فاكرين زمان لما كان شعارنا “صُنع في مصر”؟ لما كانت كل البيوت المصرية بتلاقي منتجاتها بأعلى جودة وبأيادي مصرية؟ طيب إيه اللي حصل؟ وليه بعد فترة من الزمن الشعار ده اتراجع؟ هل ممكن يرجع تاني؟ وهل فعلاً في خطط حقيقية لإحياء الصناعات المصرية من جديد؟
الصناعة المصرية رجعت في الصورة من جديد ..و بعد سنين من التحديات والصعوبات الحكومة بتحط خطط واستراتيجيات قوية لإحياء الصناعات المحلية، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، وتحقيق اكتفاء ذاتي لمنتجات كتير كانت دايمًا مهمة لأي بيت مصري. طيب، إزاي؟
في البداية، خلونا نلقي نظرة على موضوع محدش يقدر يتجاهله عودة شركة النصر للسيارات… الشركة اللي كانت رمز للصناعة المصرية رجعت بعد غياب طويل بخطط واضحة لتصنيع السيارات الكهربائية.. تخيل كده إننا نشوف عربيات “النصر” بتمشي في شوارعنا تاني! مشروع ضخم، مصر بتحاول من خلاله تكون جزء من الثورة العالمية في صناعة السيارات المستدامة، وتقلل الاعتماد على الوقود التقليدي اللي بقى بيشكل عبء اقتصادي وبيئي كبير المشروع ده بيهدف إنه يسهم في تخفيف استيراد العربيات من بره، ويبني قدرات محلية جديدة في التكنولوجيا والصناعة
لكن يا ترى دي مجرد خطوة؟ ولا في حاجات تانية جاية؟
الإجابة هي “آه، فيه حاجات تانية كتير.. وواحدة من أهم الخطوات اللي شغالة عليها الدولة هي إحياء صناعة الغزل والنسيج. الصناعة دي تاريخية في مصر، ويمكن كمان كانت من أولى الصناعات اللي أبهرت بيها مصر العالم. النهارده الحكومة بتستثمر مليارات الجنيهات لتطوير المصانع القديمة في مناطق زي المحلة الكبرى وتحديث الماكينات والخطوط الإنتاجية. الفكرة مش مجرد إنتاج منسوجات، لكن تحقيق جودة عالمية تنافس في الأسواق العالمية وتفتح فرص للتصدير من جديد
والموضوع مش بس في إعادة تشغيل الصناعات القديمة، لكن كمان في إقامة مدن صناعية حديثة زي مدينة “الروبيكي” اللي مخصصة لصناعة الجلود، ومدينة “دمياط للأثاث” اللي تعتبر مركز لصناعة الأثاث المصري.. والمدن دي متصممة بأسلوب حديث، بتجمع بين التكنولوجيا والبنية التحتية المتطورة، بتسهل على المصانع إنها تنتج بكفاءة أعلى، وبتشجع المستثمرين المحليين والدوليين على الدخول في السوق المصري
المشاريع دي بتعمل حاجة مهمة جدًا، وهي خلق فرص عمل للشباب. بتخيل، كل مصنع بيتبني أو بيتم تطويره، بيفتح أبواب جديدة لآلاف من العمال والمهندسين والفنيين. ده بيسهم في تحسين الدخل للأسر ورفع مستوى المعيشة
ممكن واحد يسأل: “هل المشروعات دي كفاية عشان مصر تحقق النهضة الصناعية اللي بتحلم بيها؟
الحقيقة إن الحكومة شغالة كمان على تحسين البيئة التشريعية والاستثمارية، وتسهيل الإجراءات لرجال الأعمال والمستثمرين، وده بيخلي مصر جاذبة للاستثمارات أكتر من أي وقت فات
وخلونا نكون واقعيين شوية.. النهضة الصناعية مش هتحصل في يوم وليلة الموضوع محتاج صبر وتخطيط وتعاون من كل الجهات وأكيد برضو محتاج دعم الناس وثقتهم في المنتج المحلي لأن بدون ده، المصانع مهما اشتغلت، عمرها ما هتقدر تنافس المنتجات المستوردة
الخلاصة اللي بنشوفه حاليًا في مصر هو بداية جديدة.. بداية لإحياء التراث الصناعي المصري بشكل حديث ومتطور يناسب العصر الحالي. ويمكن في يوم من الأيام نقف ونقول بكل فخر إن شعار “صُنع في مصر” رجع تاني وبقوة، ونبقى متأكدين إن المنتج المصري قادر ينافس وبجودة عالية في السوق المحلي والعالمي