على الرغم من أن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، أوابك، تُعدّ واحدة من أهم المنظمات العالمية المهتمة بالنفط والغاز، فإنها تُعدّ في الوقت نفسه أكثر انفتاحًا بالنسبة إلى الطاقة عمومًا، في وقت يحتاج فيه العالم إلى كل المصادر، لتأمين احتياجاته الطاقية على المدى البعيد.
وفي هذا الإطار، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الحديث عن المنظمة للتعريف بها يوجب التفريق بينها وبين منظمة “أوبك”، إذ إن الأولى للدول العربية فقط.
وأوضح، خلال حلقة جديدة من برنامجه “أنسيات الطاقة“، الذي يقدّمه عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، والتي جاءت بعنوان “السيارات الكهربائية وأثرها في الطلب على النفط”، أن منظمة أوابك تأسست في عام 1968، أي بعد 8 سنوات من تأسيس أوبك في 1960.
وأوابك هي منظمة عربية إقليمية ذات طابع دولي، تأسست من قبل 3 دول في البداية، وهي السعودية والكويت وليبيا، قبل أن تتوسع لاحقًا لتضمّ دولًا أخرى بشرط أساس، وهو أن يكون مصدر الدخل الأساس للدول المنضمّة هو النفط.
منظمة أوابك وأهميتها عالميًا
تضم منظمة أوابك في الوقت الحالي 11 دولة، وتتخذ من دولة الكويت مركزًا لها، ويقودها حاليًا أمينها العام المهندس جمال اللوغاني.
يقول الدكتور أنس الحجي: إن “المهندس جمال اللوغاني رجل له كفاءات متعددة، ويشهد له الجميع داخل دولة الكويت وخارجها بأنه صاحب إدارة متميزة، كما أنه لديه كفاءة مميزة، خاصة في مجال الأعمال”.
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن منظمة أوابك لديها شرط أساس للانضمام إليها، وهو أن يكون النفط هو الدخل الأساس للدولة، ولكن الأمور تغيرت في الوقت الحالي بشكل كبير، وهذا التغير مهم، مع احتياج العالم إلى كل مصادر الطاقة، وليس النفط والغاز فقط.
وتابع: “كون أوابك منظمةً نفطية، أو تعمل في مجال النفط أو الغاز، لا يعني إنكار دور مصادر الطاقة الأخرى، إذ إن هناك حاجة في كل العالم إلى جميع مصادر الطاقة”.
وأوضح أن الطلب العالمي على النفط في زيادة، كما أن الطلب العالمي على الطاقة عمومًا في زياده مستمرة، والعالم يحتاج إلى كل مصادر الطاقة، وكل التقنيات، سواء اللازمة لزيادة كفاءة الاستعمال، أو زيادة كفاءة الإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، هناك حاجة عالمية إلى تقنيات المواصلات، بما في ذلك السيارات الكهربائية، والسيارات العاملة بخلايا وقود الهيدروجين وكذلك العاملة بالغاز، فكل هذه التقنيات أصبحت مطلوبة.
الحاجة لمصادر الطاقة ورفض سياساتها
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك حاجة عالمية إلى كل التقنيات التي تضمن توفير مصادر الطاقة لكل الدول، ولكن في الوقت نفسه، هناك انتقادات تظهر بين الحين والآخر، يتصور بعضهم أنها لهذه المصادر أو التقنيات نفسها.
ولكن الحقيقة، وفق الحجي، أن الانتقاد ليس لمصادر الطاقة أو التقنيات، وإنما للسياسات المتطرفة التي تتبنّاها الدول الأوروبية، على الرغم من أن هذه الدول دفعت ثمن هذا التطرف قبل أن يدفعه الآخرون.
وأضاف: “الانتقاد للسياسات المتبنّاة، فإذا كانت هذه الدول تريد أن تقاوم تغير المناخ، فعليها أن تدرك أن التغيرات المناخية التي حدثت على مدى مئات السنين لا يمكن مقاومتها أو تغييرها خلال 20 أو 30 عامًا، فهذه المقاومة تحتاج إلى وقت”.
وأوضح الدكتور أنس الحجي أن الفكرة العامة هنا، أنه في مجال الطاقة هناك حاجة إلى كل المصادر وكل أنواع التقنيات، بما في ذلك السيارات الكهربائية، وأيّ انتقادات فهي موجهة للسياسات، وليس لمصادر الطاقة، إذ إن المشكلة الأساسية في السياسات.
وتابع: “ترتبط منظمة أوابك بـ5 شركات ضخمة ومعروفة في العالم العربي، وهي (الشركة العربية البحرية للبترول) و(الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن) و(الشركة العربية للاستثمارات البترولية) و(الشركة العربية للخدمات البترولية) و(معهد النفط العربي)، ويجب ملاحظة كلمة النفط في كل هذه الشركات”.
الآن، بحسب الحجي، هناك تفكير في التحول إلى الطاقة، فهو الأكبر والمهم، ومن ثم هناك احتمال أن تتحول أوابك من “منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول”، إلى اسم آخر، يمكن أن يكون منظمة الطاقة العربية، أو “الدول العربية المنتجة للطاقة”، أو أيّ اسم آخر.
وأردف: “لكن في هذه الحالة، لن تقتصر المنظمة على ضم 11 دولة عربية فقط، بل ستشمل كل الدول العربية، لأن موضوع الطاقة الآن أصبح مهمًا، على جانبي الإنتاج والاستهلاك”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..