شهدت 7 مطارات أوروبية حركات احتجاجية ضد استعمال الوقود الأحفوري، في محاولة للضغط على الحكومات لتنفيذ سياسات صديقة للبيئة، حسب مجريات الأحداث التي تابعتها عليها منصة الطاقة (مقرّها واشنطن)، مع رصدها حركة المطارات خلال الأيام القليلة الماضية.

واندلعت موجة الاحتجاجات في المطارات الأوروبية أواخر يوليو/تموز الماضي، واستمرت حتى شهر أغسطس/آب الجاري، وكان أحدثها في مطار “لايبزيغ هاله” الألماني لنشطاء في مجال البيئة، في محاولة لتقليل التداعيات البيئية والتأثيرات الضارة في المناخ، والضغط باتجاه استبدال الوقود الملوث بمصادر نظيفة أخرى.

ويخطط المدافعون عن البيئة لتنفيذ ضغوط مماثلة في عدّة دول بأنحاء أوروبا وأميركا الشمالية، ضمن حملة احتجاجات موسعة ضد استعمال الوقود الأحفوري.

وارتفعت نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بقطاع الطاقة عالميًا بنسبة 1.1% في العام الماضي 2023، إذ زادت بمقدار 410 ملايين طن، لتصل إلى مستوى قياسي جديد، وفق بيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية.

حملة “النفط يقتل”

تسبَّب أنصار 7 مجموعات مقاومة مدنية بتعطيل مطارات عدّة في أنحاء القارة الأوروبية أواخر شهر يوليو/تموز الماضي، دعمًا لحملة “النفط يقتل” أو (Oil Kills)، التي تعدّ بمثابة انتفاضة دولية تستهدف إنهاء استعمال الدول لمصادر الوقود الأحفوري، مثل: النفط والغاز والفحم بحلول عام 2030، حسبما أفادت حركة “ليتز جينيريشن” الألمانية المناصرة للمناخ في موقعها الإلكتروني.

وتأخرت الرحلات الجوية بالمطارات أوروبية المتأثرة، بعدما دخل المؤيدون المطارات، وجلسوا على ممرات الطائرات؛ ما أدى إلى تعطُّل حركة الركّاب في البلدان التي شهدت هذه الأحداث، وهي: ألمانيا والنرويج وفنلندا وإسبانيا وبريطانيا وسويسرا.

وقال المتحدث باسم حملة “النفط يقتل”، إن الشعوب تضع نفسها أسيرة لآلة الوقود الأحفوري، مؤكدًا رفضه استمرار استعمال الحكومات مصادر النفط الملوثة للبيئة، في حين إن هناك الكثيرين من الأبرياء الذين يتأثرون جراء ذلك.

وأكد نشطاء المناخ عدم إنهاء الأزمة حتى تتوقف الحكومات عن استعمال الوقود الأحفوري، مطالبين حكوماتهم بالتوقف عن استخراج وحرق النفط والغاز والفحم بحلول عام 2030.

كما طالبوا بدعم وتمويل الدول الأخرى لإجراء انتقال سريع وعادل ومنصف، من الوقود الأحفوري إلى وقود آخر الصديق للبيئة.

أحد أعضاء حملة الوقود يقتل، وهو يجلس على الأرض – الصورة من موقع chuffed

شلل المطارات

فيما يلي نرصد تأثُّر حركة الطيران في مطارات أوروبية مختلفة، باحتجاجات نشطاء البيئة والمناخ ضد السياسات الأحفورية للحكومات:

مطار لايبزيغ الألماني.. الأحدث

شهد مطار “لايبزيغ هاله” الألماني أحدث الاحتجاجات ضد الوقود الأحفوري، وأوقف عدد من نشطاء المناخ الرحلات الجوية في وقت مبكر صباح الخميس الماضي 1 أغسطس/آب 2024 بصورة مؤقتة، عقب اقتحامهم المطار ضمن حملة احتجاجية للضغط على السلطات الألمانية لتنفيذ تعهدات إزالة الانبعاثات الكربونية، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وأفادت سلطات المطار بأن الحركة الجوية بالمطار -الواقع شرق ألمانيا- توقفت لمدة 3 ساعات؛ ما أثّر في حركة الشحن الجوية، لكنها سرعان ما استؤنفت في وقت لاحق.

ويعدّ مطار لايبزيغ هاله رابع أكبر مركز للشحن الجوي في أوروبا، إذ يتعامل مع 1.4 مليون طن من البضائع سنويًا.

وقال نشطاء المناخ، في بيان، إنهم دخلوا أرض المطار للضغط على الحكومة الألمانية من أجل التوصل لاتفاق عالمي يهدف للاستغناء عن مصادر الوقود الأحفوري من النفط والغاز والفحم لصالح مصادر صديقة للبيئة أخرى، بحلول عام 2030.

مطار كولونيا بون – ألمانيا

توقفت الحركة الجوية في مطار كولونيا-بون بألمانيا -أيضًا- لمدة 4 ساعات على الأقل؛ بسبب إحدى مجموعات أنصار حركة “ليتز جينيريشن” أو الجيل الأخير، وتأخرت الرحلات الجوية إلى أن تدخلت الشرطة.

