اقرأ في هذا المقال
- الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أصدرت قرارًا سيئًا
- استمرت الشركات والأشخاص لعقود من الزمن في حرق الوقود الأحفوري
- قمم المناخ المتتالية تُعقَد في البلدان التي يهيمن عليها الوقود الأحفوري
- عجز الأمم المتحدة عن فرض ما يمليه العلم يجعل درجة الحرارة تستمر في الارتفاع
على الرغم من أن تحديد طموح الحدّ من تغير المناخ عند 1.5 درجة مئوية قد وفّر أساسًا للسياسات المناخية، فإن التدابير المحددة التي يمكنها تحقيق هذا الهدف لم تحظَ إلّا بقليل من الإجماع.
وتبذل الحكومات في مختلف أنحاء العالم جهودًا مستمرة لإبقاء حرارة الكوكب دون حد 1.5 درجة مئوية، وتقليل الانبعاثات لتفادي عواقب الاحتباس الحراري المدمرة.
وأوضح مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن الحدّ الأقصى لارتفاع حرارة الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية ليس وصفة سحرية، ولم يكن هدفًا أو جائزة، وإنما حاجز خطير لا ينبغي تجاوزه.
وخلال ختام أعمال قمة المناخ كوب 21، أعرب المشاركون عن ترحيبهم بالقرار التاريخي الهادف إلى إبقاء الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، ومواصلة الجهود للحدّ من ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 1.5 درجة مئوية.
أبعاد أسطورية
يقول مدير مركز أبحاث الطاقة المتجددة وتغير المناخ في جامعة مومباسا التقنية في كينيا، الدكتور يوانيس تسيبوريديس، إن عبارة “الحدّ من درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية” اتخذت أبعادًا أسطورية على مدار سنوات، إذ أُطلق على هذا المستوى الحراري “نجم الشمال”.
وأوضح أن الجميع تداول هذه العبارة، وكررها الأصدقاء والأعداء على حدّ سواء، وأشاد بها معظم الناس، واستعملوها لتأكيد العمل المناخي المطلوب، حسبما أورده في مقال له نشرته منصة إي إس آي أفريكا (ESI Africa).
وأضاف أنه بعد مرور سنوات، من المهم الانتباه إلى أن “الهدف المنشود” -وهو الحدّ الأقصى المسموح به وهو 1.5 درجة مئوية- لم يكن أبدًا وصفة لجعل الأرض جنّة، بل كان بمثابة الجحيم على الأرض بالنسبة للملايين من البشر، حسبما أظهرت الأشهر الأخيرة، وكما سيؤكد المستقبل.
وكانت تسمية “نجم الشمال” -المقصود بها حد 1.5 درجة مئوية- أقرب حل وسط يمكن أن يتوصل إليه العلماء؛ نظرًا للزخم الذي حقّقه اقتصاد السوق الحرة، الذي كان -وما يزال- يعتمد على الوقود الأحفوري.
وأوضح تسيبوريديس أن العلماء عرفوا ذلك، لكنهم يمثّلون جزءًا صغيرًا من السكان، وبالنسبة للباقين كانت درجة الحرارة البالغة 1.5 درجة مئوية مجرد رقم وهدف آخر، لا معنى له بالنسبة للأغلبية.
خطأ دولي
ارتكبت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والأمم المتحدة، وكل من شارك في هذه القرارات خطأً فادحًا، ربما يستمر لآلاف السنين، بحسب ما تناوله مقال الدكتور يوانيس تسيبوريديس.
وقال مدير مركز أبحاث الطاقة المتجددة وتغير المناخ في جامعة مومباسا التقنية في كينيا، الدكتور يوانيس تسيبوريديس: “إذا كنت تعتقد أنه لا ينبغي تجاوز الحد المسموح لذلك “الحاجز” لأن ذلك يهدد البقاء على قيد الحياة، فأنت لا تطلب من الناس بأدب احترام ذلك”.
وأضاف: “إذا فشلت في إقناع من هم في السلطة، فإنك تلجأ إلى مليارات البشر العاجزين، وتخبرهم -بصراحة- أن مستقبلهم على المحك”.
وألمح إلى أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أصدرت قرارًا سيئًا، إذ أدركت أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية يعني كارثة، ومع ذلك فقد استقرت على التحذيرات “القوية” و”الخطيرة” و”المبررة” جيدًا و”الموثقة”، ولكنها تبقى “مجرد تحذيرات”.
سبب الفشل
تساءل مدير مركز أبحاث الطاقة المتجددة وتغير المناخ في جامعة مومباسا التقنية في كينيا، الدكتور يوانيس تسيبوريديس: “هل كنا نتوقع أن مطالبة صناعة الوقود الأحفوري بشكل عاجل، وبأسلوب مؤدب، بإنهاء تهافتها على الذهب، لأن درجات الحرارة كانت في ارتفاع، لن يكون لها أيّ تأثير؟”
وأضاف: “استمرت الشركات والأشخاص لعقود من الزمن في حرق الوقود الأحفوري، مع العلم أن الحد الأقصى لم يجرِ تجاوزه بعد”، موضحًا أنه لم يهتم أحد بأنه بمجرد تجاوز الحد، فلن يكون هناك عودة إلى الوراء، لمدة طويلة.
من ناحيتها، ظلت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تدعو البشرية إلى احترام هذا الحد.
وأشار الدكتور يوانيس تسيبوريديس إلى انعقاد مؤتمرات الأطراف المتتالية في البلدان التي يهيمن عليها الوقود الأحفوري (الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان).
وبالإضافة لذلك، ارتبط مصطلح “الوقود الأحفوري” في قمة المناخ كوب 26 مباشرةً -فقط- بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وبعد ذلك اقتصر على الفحم -فقط-.
وأكد تسيبوريديس أنه نظرًا لعجز الأمم المتحدة عن فرض ما يمليه العلم، فإن درجة الحرارة تستمر في الارتفاع.
بذلك، أصبحت درجة الحرارة البالغة 52 درجة مئوية في مدينة دلهي، والفيضانات في البرازيل وكينيا، هي الوضع الطبيعي الجديد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..