تخطّط مصر لرفع إنتاجها من الذهب إلى 800 ألف أوقية سنويًا، في إطار إستراتيجيتها الهادفة إلى زيادة إسهام قطاع التعدين في الناتج القومي.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تبلغ احتياطيات الذهب في مصر بنحو 7.3 مليون أوقية حاليًا، وهناك خطط لزيادتها من خلال طرح العديد من مواقع التعدين أمام الشركات العالمية.
وقال وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي، خلال افتتاحه أعمال منتدى مصر للتعدين (EMF) في نسخته الثالثة، إنه بلاده أنتجت خلال العام المالي الماضي (انتهى في 30 يونيو/حزيران 2024) نحو 560 ألف أوقية من الذهب، و17.5 مليون طن من المعادن الأخرى.
وأشار إلى أن بلاده تسعى إلى إنتاج 30 مليون طن من المعادن بحلول عام 2030، في إطار سعي وزارة البترول لزيادة إسهام قطاع التعدين في الناتج القومي إلى 5% بدلًا من أقل من 1% حاليًا.
منتدى مصر للتعدين
أكد بدوى، خلال الكلمة الافتتاحية في المنتدى، الإمكانات الكبيرة لقطاع التعدين في مصر، التي يدعمها بقوة برنامج الإصلاح الاقتصادي، مستعرضًا أهم الخطوات المستهدفة لاستغلال إمكانات القطاع.
وشارك في افتتاح أعمال منتدى مصر للتعدين (EMF)، في نسخته الثالثة وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة، وسفيرة الإمارات في القاهرة مريم الكعبي، ورؤساء ومسؤولو كبرى شركات التعدين محليًا وعالميًا، ومؤسسات التمويل الدولية، والخبراء المتخصصون.
وأوضح وزير البترول والثروة المعدنية أنه جارٍ العمل مع مختلف الوزارات والهيئات في الحكومة الجديدة؛ لتنفيذ إطار تنظيمي لتكوين مناخ استثماري جاذب في قطاع التعدين، والإسراع باتخاذ القرار والاستثمار، خلال المدة المقبلة سيدعمه انطلاق بوابة مصر للتعدين، بصفتها منصة استثمارية رقمية نشهد تشغيلها تجريبيًا خلال فعاليات المنتدى، وانطلاقها فعليًا بنهاية العام، بوصفها محفزًا أساسيًا للاستثمار التعديني وسهولة الوصول إلى البيانات.
وشدد بدوي على أهمية المنتدى في دعم خطط قطاع التعدين لدى مصر بصفته قطاعًا مهمًا لتوفير الموارد اللازمة للتنمية وتحول الطاقة وإيجاد عالم ومستقبل أفضل.
وأشار إلى عزم الحكومة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، تعظيم القيمة المضافة لقطاع التعدين وزيادة عوائده الاقتصادية وإسهامه في الناتج القومي وتذليل العقبات التي قد تواجه الاستثمار.
وينعقد منتدى مصر للتعدين 2024 تحت شعار “استكشاف الفرص التعدينية غير المستغلة والاكتشافات التجارية الجديدة”، بمشاركة كبار المسؤولين الحكوميين، وصنّاع السياسات، وقادة الفكر، وخبراء السلع الأساسية، والمستثمرين، والمؤسسات المالية.
ويناقش المنتدى الاتجاهات الرئيسة التي تشكّل صناعة التعدين، ويقدم تحليلاً متعمقًا لديناميكيات السوق، بالإضافة إلى توفير رؤى قيمة حول القضايا الأكثر إلحاحًا في المشهد التعديني العالمي.
التعدين في مصر
قال بدوي: “نعمل على اكتشاف كل إمكانيات قطاع التعدين في مصر ومواجهة التحديات والبناء على قصص النجاح، من خلال حوار شفاف وصريح يضم الجميع، ويدعمنا في تحقيق تقدم مستمر وتحقيق مستقبل مستدام وتحقيق المصالح المشتركة للجميع؛ الدولة والمستثمرين والمواطنين والمجتمعات التي نعيش فيها ونحمي البيئة”.
وأشار إلى أن تحديات الانطلاق في قطاع التعدين وجذب مزيد من الاستثمار تستلزم العمل على تحويل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية لكيان اقتصادي، وهذا سيساعد الهيئة على أن تكون كيانًا اقتصاديًا لتعزيز كفاءة العمل ودعم اتخاذ القرار، علاوة على طرح مزيد من مزايدات الاستثمار في البحث، واستخراج الذهب والمعادن المصاحبة بصورة دورية، والعمل على الإسراع بالمشروعات الرقمية وخفض الانبعاثات.
