سياسات الحفر بتغير الإدارات، خاصة أن المرشحَين المحتملين “دونالد ترمب، وكامالا هاريس”، يحملان رؤيتين متناقضتين.

فمن جهة، يدعم ترمب بقوة عميات التكسير ويروّج لحظر محتمل قد تفرضه مافسته “هاريس”، حال فوزها.

ومقابل ذلك، انتقد المشاركون موقف هايس غير الواضح تجاه قضية التكسير، إذ سبق أن عارضته حينما كانت عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، غير أنها أبدت تأييدًا له مؤخرًا.

ونقل بعض المشاركين عن هاريس علمها بتداعيات حظر التكسير المائي (الهيدروليكي) على رفع أسعار الغاز الأميركي، وقال المتحدث باسمها، إنها لن تتجه لحظر التكسير وتأييدها ضخ الاستثمارات في مصادر طاقة متنوعة لخفض الواردات، بحسب ما أوردته رويترز.

وحذّرت الرئيسة التنفيذية لشركة وودسايد الأسترالية “ميج أونيل” من حظر التكسير، مشيرة إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى “تدمير الاقتصاد الأميركي”.

مستقبل الغاز الأميركي

شدد الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون “مايكل ويرث” على ضرورة مواصلة تطوير حوض برميان، إذ إنه يعدّ مصدرًا قويًا ورئيسًا للتدفقات، ويضمن إمدادات موثوقة لمحطات الكهرباء وتلبية طلب مراكز الذكاء الاصطناعي.

وتعدّ شيفرون ثاني أكبر منتج للنفط الأميركي، وإحدى أكبر الشركات المطورة للحوض الممتد بين ولايتي تكساس ونيو مكسيكو، بإنتاج غاز يعادل 15% من إجمالي إنتاج البلاد.

وقال ويرث، إن خطوات خفض الكربون تتطلب سياسات داعمة ومستقرة تضمن توافر الغاز وتدفّقه بصفته مصدرًا موثوقًا، مقترحًا 3 محاور لضمان مستقبل قوي لسياسة الطاقة الأميركية.

معرض على هامش مؤتمر غازتك 2024
معرض على هامش مؤتمر غازتك 2024 – الصورة من Energy Connects

والمحاور الـ3 هي: دعم صناعة الغاز على المستوي السياسي، وتأييد تطور التقنيات الجديدة والحلول التي يقدمها الغاز، وإدراك ضرورة التنسيق بين مصادر الطاقة منخفضة الكربون لضمان التحول.

ودعا الرئيس التنفيذي لشركة كونوكو فيليبس، ريان لانس، إلى وقف قرار بايدن حول صادرات الغاز المسال، واصفًا إياه بـ”القرار المجنون”.

وأضاف أن الهيئات المعنية تباطأت في إصدار موافقات مشروعات التصدير، لافتًا إلى ضرورة إصلاح منظمة إصدار تصاريح وموافقات مشروعات الطاقة والبنية التحتية.

ردّ حكومي

اشتعلت حدّة النقاش بين مسؤولين في القطاع وشركاته، وبين مسؤولين حكوميين، حول مستقبل الغاز الأميركي، على هامش فعاليات مؤمر غازتك 2024.

وانتقد عدد من ممثلي الشركات سياسات إدارة بايدن فيما يتعلق بملف الطاقة، وخاصة الغاز، موضحين أنها تفتقر إلى وضوح الطريق لتحقيق الأهداف المناخية عبر دعم الوقود الانتقالي.

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة بيكر هيوز المعنية بخدمات حقول النفط، لورينزو سيمونيلي، إلى أن سياسات الطاقة الأميركية لا تتضمن قرارًا واضحًا وموحدًا لضمان الاستدامة والتحول.

ومقابل ذلك، دافع مساعد وزيرة الطاقة الأميركية لشؤون الوقود الأحفوري والكربون “براد كرابتري” عن سياسات الطاقة، مستشهدًا بقانون البنية التحتية الذي دعمته إدارة بايدن لضخ استثمارات بمليارات الدولارات في قطاع الطاقة، حسبما نقلت عنه رويترز.

جلسة لعدد من وزراء الدول على هامش انعقاد غازتك 2024
جلسة لعدد من وزراء الدول على هامش انعقاد غازتك 2024 – الصورة من Egypt Oil & Gas

دور الذكاء الاصطناعي

ركّز جانب من المشاركين على دور إنتاج الغاز الأميركي وصادرات الغاز المسال في تلبية الطلب المتنامي لمراكز البيانات العاملة بالذكاء الاصطناعي.

ورجّحوا أن يتجاوز طلب مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي على الكهرباء المولدة من الغاز الطبيعي، حجم صادرات الغاز المسال مستقبلًا.

وتُشير التوقعات إلى أن طلب مراكز البيانات الأميركية على الكهرباء قد يرتفع من 800 غيغاواط العام الماضي، إلى 870 غيغاواط بحلول عام 2030.

وبالنظر إلى أن محطات الكهرباء العاملة بالغاز ستلبي هذا الطلب، فإن الأنظار يجب أن تتجه إلى استمرار تطوير حوض برميان، حسب معلومات نشرها موقع إس أند بي غلوبال (S&P Global).

ويبدو أن نمو تقنيات الذكاء الاصطناعي لن يؤثّر في الغاز الأميركي المحلي والطبيعي فقط، إذ توقّع مشاركون في غازتك 2024 أن يدعم هذا النمو صادرات الغاز المسال أيضًا، وسط احتمالات توسُّع عالمي للتقنيات الحديثة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.