وأكد أنصار المجموعة أهمية توقُّف استخراج وحرق مصادر الوقود المهدد للوجود البشري، مؤكدين الحاجة إلى تحول الطاقة وتوقيع اتفاقية دولية للتخلص التدريجي من استعمال هذا الوقود بطريقة عادلة اجتماعيًا، بحلول عام 2030.

مطار أوسلو غارديرموين – النرويج

قطعَ 3 من أنصار حركة فولك موت فويسيلماكتا –التي تعني “الناس ضد الطاقة الأحفورية”- الأسوار الشبكية لمطار أوسلو غارديرموين في النرويج، وجلسوا لمنع الرحلات المغادرة، حتى وصلت الشرطة إلى المكان وأبعدتهم.

وقال أحد الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، إن النرويج تسهم بنشاط في أزمة المناخ التي ستقتل الملايين من الناس، مطالبًا حكومة بلاده بالانضمام إلى بلدان أخرى في صياغة معاهدة ضد أنواع الوقود الملوثة لإنهاء استعمالها بحلول عام 2030.

مطار هلسنكي – فنلندا

في فنلندا، أغلق 9 أشخاص من مؤيدي حركة “إكس آر فينلاند” نقاط التفتيش الأمنية في مطار هلسنكي فانتا بشكل سلمي، حاملين لافتات كُتب عليها “النفط يقتل” و”الوقود الأحفوري يقتلنا”، وانتهى الأمر دون اعتقالات.

وطالبَ عدد من المشاركين بالحملة الحكومة الفنلندية بالتوقف عن استعمال وتمويل هذا النوع من الوقود بحلول عام 2030.

مطار برشلونة – إسبانيا

دخل 5 أشخاص من أنصار حركة فيجيتال فيوتشر أو (المستقبل النباتي) إلى مطار برشلونة في إسبانيا، لكن جرى اعتراضهم قبل أن يتمكنوا من الجلوس بجانب المدرج الخاص بالمطار، وكانوا يرتدون لافتات تحمل شعارات “النفط يقتل – اللحوم أيضًا”.

وطالب أنصار الحركة بإنهاء استعمال الوقود الملوث، والتحول إلى أنظمة زراعية غذائية تعتمد على استعمال النباتات.

محتجون يتظاهرون في أحد المطارات الأوروبية ضد استعمال الوقود الأحفوري
محتجّون يتظاهرون في أحد المطارات الأوروبية ضد استعمال الوقود الأحفوري – الصورة من موقع needtoknow

مطارا زيورخ وجنيف – سويسرا

في سويسرا، أغلق 11 شخصًا من أنصار حملة إسقاط الدعم عن الوقود الأحفوري الطرق المؤدية إلى مطاري زيورخ وجنيف، مشيرين إلى أنه لا يمكنهم الوقوف صامتين، بينما يستمر الوقود الأحفوري في قتل الآلاف، وتستمر الحكومات في توسيع استعمالها.

مطار هيثرو – المملكة المتحدة

في المملكة المتحدة، قُبض على 7 أشخاص من أنصار حملة “جاست ستوب أويل” على الطريق المحيط بمطار هيثرو، مشيرين إلى أن درجة حرارة الهواء المتوسطة وصلت إلى 17.09 درجة مئوية؛ بسبب انبعاثات الكربون من حرق الحفريات وتربية الماشية.

من جانبها، أكدت حركة “ليتز جينيريشن” الألمانية أن استمرار “قادة المناخ” في الموافقة على مشروعات جديدة تستعمل الوقود الأحفوري يدفع العالم إلى أقرب كارثة عالمية، ويحكم على مئات الملايين بالموت، وفق المنشور بموقعها الإلكتروني.

وبرأيهم، يحتاج العالم إلى استجابة دولية طارئة لإنقاذ الأرواح، بالإضافة إلى استمرار الحركات الاحتجاجية للضغط على القادة السياسيين، من أجل اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لحماية المجتمعات من أسوأ آثار لانهيار المناخ.

حجم الانبعاثات

ارتفع حجم الانبعاثات الكربونية عالميًا إلى نحو 37.4 مليار طن العام الماضي، وفقًا لتقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة -أبريل/نيسان الماضي، واطّلعت منصة الطاقة (مقرّها واشنطن) على تفاصيله.

وأفاد التقرير بأن انبعاثات الفحم زادت بأكثر من 65% في عام 2023، وأسهم عجز توليد الطاقة الكهرومائية عالميًا نتيجة الجفاف في زيادة حجم الانبعاثات بنحو 170 مليون طن، وفقًا لتقرير الوكالة.

وأضاف التقرير أنه دون هذا التأثير، كانت الانبعاثات من قطاع الكهرباء العالمي ستنخفض خلال العام.

وفي السياق ذاته، قفزت المعدلات العالمية لانبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري، لتصل إلى مستويات تاريخية خلال العام الماضي، مسجلة نحو 36.8 مليار طن متري بنهاية العام، وفق تقرير منشور في موقع ميزانية الكربون الدولي.

ويرى فريق مشروع الكربون العالمي أن التحرك العالمي لخفض الوقود الأحفوري لا يحدث بالسرعة الكافية لمنع تغير المناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.