وأكد لشركاء العمل في قطاع التعدين، حرصه على المتابعة عن قرب لحل كل التحديات والمعوقات التي قد تواجه شركاء العمل، وتنفيذ برنامج الحكومة الجديدة لزيادة إسهام قطاع التعدين في الاقتصاد.
وأكد أن مصر غنية بالموارد التعدينية، ولديها بنية تحتية متطورة، منها شبكات الطرق الجديدة، وهي جزء من الدرع النوبي، ولدينا الطموح والتعاون من الجميع؛ إذ تعمل الحكومة على تعظيم القيمة المضافة لهذه الموارد، والحكومة ملتزمة بالعمل على أن تكون مصر قبلة استثمارية متقدمة، ولديها تعاون واسع مع القطاع الخاص.
وشدد بدوي على أن بلاده تسعى لتطبيق مزيد من الإصلاحات وجذب الاستثمارات إلى قطاع التعدين، فمواردها من الثروات التعدينية تتضمن الذهب والنحاس والفضة والزنك والبلاتنيوم وعدة معادن متنوعة ثمينة وتقليدية.
ولفت إلى أهمية المعامل المتطورة لفحص العينات التي أقيمت لتوفير الوقت والتكلفة، مشيرًا إلى أهمية الدراسات الجارية لتحويل منطقة الصحراء الشرقية إلى مركز إقليمي للذهب من خلال دراسة إنشاء مصفاة تكرير الذهب ومركز للخدمات اللوجستية.
الدرع العربي النوبي
من جانبه، أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، صالح الخرابشة أهمية الدرع العربي النوبي بصفته مصدرًا للعناصر المستعملة في الصناعات التحويلية في قطاع التعدين على مستوى المنطقة.
وقدّم -خلال مشاركته في الجلسة الحوارية الأولى بعنوان “أهمية موقع الدرع العربي النوبي بوصفه هدفًا استكشافيًا لقطاع التعدين في المستقبل”، ضمن فعاليات “مؤتمر مصر للتعدين 2024”- ملخصًا دور الدرع العربي النوبي، الذي تتكشف أجزاء من صخوره في جنوب الأردن، وفي الجزء الشرقي من جمهورية مصر العربية، والجزء الغربي من المملكة العربية السعودية.
وتناولت الجلسة الأولى من المؤتمر إمكانيات التنقيب عن المعادن وتطويرها في الدرع العربي النوبي، بصفتها منطقة معروفة برواسبها الغنية من الذهب والنحاس والمعادن الثمينة الأخرى، ما يوفّر فرصًا هائلة للمستثمرين العالميين.
وشهدت الجلسة الأولى تأكيد المشاركين أن الأردن ومصر دولتان تشكلان الدرع العربي النوبي، اتخذت كل منهما خطوات لفتح أراضيهما أمام شركات التنقيب والتعدين المحلية والأجنبية؛ لدعم الموارد المعدنية غير المكتشفة في المنطقة وتطويرها.
وأشار المشاركون إلى أن الموقع الإستراتيجي للمنطقة هو بوابة بين أفريقيا والشرق الأوسط ويزيد من جاذبيتها، ويضعها وجهة واعدة للمستثمرين العالميين الباحثين عن فرص تجارية، داعين إلى معالجة التحديات، مثل اللوائح والبنية التحتية، قبل أن يصبح الدرع العربي النوبي هدف الاستكشاف الرئيس التالي.
منجم السكري
أكد الرئيس التنفيذي لشركة سنتامين العالمية المشغلة لمنجم السكري لإنتاج الذهب، مارتن هورجان، خلال كلمته في منتدى مصر للتعدين، أن مصر تنافس عدة دول في جذب الاستثمارات في مجال التعدين؛ لما تتمتع به من استقرار سياسي وأمني.
وقال: “مصر لديها المقومات المناسبة بشكل جيد، سواء من الناحية الجيولوجية أو الدرع النوبي، فضلًا عن الكوادر البشرية بما لديها من خبرات في مجال التعدين”.
ولفت الرئيس التنفيذي لشركة سنتامين العالمية المشغلة لمنجم السكري لإنتاج الذهب إلى أنه من المتوقع خلال العقد المقبل استخراج 5 ملايين أوقية ذهب.
وأضاف أن منجم السكري يُعد أفضل نموذج في العالم وبه احتياطيات هائلة من الذهب، وشركته مستمرة في تطويره وضخ استثمارات جديدة بالتعاون مع الحكومة المصرية.
ولفت إلى أن الشركة أطلقت 3 مبادرات جديدة لتطوير قطاع التعدين، وجارٍ اتخاذ الإجراءات لإطلاق مدرسة للتعدين، مشيرًا إلى أن القاهرة تتمتع بفرص تعدينية واعدة ومهارات بشرية متميزة ستُسهم في نمو الاقتصاد المصري.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..