ما زالت ناقلات الغاز المسال الروسي ترزح تحت طائلة العقوبات الأميركية، التي تستهدف تحجيم قدرات موسكو على تمويل الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وفي إحدى محاولات التحايل على تلك القيود، رصدت صور الأقمار الاصطناعية ناقلة تحمل على متنها شحنة غاز مسال في أثناء نقلها إلى سفينة أخرى في مياه البحر المتوسط، قبالة سواحل مدينة بورسعيد في مصر.
وسبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الناقلة الأولى في الأسبوع الماضي، بسبب نقل شحنة من محطة أركتيك-2 الروسية للغاز المسال، التي وقعت هي الأخرى تحت وطأة العقوبات قبل نحو عام.
وقبل أيام -أيضًا- رصدت منصات التتبع تفريغ حمولتي ناقلتين للنفط الروسي في ناقلة أكبر “غولد بيرل” قبالة السواحل المصرية، ثم تحركت باتجاه سنغافورة.
حركة ناقلات الغاز المسال الروسي
كشف صور الأقمار الاصطناعية أن ناقلة الغاز المسال بايونير (Pioneer) كانت راسية يوم أمس الأحد (25 أغسطس/آب 2024) بالقرب من السفينة “نيو إنرجي” غير الخاضعة لعقوبات، وتحديدًا على بعد 30 كيلومترًا شمال شرقي بورسعيد.
ويُعتقد أن الناقلتين تُجريان عملية نقل للشحنة، رغم أنه يندُر القيام بتلك العمليات بين سفن الغاز الطبيعي وانتشارها في النفط على نطاق أوسع.
وحُملت شحنة الغاز المسال من أحدث محطات الغاز المسال الروسي “أركتيك 2” التي تديرها شركة نوفاتك الروسية “Novatek” بشبه جزيرة غيدان في سيبيريا.
وفي الأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 7 ناقلات لها صلة بتجارة الغاز المسال الروسي، وكان من بينها “بايونير”، وامتدت العقوبات لشركة “أوشين سبيد ستار سوليوشنز” الهندية التي تدير الناقلة (Ocean Speedstar Solutions).
وتشير بيانات قاعدة بيانات الشحن العالمية “إكواسيس” إلى أن شركة “بليو إنرجي” للشحن هي من يدير الناقلة نيو إنرجي منذ شهر يونيو/حزيران (2024).
وبعد إتمام عملية النقل، قد تتجه “نيو إنرجي” جنوبًا باتجاه قناة السويس ثم إلى آسيا، لبيع الغاز المسال الروسي هناك، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود روسيا في المركز الرابع على قائمة أكبر مصدّري الغاز المسال في يوليو/تموز 2024:
أسطول الظل
تُثار الشكوك حول الشركة المديرة لناقلة الغاز المسال نيو إنرجي وكونها جزءًا من أسطول الظل الروسي، بسبب الغموض الذي يحيط بملكيتها؛ إذ تأسست الشركة المالكة لها حديثًا في 20 يونيو/حزيران (2024).
كما أفاد المؤسس المشارك في منصة تتبّع الناقلات “تانكر تراكرز” سمير مدني في 5 أغسطس/آب الجاري (2024) أن الناقلة بايونير، التي تديرها شركة هندية مجهولة، رست في محطة أركتيك 2، كما أرسلت إشارات خاطئة حول موقعها الحقيقي.
وتشير بيانات تسجيل الشركة التي تدير “بايونير” إلى أن مقرّها يبعد 50 كيلومتر خارج مدينة مومباي الهندية، كما أنها مملوكة لشركة “زارا شيب هولدينغ” الموجودة بالعنوان نفسه.
وقبل يونيو/حزيران (2024)، كانت تدير الناقلة شركة “نور غلوبال للشحن” المجهولة التي تعمل من فندق الميدان في الإمارات، كما أن شركة التأمين الخاصة بالناقلة مجهولة.
واتهمت الولايات المتحدة الناقلة بايونير والناقلة “أسيا إنرجي” بدخول المياه الروسية في أواخر شهر يوليو/تموز، والمشاركة في ممارسات شحن احتيالية، مثل غلق نظام التعريف الآلي (AIS).
وفي السياق نفسه، تتحرك الناقلة “إيفرست إنرجي” (التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات أيضًا) خارجة من محطة أركتيك 2.
وأخفت الناقلة البيانات الخاصة بموقعها في بحر بارنتس حتى اليوم الإثنين (26 أغسطس/آب 2024)، وهو عمل منتشر بين ناقلات أسطول الظل التي تسعى للتهرب من العقوبات.
محطة أركتيك-2 الروسية
بدأت محطة أركتيك 2 إنتاج الغاز المسال في ديسمبر/كانون الأول (2024)، إلّا أن العقوبات أحبطت خطط التوسع في التصدير.
وكان من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للمشروع إلى 19.8 مليون طن سنويًا، و1.6 مليون طن من مكثفات الغاز.
وفي تطور جديد، أجّلت شركة نوفاتك الروسية بدء أعمال بناء خط الإنتاج الثالث من 2026 إلى 2028.
وبسبب العقوبات، أصبح من العسير على “نوفاتك” تأمين ناقلات الغاز لتصدير الشحنات، وكذلك الحصول على المعدّات اللازمة للإنتاج.
وكشفت شركة توتال إنرجي الفرنسية التي تمتلك حصة بالمشروع في فبراير/شباط (2024) تأجيل بناء خط الإنتاج الثالث .
كما ذكرت أنباء في أبريل/نيسان (2024) أن نوفاتك ربما تخفّض خطط تطوير المشروع بأكمله؛ ما من شأنه أن يعرقل خطة روسيا لزيادة حصتها في سوق الغاز المسال العالمية إلى الخُمس بين عامي 2030 و2035.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..