اقرأ في هذا المقال

  • يساعد الهيدروجين الأخضر في إزالة الانبعاثات من قطاعات عديدة
  • يمكن أن يؤدي الهيدروجين الأخضر دورًا في تسريع الحياد الكربوني
  • تشهد خطط مشروعات الهيدروجين الأخضر في أميركا زخمًا كبيرًا
  • تتطلب مستهدفات الهيدروجين الأخضر في أميركا تريليون غالون من المياه سنويًا

تحولت مشروعات الهيدروجين الأخضر في أميركا من نعمةٍ إلى نقمة، بعد أن طغت الأضرار المحتملة الناجمة عنها، وفي مقدّمتها ندرة المياه، على الفوائد المتحققة من استعمال هذا الوقود منخفض الانبعاثات.

ويُعدّ الهيدروجين النظيف فرس رهان في عمليات إزالة الكربون من قطاعات عدّة، تتدرج من الشحن البحري إلى صناعة الصلب وإنتاج الأسمدة.

غير أن المعضلة المرتبطة بمشروعات الهيدروجين الأخضر في أميركا تتمثل في اعتماد آلية إنتاجه على مصادر المياه النظيفة، بعكس أنواع الهيدروجين الأخرى، مثل الهيدروجين البرتقالي الذي يعتمد على مياه الصرف الصحي، مع اتّباع الإدارة السليمة لتجنُّب تلوث طبقات المياه الجوفية الكبيرة، كما هو الحال في بعض البلدان بأوروبا وآسيا.

ووفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُعوَّل على مشروعات الهيدروجين الأخضر في أميركا لمساعدتها في تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بصفته وقودًا نظيفًا يدعم خفض الانبعاثات من القطاعات التي تصعب إزالتها منها.

موجة جفاف محتملة

يشهد إنتاج الطاقة المتجددة في أميركا زيادةً ملحوظةً؛ ما يُعدّ أثرًا إيجابيًا لجهود التحول الأخضر في أكبر اقتصاد على ظهر الكوكب، وفق ما أورده موقع إيكو نيوز (ECO News).

لكن منظمة الغذاء والمياه (Food and Water Watch) أعربت عن بالغ قلقها من أن الولايات المتحدة قد تشهد نفادًا للمياه فيما يمكن أن يُعدّ أكبر موجة جفاف في تاريخها؛ نتيجة مشروعات الهيدروجين الأخضر التي ستجبر البلاد على البحث عن موارد طبيعية ضخمة من الساحل الشرقي إلى الغربي.

ومنظمة الغذاء والمياه هي منظمة غير حكومية، مقرّها واشنطن، وتركّز على مساءلة الشركات والحكومة بشأن الغذاء والمياه وتجاوز الشركات.

وبينما تشهد خُطط مشروعات الهيدروجين الأخضر في أميركا زخمًا كبيرًا، قد يظهر تحدٍّ صعب وغير متوقع ممثلًا في ندرة المياه؛ إذ يُصنع الهيدروجين النظيف عبر تقنية التحليل الكهربائي للمياه، التي تُستعمَل لشطر جزيء المياه إلى هيدروجين وأكسجين.

تريليون غالون مياه سنويًا

بقدر ما يرسم الهيدروجين الأخضر حُلمًا ورديًا لتوليد الكهرباء النظيفة في الولايات المتحدة، فإنه يُعدّ عاملًا مستهلكًا للمياه بدرجة عالية.

ويحتاج الهيدروجين الأخضر المُنتَجْ بوساطة المحلل الكهربائي إلى ما بين 18 و 24 لترًا من المياه لكل كيلوغرام يُنتَجْ من هذا الوقود المستقبلي الواعد.

وتتطلب مستهدفات وزارة الطاقة الأميركية لعام 2025 بشأن الهيدروجين الأخضر تريليون غالون من المياه سنويًا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما قد يمثّل هذا الرقم قرابة 1% من استهلاك المياه العذبة -حاليًا- في الولايات المتحدة، فإنه يتحول إلى قضية شائكة عند النظر إلى المكان الذي من المخطط تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر فيه.

محطة هيدروجين أخضر بجوار ألواح شمسية وتوربينات رياح

قلق متزايد

يبرز توجُّه مثير للقلق يتمثل في اقتراح وتنفيذ العديد من مشروعات الهيدروجين الأخضر بأميركا في المناطق التي تعاني ضغوطات مائية؛ إذ إنه من بين كل 18 مشروع طاقة حصلت على ترخيص رسمي، وتحتاج إلى كميات ضخمة من المياه لإنتاج الهيدروجين، هناك 4 مشروعات في مناطق تعاني ضغوطات مائية عالية، أو حتى شديدة، وفقًا لتطبيق أطلس مخاطر المياه (Water Risk Atlas) التابعة لمعهد الموارد العالمي (World Resources Institute).

ويحذّر الخبراء من نفاد المياه في الولايات المتحدة الأميركية بسبب مشروعات الهيدروجين الأخضر العديدة التي تثير تساؤلات كثيرة بشأن تنفيذها في المناطق التي تعاني ضغوطات مائية.

ووفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة، تشمل قائمة تلك المشروعات الجدلية في أميركا ما يلي:

  • محطة منطقة باكي (Buckeye): يقع هذا المشروع في ولاية أريزونا، وهو من بين مشروعات الهيدروجين الأخضر الـ4 التي حصلت على ترخيص في المناطق التي تعاني ضغوطات مائية عالية.
  • محطة كاسا غراندي (Casa Grande): مشروع آخر يقع في أريزونا، وتحديدًا في منطقة تعاني عجزًا مائيًا، وتلامس سعته الإنتاجية المخططة 3650 طنًا من الهيدروجين.
  • محطة طاقة لوس أنغلوس: تعيد المدينة تجهيز أكبر محطة كهرباء لديها للعمل بالهيدروجين الأخضر بدلًا من الغاز الطبيعي، مع تخصيص 3 محطات أخرى للتغيير، علمًا بأن المحطة الأولى -وحدها- يمكن أن تستعمِل 122 مليون غالون من المياه في عام واحد بحلول عام 2045.
  • شبكة خطوط أنابيب سو كال غاز (SoCalGas): قد يستهلك هذا المشروع، المخطط له أن يصبح أكبر شبكة خطوط أنابيب هيدروجين في الولايات المتحدة، قرابة 5.5 مليار غالون سنويًا لإنتاج الهيدروجين.

وبناءً عليه، فإن تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر في المناطق التي تعاني ندرةً مائيةً تدقّ ناقوس الخطر بشأن الزيادة السريعة في مثل تلك المشروعات عبر العالم.

فعلى سبيل المثال، تتخذ منظمة الغذاء والمياه نهجًا عدائيًا ضد التوسع بمشروعات الهيدروجين في كاليفورنيا، زاعمةً أنها من الممكن أن تفاقم ندرة المياه في الولاية.

موضوعات متعلقة..

رابط المصدر

شاركها.