يتجه تخزين الغاز في أوروبا إلى الوصول لطاقته القصوى بحلول نهاية سبتمبر/أيلول 2024، ليظل عند أقصى مستوى له حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، فضلًا عن وجود 4 ملايين طن سنويًا إضافية من المخزون العائم.

وأدى انخفاض الطلب الأوروبي على الغاز إلى ارتفاع التخزين لمستويات قياسية خلال هذا العام، وفق تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.

ويأتي هذا الارتفاع القياسي بمستويات تخزين الغاز في أوروبا على الرغم من انخفاض واردات القارة من الغاز المسال بنحو 11 مليون طن منذ بداية العام حتى مايو/أيار 2024 مقارنة بالمدّة نفسها من عام 2023.

وتسبّب انخفاض الطلب الأوروبي في تراجع الأسعار في المتوسط منذ بداية 2024، الذي أدى -بدوره- إلى زيادة واردات آسيا من الغاز المسال، بقيادة الصين التي ارتفعت وارداتها بنسبة 22%.

زيادة قصوى بتخزين الغاز في أوروبا

على المدى القريب، يمكن أن يشكّل ارتفاع أسعار الغاز المسال بعض التحديات أمام نمو الطلب الآسيوي، بحسب ما جاء في تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.

وبناء على ذلك، فمن المتوقع أن تصل مستويات تخزين الغاز في أوروبا إلى 100% من طاقتها الاستيعابية بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول 2024، وتبقى عند هذا المستوى حتى أكتوبر/تشرين الأول في العام نفسه، قبل أن تقل مستويات التخزين إلى النصف مع نهاية مارس/آذار 2025 وانتهاء فصل الشتاء.

بالإضافة إلى حالة عدم اليقين بخصوص الإمدادات الروسية والصيانة في الحقول النرويجية، فإن النمو المتزايد للطلب الآسيوي أدى إلى عودة ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية وفق مؤشر تي تي إف الهولندي بنسبة 40% على مدى الأشهر الـ3 الماضية الماضية، لتصل إلى مستوى 11 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

توقعات تحسن الطلب

من المرجح أن يرتفع الطلب على الغاز الأوروبي على المدى المتوسط مدفوعًا بالعودة إلى أنماط الطقس الطبيعية في شتاء (2024 -2025) وتعزيز توقعات الاقتصاد الكلي.

ومع ارتفاع الاستهلاك لأغراض التدفئة وتوليد الكهرباء والنشاط الصناعي، من المتوقع أن يزداد الطلب على الغاز في أوروبا بمقدار 7 مليارات متر مكعب، في عام 2025، مقارنةً بعام 2024، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

محطة توليد كهرباء بالغاز – الصورة من Sulzer‏

وبحسب التقرير، فإن الطلب المتزايد في آسيا على الغاز المسال سيستحوذ على معظم الإمدادات الجديدة من الغاز المسال، في حين من المتوقع أن تزيد أوروبا وارداتها بمقدار 4.2 مليون طن إضافية سنويًا خلال 2025.

وتشير بيانات حديثة صادرة عن منتدى الدول المصدرة للغاز إلى أن واردات الغاز المسال الأوروبية قد تراجعت بنحو 11.31 مليون طن، بنسبة 19%، لتصل إلى 47.22 مليون طن خلال أول 5 أشهر من 2024.

* (مليون طن يعادل 1.360 مليار متر مكعب).

ومع ذلك، فإن انتهاء اتفاقية عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا في يناير/كانون الثاني 2025، من المرجح أن يؤدي إلى خسارة أوروبا لنحو 12 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الروسي.

ولتخفيف هذا التأثير، ستسعى أسواق وسط أوروبا إلى استكشاف مصادر بديلة للإمدادات، بما في ذلك تعظيم قدرة استيراد الغاز المسال وإعادة تغويزه.

مخاطر الإمدادات الأوروبية

رغم توقعات أن يكون الشتاء المقبل هادئًا مع وصول مستويات تخزين الغاز في أوروبا إلى طاقتها القصوى، ما تزال مخاطر الإمدادات قائمة، وتنشأ أكبر التهديدات من تعطل إمدادات الغاز الروسي، وقد يحدث ذلك من خلال قطع مبكر لنقل الغاز عبر أوكرانيا أو نتيجة لإجراءات التحكيم المعلقة بين شركات الطاقة الأوروبية وشركة غازبروم الروسية.

فضلًا عن ذلك، ستكتسب عمليات الصيانة غير المخطط لها أو الممتدة في النرويج أهمية أكبر، كون النرويج حاليًا أكبر مورد للغاز في أوروبا، ما يتجاوز 50% من الغاز عبر الأنابيب خلال أول 5 أشهر من 2024.

كما تظل سرعة وصول إمدادات الغاز المسال الجديدة في أميركا الشمالية إلى السوق مصدر قلق رئيسًا، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ناقلة للغاز الطبيعي المسال
ناقلة للغاز الطبيعي المسال – الصورة من Energy Intelligence‏

ومن المرجح أن تزداد إمدادات الغاز المسال العالمية بأكثر من 40 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2026، ونتيجة لذلك، ستخضع السوق لتحول جوهري مع هدوء المخاوف بشأن الإمدادات.

وبينما من المتوقع أن يشكل الطلب الآسيوي على الغاز المسال جزءًا كبيرًا من الإمدادات الإضافية، فستكون أوروبا مطالبة باستيعاب 20 مليون طن من الغاز المسال الإضافية عام 2026، ما قد يفرض ضغوطًا هبوطية على الأسعار.

بدورها، أشارت مديرة أبحاث الغاز والغاز المسال في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى وود ماكنزي، إلى أنه رغم ارتفاع واردات الغاز المسال الأوروبية قليلًا عن مستويات الذروة لعام 2022، فإن السوق ستمتص الزيادة المتوقعة بإمدادات الغاز المسال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.