اقرأ في هذا المقال
- يُراهَن على منجم ليثيوم رينكون في تسريع جهود تحول الطاقة
- يتنامى الطلب العالمي على معدن الليثيوم
- البطاريات تستأثر بنحو 85% من إجمالي الطلب العالمي على الليثيوم
- منجم ليثيوم رينكون يحوي رواسب ضخمة من محلول الليثيوم
- تشمل قائمة عملاء ريو تينتو على لاعبين كبار في صناعة السيارات
من المرجّح أن يسهم منجم ليثيوم عملاق في تعزيز المعروض العالمي من هذا المعدن الإستراتيجي الذي يُراهَن عليه في تسريع جهود تحول الطاقة.
وتضع التقديرات إجمالي حجم موارد منجم رينكون (Rincon) الكائن في الأرجنتين والمطور بوساطة شركة ريو تينتو (Rio Tinto) عند 13.75 مليون طن مقسمةً بين مكافئ كربونات الليثيوم، والموارد المؤكدة، وكذلك الموارد المستنتَجة، إلى جانب احتياطيات الخام المحتملة نفسها.
ويتنامى الطلب العالمي على معدن الليثيوم، لا سيما في صناعة السيارات الكهربائية والتقنيات النظيفة الأخرى المعتمدة على بطاريات الليثيوم أيون، غير أن حجم المعروض العالمي ما يزال أقلّ من طفرة الطلب الحالي والمتوقع.
ووفق بيانات قطاع المعادن لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستأثر البطاريات بنحو 85% من إجمالي الطلب العالمي على الليثيوم حاليًا.
موارد ضخمة
كشفت ريو تينتو الأنغلو أسترالية -وهي ثاني أكبر شركة تعدين في العالم- النقاب عن حجم الموارد الأولية وتقديرات احتياطيات خام الحديد في منجم ليثيوم رينكون؛ ما يجعله حجر زاوية في مساعيها الرامية لأن تصبح مُنتِجًا رائدًا للمعدن المُستعمَل بكثافة في تصنيع البطاريات.
وقالت ريو تينتو، إن منجم ليثيوم رينكون يحوي رواسب ضخمة من محلول الليثيوم الملحي، مع موارد تُقدَّر بنحو 1.54 مليون طن من مكافئ كربونات الليثيوم، و7.85 مليون طن من الموارد المؤكدة، إلى جانب 2.29 مليون طن من الموارد المستَنتَجة.
كما تلامس احتياطيات خام الليثيوم المحتملة في المنجم 2.07 مليون طن من مكافئ كربونات الليثيوم.
ويقع منجم رينكون -الذي استحوذت ريو تينتو عليه في عام 2022 نظير 825 مليون دولار- في قلب مثلث الليثيوم بمحافظة سالتا الأرجنتينية الحدودية، التي تُعدّ مركزًا ناشئًا لمشروعات الليثيوم.
سعة إنتاجية ضخمة
من المتوقع أن يُنتِج المنجم 35 ألف طن من كربونات الليثيوم المُستعمَل في تصنيع البطاريات سنويًا خلال العمر التشغيلي للمنجم البالغ 40 عامًا، مع وجود خُطط لتوسيع الإنتاج إلى 60 ألف طن سنويًا.
ولدى ريو تينتو خُطط لتجريب مصنع لإنتاج كربونات الليثيوم بسعة سنوية تصل إلى 3 آلاف طن، وباستثمارات قيمتها 350 مليون دولار، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ونجح مشروع منجم ليثيوم رينكون في تسليم باكورة إنتاجه، مع توقعات بتسليم أول إنتاج من الليثيوم المُستعمَل في تصنيع البطاريات خلال العام المقبل (2025)، انتظارًا لقرار الاستثمار النهائي للعمليات الكاملة بحلول نهاية العام الحالي.
وسلّط الرئيس التنفيذي لـ”ريو تينتو” جاكوب ستوشولم الضوء على هدف الشركة المتمثل في توسيع نطاق أعمالها في قطاع الليثيوم.
وقال، إنه بجانب تطوير منجم ليثيوم رينكون، تسعى شركته إلى الاستحواذ على شركة أركاديوم (Arcadium)، وهي الخطوة التي قد تعزز مكانة ريو تينتو بوصفها أحد أكبر 3 شركات تعدين ليثيوم في العالم، بعد شركة ألبمارل (Albemarle) الأميركية وشركة إس كيو إم (SQM) التشيلية.
