تُجري مصر تحركات مكثفة من أجل استغلال اكتشافات غاز في شرق المتوسط، باحتياطيات تصل إلى 15 تريليون قدم مكعبة، ما يعيدها بقوة إلى تصدير الغاز المسال.

وفي هذا الإطار، ناقش وزير البترول المصري كريم بدوي خلال زيارته إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، اليوم الخميس 29 أغسطس/آب (2024)، سبل التعاون للتعجيل باستغلال اكتشافات الغاز الطبيعي في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، زار كريم بدوي نيقوسيا بدعوة من نظيره القبرصي جورج باباناستاسيو، لتبادل الرؤى بين الجانبين، إذ عقد الوزيران جلسة مباحثات، بحضور وفدَي البلدين، تركّزت حول التعاون في مجال الغاز.

وخلال المباحثات نوقشت التطورات الدولية والإقليمية في قطاع الطاقة، مع تأكيد الحاجة إلى تعزيز التعاون بين مصر وقبرص فيما يتعلق بتنفيذ الهدف المشترك المتمثل في إنشاء ممر موثوق للطاقة من شرق المتوسط إلى أوروبا لنقل الغاز والطاقة الخضراء.

اكتشافات الغاز في قبرص

شملت المباحثات خيارات ووسائل الإسراع بتطوير احتياطيات الغاز في قبرص باستعمال البنية التحتية الحالية في مصر، ونقل الغاز من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص إلى مصر، لإسالته وتصديره إلى الأسواق العالمية.

وتُعَدّ مصر الدولة الوحيدة التي تمتلك محطات إسالة في شرق المتوسط؛ إذ تعدّ محطات إسالة الغاز في دمياط وإدكو من أهم الركائز الرئيسة في التسهيلات والبنية التحتية التي تمتلكها مصر لتجارة وتداول الغاز الطبيعي، وتفوق قدراتهما الإنتاجية 12 مليون طن سنويًا.

جانب من مباحثات وزير البترول المصري في قبرص

وكان وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو قد اعترف في تصريحات سابقة بأن بلاده لا يمكن أن تصبح مركزًا للطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، لأنها تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة.

ويؤيد المسؤول القبرصي التعاون مع مصر باستغلال اكتشافات الغاز في قبرص، نظرًا إلى سجلها الحافل في موارد الغاز الطبيعي والبنية التحتية المتاحة، والتراجع عن خطط بناء خط لتصدير الغاز من نيقوسيا إلى أوروبا.

خط أنابيب الغاز بين مصر وقبرص

في يوليو/تموز من عام 2019، صدر قرار جمهوري بالموافقة على الاتفاق الحكومي بين مصر وقبرص بشأن خط أنابيب بحري مباشر للغاز الطبيعي، والموقّع في نيقوسيا بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول 2028.

وكان مجلس النواب المصري قد وافق على القرار بجلسته المنعقدة في 11 مارس/آذار 2019، حيث بدأت خطط مصر لربط حقول الغاز في قبرص من خلال التوقيع اتفاقية مبادئ في عام 2016 لنقل الغاز الطبيعي من قبرص إلى مصر، بغرض توريده إلى الشبكة القومية المصرية للغاز الطبيعي، أو إعادة التصدير من خلال تسهيلات مصانع الإسالة بمصر.

احتياطيات الغاز في قبرص

حسب بيانات النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة، تُقدَّر احتياطيات اكتشافات الغاز في قبرص بنحو 15 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي في 5 حقول منفصلة قبالة شاطئ الجزيرة.

ويوجد 4 اكتشافات غاز في قبرص من بين الاكتشافات الـ5، وهي (كاليبسو وكرونوس ودياس في مربع 6، بالإضافة إلى اكتشاف غلافكوس بمربع 10) في مرحلة التقييم حاليًا.

ويقع حقل أفروديت، أكبر حقل غاز في قبرص، في مربع رقم 12، وهو حاليًا في مرحلة “الاختيار”، تمهيدًا لبدء الإنتاج، ويُطَوَّر من خلال تحالف بقيادة شركة شيفرون الأميركية.

جانب من زيارة وزير البترول المصري إلى قبرص
جانب من زيارة وزير البترول المصري إلى قبرص

وشهدت مفاوضات تطوير حقل أفروديت للغاز بعض المرونة مؤخرًا؛ ما قد يصبّ في صالح مصر، بعد أن انتهت المفاوضات مع تحالف الشركات العالمي بقيادة شيفرون (Chevron) الأميركية إلى قبول مقترح تعديل خطة التطوير.

وتتضمّن الخطة المحدّثة للتحالف الذي يدير حقل أفروديت، إنتاج الغاز الطبيعي من خزان أفروديت ومعالجته من خلال إنشاء خط أنابيب تحت البحر وربطه بالبنية التحتية البحرية والبرية الحالية في مصر، دون إنشاء منشأة عائمة للإنتاج والمعالجة، ضمن منطقة الخزان.

وترى شيفرون، التي وقّعت مذكرة تفاهم مع مصر للتعاون في أنشطة نقل غاز شرق المتوسط واستيراده وإسالته وتصديره عبر القاهرة، أن الخطة الجديدة ستخفض تكاليف التطوير المقدّرة في الأصل، وتُعجِّل ببدء إنتاج الغاز الطبيعي من الخزان نتيجة استعمال البنية التحتية الحالية في مصر.

وترى أن ربط حقل أفروديت بخطّ أنابيب يمتد إلى القاهرة، يمكّن الشركاء من بيعه في السوق المحلية المصرية، أو تسييله وإعادة تصديره إلى أوروبا المتعطشة للغاز من مصادر بديلة لروسيا، بعد حربها على أوكرانيا.

ويُقدَّر أن أفروديت -الذي اكتُشف لأول مرة في عام 2011- يحتوي على 4.4 تريليون قدم مكعّبة (125 مليار متر مكعب) من الغاز غير المستغل، ويقع بالقرب من حقل ليفياثان الذي تديره شيفرون ونيوميد بشكل مشترك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.