يبدو أن الحديث عن شحنات أخرى من الوقود الجزائري إلى لبنان، قد تبدد مع الوقت، إذ من غير المتوقع أن ترسل الدولة الواقعة في شمال أفريقيا أيّ شحنات جديدة لإنقاذ الوضع المتأزم في بيروت.

وقالت مصادر، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إنه لا يوجد أيّ حديث في الوقت الحالي عن شحنات جديدة من الوقود، على غرار الشحنة الأولى التي حصلت عليها بيروت، واستُبدِلَت أنواع أخرى بها لمناسبة معامل الكهرباء هناك.

وأوضحت المصادر أن الجزائر ستكتفي بشحنة الوقود الأولى التي أرسلتها إلى لبنان، على متن ناقلة النفط العملاقة “عين أكر”، التي وصلت إلى المواني اللبنانية في يوم 27 أغسطس/آب الماضي (2024)، والتي كانت عبارة عن كميات من وقود “الديزل الأحمر”.

يشار إلى أن شركة سوناطراك الجزائرية كانت قد أعلنت في بيان لها، يوم 21 أغسطس/آب الماضي، أن شحنة الوقود التي أرسلتها إلى لبنان، والتي يبلغ حجمها نحو 30 ألف طن، هي “الشحنة الأولى”، مما دعم إمكان إرسال مزيد من الشحنات لإنقاذ قطاع الطاقة اللبناني.

الوقود الجزائري إلى لبنان

سبق أن أعلنت الجزائر أن شحنة الوقود التي حصل عليها لبنان، في صورة “هبة”، هي الأولى من نوعها، ما ترك انطباعًا لدى متابعي أوضاع قطاع الطاقة المتدهورة في بيروت بأن هناك شحنات أخرى ستكون في الطريق.

وكانت سوناطراك قد أعلنت أنها -تطبيقًا لتعليمات الرئيس عبدالمجيد تبون- شرعت في شحن أول حمولة من الديزل الأحمر إلى لبنان، ضمن مبادرة لدعمه بالطاقة، والإسهام في تجاوز أزمته، بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين، وفق ما جاء في نص البيان.

وكانت الشحنة قد جُهزت في ميناء سكيكدة النفطي، وتحتوي على نحو 30 ألف طن من مادة الفيول، وشُحنَت إلى لبنان عبر الناقلة “عين أكر”، التابعة لمجمع سوناطراك، التي بدأت رحلتها في 22 أغسطس/آب 2024، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لخطّ سير الناقلة العملاقة.

ووصلت الشحنة إلى المواني اللبنانية في 27 أغسطس/آب، إلّا أن الأحوال الجوية حالت دون تفريغها، لمدة تقترب من 10 أيام، ومع استقرارها تمّ التفريغ، لتبدأ وزارة الطاقة على الفور التمهيد لعملية استبدال شحنات من الوقود بها تتناسب مع المستعمل في محطات الكهرباء اللبنانية.

وعن الاستبدال بشحنة الوقود الجزائري الأولى إلى لبنان، قال مستشار وزير الطاقة اللبناني طوني ماروني، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، إن عمليات الاستبدال تمّت منذ مدة طويلة.

وبسؤاله عن الشركة أو الجهة التي تمّت معها عملية مبادلة شحنة الوقود الجزائري إلى لبنان، قال ماروني: إن “المبادلة جرت مع شركة نفط تقدمت بأفضل عرض، وبناءً للمواصفات الموضوعة من قبل مؤسسة كهرباء لبنان”.

مستشار وزير الطاقة اللبناني طوني ماروني

أزمة الكهرباء في لبنان

في 17 أغسطس/آب الماضي، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أن كميات الوقود التي كانت في مخازنها وكذلك الموجودة لدى محطات توليد الكهرباء قد نفدت بالكامل، الأمر الذي تسبَّب في توقُّف كلّي للتيار عن جميع أراضي الدولة، بما في ذلك المرافق الأساسية، كالمطار والسجون والميناء ومحطات المياه.

وقبل إعلان شركة سوناطراك الجزائرية دعم لبنان بشحنة وقود كبيرة تتكون من 30 ألف طن من الديزل الأحمر، كانت أنظار اللبنانيين تتجه إلى العراق، الذي كان من المقرر أن يرسل شحنات من الوقود، لكنها تعطلت لأسباب إدارية من جانب مصرف لبنان، تتعلق بآليات صرف مستحقات العقد مع الجانب العراقي.

ناقلة الوقود الجزائرية عين أكر
ناقلة الوقود الجزائرية عين أكر

وبسبب هذا التأخير، لم يحصل العراق على المال مقابل الوقود، ما تسبَّب في تراكم المستحقات، ليواجه لبنان أزمة كبيرة في الإمدادات المطلوبة لتوليد الكهرباء، مع إعلان شركة تسويق النفط العراقية “سومو” وقف تفريغ الناقلات التي تحمل الديزل الأحمر.

يشار إلى أن لبنان يعاني من أزمة ضخمة تضرب قطاع الكهرباء منذ ما يزيد عن 30 عامًا، إلّا أنها تعمقت بشكل أكبر خلال السنوات الـ4 الماضية، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد، وجعلت الحكومات المتعاقبة غير قادرة على توفير المخصصات المالية لشراء الوقود اللازم لتوليد الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.