وحال إنجازها بحلول أواسط عام 2025 كما هو متوقع، ستسهم صفقة الاستحواذ على أركاديوم في تعزيز محفظة ريو تينتو عبر إضافة أصول إليها في الأرجنتين وأستراليا، ومحطات معالجة ليثيوم في الولايات المتحدة والصين واليابان والمملكة المتحدة.
وتشمل قائمة عملاء ريو تينتو على لاعبين كبار في صناعة السيارات مثل تيسلا وجنرال موتورز الأميركيتين وبي إم دبليو الألمانية؛ ما يتّسق مع طموحات الشركة لسدّ الطلب المحلي المتنامي بسرعة على بطاريات السيارات الكهربائية.
حصة سوقية جديدة
وسعت ريو تينتو بقوة وجودها في سوق الليثيوم على مدى السنوات الـ6 الماضية؛ ففي عام 2021، شرعت الشركة في إنتاج الليثيوم من الصخور في منجم البورات الخاص بها في ولاية كاليفورنيا؛ ما يُظهر نهجها الإبداعي في استغلال الموارد.
وتضم معادن البورات المعروفة البورق (البوراكس) والكرانيت والأوليكسيت والكوليمانيت، بالإضافة إلى معدن البوراسيت.
إلى جانب ذلك، تعمل الشركة على إعادة إحياء مشروع ليثيوم في صربيا ممثلًا في منجم جادار(Jadar)، الذي من الممكن أن يصبح أكبر منجم من نوعه في عموم أوروبا، بسعة إنتاج سنوية تصل إلى 58 ألف طن من كربونات الليثيوم من الفئة المستعمَلة في صناعة البطاريات.
ويواجه منجم جادار عقبات كبيرة، بما في ذلك المناقشة البرلمانية الأخيرة حول مقترح حظر استخراج الليثيوم والبورات في البلد الأوروبي.
وحال دخوله حيز التنفيذ، سيُسدِل المقترح المذكور الستار على مشروع منجم ليثيوم جادار على الرغم من تجديد السلطات الصربية مؤخرًا ترخيص التعدين لشركة ريو تينتو.
ومن الممكن أن توفر عمليات المنجم كميات من الليثيوم تكفي لتشغيل مليون سيارة كهربائية سنويًا، وتلبية 90% من الطلب الحالي على الليثيوم في أوروبا؛ ما يؤكد أهمية المعدن الإستراتيجية للتحول العالمي في مجال الطاقة.
وتتّسق أنشطة ريو تينتو مع توجّه صناعي أوسع نطاقًا؛ إذ تتنافس شركات التعدين العملاقة لتأمين مكانتها في أسواق المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة الناشئة.
ثورة المستثمر
على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها ريو تينتو من أجل تنويع عملياتها العالمية، فإن بُنيتها التحتية قد واجهت انتقادات لاذعة.
وكانت شركة باليسر كابيتال (Palliser Capital) الاستثمارية، وهي آخر من طالب ريو تينتو بتعزيز هيكلها المؤسسي المزدوج من خلال نقل مكان إدراجها الرئيس من لندن إلى أستراليا.
وقال صندوق التحوط باليسر كابيتال ومقرّه المملكة المتحدة، الذي يمتلك حصة من الأسهم بقيمة 250 مليون دولار في ريو تينتو، إنه ينبغي على الأخيرة أن تحذو حذو منافستها بي إتش بي (BHP) التي نقلت إدراجها الرئيس إلى مدينة سيدني الأسترالية في عام 2022.
ووفق تقديرات باليسر كابيتال رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، تسبَّب الهيكل المؤسسي لشركة ريو تينتو في خسائر بقيمة 50 مليار دولار في قيمة أسهم المستثمرين بالشركة.
كما حذَّرت باليسر كابيتال من أن إستراتيجية ريو تينتو بشأن صفقات الدمج والاستحواذ شاذة إحصائيًا وغير مستدامة على المدى الطويل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.كشفت ريو تينتو عن إجمالي حجم موارد منجم ليثيوم رينكون من موقع الشركة.