يشهد مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في المملكة العربية السعودية مفاوضات لشراء مزيد من الأحجام قد تفوق الإنتاج، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكشفت شركة إير برودكتس الأميركية (Air Products) أن عمليات البناء اكتملت بنسبة 60% تقريبًا، ومن المقرر إطلاق المنشأة في نهاية عام 2026.
وتُجري الشركة الأميركية مفاوضات لشراء المزيد من الهيدروجين في مشروع نيوم بالمملكة، الذي سيتجاوز إنتاج المنشأة.
جاء ذلك في تصريحات على لسان الرئيس التنفيذي للشركة سيفي قاسمي خلال مكالمة الأرباح، بعد إصدار نتائج الربع الرابع 2024 والسنة المالية بأكملها.
مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر
قال الرئيس التنفيذي لشركة إير برودكتس، سيفي قاسمي، إن سوق الهيدروجين النظيف من المتوقع أن تبلغ قيمتها أكثر من 600 مليار دولار بحلول عام 2030، لتتجاوز في النهاية تريليون دولار بحلول عام 2050.
وأضاف أن مشروعات الهيدروجين النظيف المعتمدة تشكّل حاليًا أقل من 1% من توقعات السوق المستقبلية.
وتُعدّ هذه التوقعات متفائلة، على النقيض من الكثير من التحديات المستمرة المحيطة بتمويل الهيدروجين والعرض والطلب، وفق ما أفادت به منصة “غاز وورلد” (Gas World).
وكشف قاسمي للمحللين كيف تخطط الشركة “للتحميل الكامل” من مشروع نيوم بدءًا من عام 2027.
ومُوِّلَ مشروع نيوم من قبل 23 مصرفًا، ما يوفر أكثر من 70% من إجمالي رأس المال المطلوب، ويوجد نحو 18 ألف عامل حاليًا في الموقع، وجرى التعاقد على 35% من إجمالي كمية الإنتاج على أساس “الاستلام أو الدفع”.
تستثمر شركة إير برودكتس نحو 800 مليون دولار، أو أقل من 10% من إجمالي تكلفة المشروع، وهو أقل بكثير من 1.7 مليار دولار المتوقعة في الأصل، ما يوضح قدرتها على تنفيذ “تمويل مشروع ناجح للغاية”، وفقًا لقاسمي.
وقال، إن السبب وراء وضعها الآن في وضع جيد مع نيوم هو أنها استفادت من ميزة “المحرك الأول”.
وأضاف: “لقد بدأنا المشروع في السعودية ومشروعات الهيدروجين الأخضر لدينا في عام 2017، وسيبدأ مشروعنا في الإنتاج في عام 2027، لذلك استغرق الأمر 10 سنوات.. إنها عملية طويلة”.
لكن السوق تغيرت بشكل كبير على مدى العقد الماضي، وتعمل إير برودكتس الآن بنموذج مختلف.
وعلّق قاسمي قائلًا: “لقد فعلنا ما فعلناه مع نيوم، لقد تبيَّن أنه تجربة جيدة.. الآن نقول، إنه في المستقبل لن نعلن مشروعًا دون أن يكون لدينا رؤية واضحة لمن سيأخذ 50% و60% من المنتج على المدى الطويل”.
وشدد على أن التطوير المادي لنيوم كان سمة أخرى في جذب الاهتمام التجاري، مضيفًا: “نحن الآن في وضع يسمح لنا بإرسال أشخاص لزيارة نيوم.. وبمجرد زيارتهم، يصبحون أكثر حماسةً للتحدث إلينا مما كانوا عليه من قبل”.
مشروعات الهيدروجين
ستكون نيوم ولويزيانا محور تركيز إير برودكتس الرئيس للهيدروجين الأخضر والأزرق على التوالي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إير برودكتس، سيفي قاسمي: “نعتقد أن المكان الأقل تكلفة لإنتاج الهيدروجين الأخضر هو في شمال المملكة العربية السعودية، والمكان الأقل تكلفة لإنتاج الهيدروجين الأزرق هو في ساحل الخليج الأميركي”.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، انسحبت “إيير برودكتس” من مشروع الهيدروجين الأخضر بقيمة 4.5 مليار دولار، الذي ينتج 200 طن يوميًا في شمال تكساس، والذي كان من المتوقع أن يبدأ عملياته في عام 2024، لأنه لا يفي بالمبادئ التوجيهية للاستثمارات الجديدة في المشروعات منخفضة الكربون.
وقال قاسمي: “لقد أوقفنا مشاركتنا في هذا المشروع، وبِعنا حقوق التطوير الخاصة بنا لشركائنا”.
وتابع: “لن نتخذ أيّ قرار استثمار نهائي بشأن المشروعات الجديدة، حتى تُحَمَّل مرافقنا الحالية بنسبة 75% على الأقل أو أكثر”.
اليوم، يُعدّ مجمع الهيدروجين الكندي المحايد للكربون بقيمة 1.6 مليار دولار في إدمونتون، والذي تولّت إير برودكتس قرار الاستثمار النهائي بشأنه في عام 2021، الأقرب إلى هذا الهدف، إذ خُصّص 60% من طاقته الإنتاجية من الهيدروجين الأزرق للمشترين، وفق ما أفادت به منصة “هيدروجين إنسايت” (Hydrogen Insight).
نتائج أعمال إير برودكتس في 2024
كانت شركة إير برودكتس الأميركية قد سجلت ارتفاعًا بنسبة 65% في صافي الدخل إلى 3.9 مليار دولار في نتائجها المجمعة للعام المالي 2024، مدعومة بمكسب بعد الضريبة بقيمة 1.2 مليار دولار من بيع أعمال الغاز المسال السابقة في نهاية الربع الرابع 2024 لشركة هانيويل (Honeywell).
وبلغ صافي الدخل في الربع الرابع 2024 نحو مليارَي دولار، على خلفية مبيعات بقيمة 3.2 مليار دولار، ما أدى إلى ربحية للسهم المعدلة بلغت 3.56 دولار، بزيادة 13%، وهامش الأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين يتجاوز 44%.
كان صافي الربح مدفوعًا بـ”أحجام أعلى وتسعير مواتٍ”، وبلغت الإيرادات 12.1 مليار دولار للعام بأكمله، بانخفاض نحو 3.9% على أساس سنوي، وفق ما نقلته منصة “غاز وورلد” (Gas World).
وتصدرت آسيا نمو المبيعات الفصلية (861 مليون دولار، بزيادة 7%)، في حين بلغ إجمالي مبيعات الأميركتين الرائدة في القطاع 1.3 مليار دولار (بانخفاض 3%)، وانخفضت مبيعات أوروبا أيضًا بنسبة 3% إلى 731 مليون دولار، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
بلغ دخل الشركات التابعة في الشرق الأوسط والهند 92 مليون دولار، وهو “ثابت” على أساس سنوي، في حين انخفضت مبيعات الشركات الأخرى بنسبة 11% إلى 257 مليون دولار.
وفي قطاع الهيدروجين النظيف، وقّعت شركة إير برودكتس اتفاقية مدّتها 15 عامًا مع شركة توتال إنرجي لتوريد 70 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، وأعلنت خططًا لبناء شبكات من محطات التزود بالوقود بالهيدروجين متعددة الوسائط على نطاق تجاري في كاليفورنيا وكندا وأوروبا.
كما أعلنت تجربة مع شاحنة دايملر مرسيدس بنز جين إتش 2 لتحويل أسطولها إلى مركبات تعمل بالهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..