لا يزال توليد الكهرباء بالفحم في روسيا عنصرًا أساسيًا ضمن مزيج الكهرباء، على الرغم من أنها واحدة من أكبر المنتجين والمصدرين للغاز في العالم.
وفي عام 2023، بلغ إنتاج روسيا من الفحم 432.5 مليون طن، انخفاضًا من 439 مليون طن عام 2022، في حين وصل إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 586.4 مليار متر مكعب خلال العام الماضي، مقابل 618.4 مليار متر مكعب العام السابق له، وفق بيانات معهد الطاقة البريطاني.
وبلغت سعة توليد الكهرباء بالفحم في روسيا 37.8 غيغاواط، كما كانت حصة هذا الوقود الأحفوري 16.6% من إجمالي مزيج الكهرباء، خلال العام الماضي، بحسب تقرير اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وربما يُعزى استمرار روسيا باستعمال الفحم في التوليد إلى رخص تكلفته، مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، رغم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
قدرة التوليد بالفحم في روسيا
تبلغ قدرة محطات توليد الكهرباء بالفحم في روسيا تحت التطوير 5.08 غيغاواط، وضعت البلاد في المركز الثامن ضمن الأبرز عالميًا في هذا القطاع، وفق التقرير السنوي لشركة الأبحاث “غلوبال إنرجي مونيتور“.
وحتى يونيو/حزيران 2024، تمتلك روسيا 4.5 غيغاواط من قدرة الفحم في المراحل المختلفة قبل البناء (المشروعات المعلنة أو الحاصلة على تصاريح أو التي تنتظر التصاريح)، مقابل 565 ميغاواط تحت الإنشاء، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتمتلك البلاد نحو 3.97 غيغاواط من قدرة الفحم المعلنة، في حين تبلغ سعة توليد الكهرباء بالفحم في روسيا التي لم تحصل على تصاريح حتى الآن 540 ميغاواط.
وفي السياق نفسه، توجد 3 مشروعات روسية مقترحة للتوليد بالفحم بقدرة تبلغ 2 غيغاواط، ولكنها غير نشطة ولا يحدث فيها تقدم، رغم أنها لا تزال مدرجة في وثائق التخطيط الحكومية الأخيرة، بما يعني أنها لم تُلغَ أو تُسحَب رسميًا.
التحول إلى الغاز
شهد توليد الكهرباء بالفحم في روسيا تغييرات كبيرة على مدار السنوات الـ10 الماضية؛ فقد أوقفت البلاد ما يقرب من 7.7 غيغاواط من قدرة الفحم عن العمل أو حولتها إلى الغاز.
وحسبما ذكر التقرير السنوي لـ”غلوبال إنرجي مونيتور”، فإن روسيا شغّلت 2.8 غيغاواط من سعة الفحم الجديدة بين عامي 2013 و2023.
وتقع غالبية محطات الفحم في سيبيريا والشرق الأقصى، وهي المناطق التي تتركز فيها محطات الطاقة الكهرومائية على المشهد في روسيا.
ونتيجة لذلك؛ فإن محطات توليد الكهرباء بالفحم في روسيا تعمل في كثير من الأحيان على تكييف إنتاجها استجابة لموسمية توليد الطاقة الكهرومائية.
وركّزت البلاد على تحديث المرافق القديمة لمحطات الفحم الحراري في السنوات الـ10 الماضية، تزامنًا مع التحول إلى الغاز لتوليد الكهرباء.
ومن الأمثلة البارزة على ذلك؛ محطة خاباروفسك 3 (Khabarovsk 3)، التي تعمل على تحويل 0.5 غيغاواط من قدرة توليد الكهرباء بالفحم في روسيا إلى الغاز، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبالمثل، ستحل محطة أرتيوموفسك 2 (Artyomovskaya 2) التي تعمل بالغاز محل وحدات الفحم في محطة “أرتيوموفسك 1”.
وعلاوة على ذلك، تعمل روسيا بنشاط على توسيع بنيتها التحتية لنقل الغاز لدعم الصادرات إلى الصين؛ حيث تسعى إلى تنويع أسواق صادراتها للغاز بدلًا الاتحاد الأوروبي، مع تداعيات غزو أوكرانيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..