اقرأ في هذا المقال

  • ما تزال شيفرون تراهن على تعزيز أرباحها على المدى الطويل
  • تتطلع الشركة لإنهاء صفقة استحواذها على شركة هيس الأميركية
  • أنس الحجي أوصى شيفرون -سابقًا- بمغادرة كاليفورنيا
  • لم تحقق شركات تكرير النفط سوى عائدات منخفضة

سجلت نتائج أعمال شيفرون في الربع الثاني 2024 هبوطًا في العائدات نتيجة الانخفاض الذي شهدته هوامش الأرباح المتحققة من قطاع التكرير، فيما أعلنت الشركة رسميًا نقل مقارها من كاليفورنيا إلى تكساس، هربًا -على ما يبدو- من القوانين المجحِفة في الولاية.

ووفق التقييم الفصلي الصادر عن الشركة، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تراجعت أرباح عملاقة الطاقة الأميركية من قطاع النفط والغاز بنسبة 9.4% خلال المدة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران (2024)، قياسًا بالعام الماضي(2023).

لكن رغم تلك النتائج المخيبة للآمال ما تزال الشركة تراهن على تعزيز أرباحها على المدى الطويل، وتحقيق وفورات في التدفقات النقدية.

ويأتي نقل شيفرون مقارها إلى تكساس بعد شهرين -تقريبًا- من تغريدة أطلقها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، يوصي الشركة فيها بضرورة مغادرة كاليفورنيا تجنبًا للملاحقة المالية.

نتائج أعمال شيفرون

أظهرت نتائج أعمال شيفرون في الربع الثاني 2024 أرباحًا مخيبة لتوقعات الخبراء في وول ستريت نتيجة الضغوط التي تتعرض لها الصناعة والناجمة عن تراجع هوامش أرباح التكرير وأسعار الغاز الطبيعي، وفق بيان صحفي منشور على الموقع الرسمي للشركة.

ودفع هذا التراجع في نتائج أعمال شيفرون في الربع الثاني 2024 أسهم الشركة إلى الهبوط بنسبة 1.5% خلال تداولات ما قبل السوق.

وتشير تداولات ما قبل السوق إلى نشاط التداول الذي يسبق ساعات التداول الرسمية، ويحدث عادةً قبل ساعات الصباح الباكر، قبل افتتاح البورصات.

وسبق أن حذرت شيفرون من أن إنتاجها النفطي خلال الربع الثاني من عام 2024 سيشهد تراجعًا، وأن أنشطة التكرير لديها ستعاني تداعيات توقف التشغيل في مصفاتين تابعتين لها في ولاية كاليفورنيا.

وجاءت هوامش أرباح عمليات التكرير ضعيفةً عالميًا؛ ما ألحَق أضرارًا بالغةً بشركات النفط الأخرى أمثال بي بي البريطانية وشل متعددة الجنسيات.

ووفق نتائج أعمال شيفرون في الربع الثاني 2024 لامست أرباح الشركة 4.4 مليار دولار، أو ما يعادل 2.43 دولارًا أميركيًا للسهم، خلال المدة المذكورة، مقارنةً بـ6 مليارات دولار قبل عام.

وبمقارنة نتائج أعمال شيفرون في الربع الثاني 2024 مع الربع ذاته عام 2023، بلغت الأرباح المعدلة للشركة 4.7 مليار دولار، أو ما يعادل 2.55 دولارًا أميركيًا للسهم، قياسًا بـ5.8 مليار دولار، أو ما يعادل 3.08 دولارًا أميركيًا للسهم خلال الشهور الـ3 الممتدة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران (2023).

عائد السهم

توقع محللو وول ستريت أن يلامس عائد السهم 2.93 دولارًا أميركيًا، وفق البيانات الصادرة عن مجموعة بورصات لندن إل إس إي جي (LSEG)، وهي شركة بريطانية للأوراق المالية والمعلومات المالية.

ويُحسَبْ عائد السهم عن طريق قسمة صافي الربح للشركة على عدد الأسهم المتداولة في السوق.

وانخفضت عائدات شيفرون من قطاع النفط والغاز بنسبة 9.4% خلال الربع الثاني من عام 2024، مقارنةً بعام سابق، كما تراجعت الأرباح من قطاع إنتاج البنزين والمواد الكيميائية بنحو 60% لتصل إلى 597 مليون دولار.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون مايك ويرث: “على الرغم من التوقف التشغيلي الأخير وهوامش الأرباح المنخفضة، فإننا ما زلنا مستعدين لتسجيل أرباح كبيرة على المدى الطويل، وتحقيق نمو في التدفقات النقدية”، بتصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتفاوتت أسعار النفط والغاز خلال الربع الثاني من عام 2024؛ إذ ارتفع متوسط أسعار مزيج خام برنت القياسي بنسبة 8% في تلك المدة، بينما هوت أسعار الغاز الأميركي بنسبة 10%، مقارنةً بالعام الماضي (2023).

موظفة في موقع نفطي تابع لشركة شيفرون – الصورة من الموقع الرسمي للشركة

هوامش التكرير

لم تحقق شركات تكرير النفط سوى عائدات منخفضة من عمليات بيع البنزين خلال الربع الثاني من العام الحالي في أعقاب عامين من الأرباح القوية، وبعد تسريع وتيرة الإنتاج لتلبية الطلب المتنامي.

وهوى التراجع في هوامش أرباح التكرير بعائدات شل بنسبة 19% خلال المدة المذكورة، من الربع الأول من عام 2024، لتصل إلى 6.3 مليار دولار.

وبالمثل، قوضت هوامش أرباح التكرير المنخفضة توقعات الأرباح الخاصة بشركة بي بي، والتي لم تتجاوز 2.8 مليار دولار.

كما أسهمت تلك الهوامش في انخفاض عائدات توتال إنرجي الفرنسية بنسبة 6%.

وسبق أن توقعت شيفرون أن تلامس أسعار الغاز الطبيعي المسال قرابة 10 دولارًا أميركيًا لكل مليون طن متري، غير أن تلك الأسعار قد ارتفعت عن هذا الحد، مسجلةً 12 دولارًا أميركيًا –تقريبًا- على خلفية الطلب القوي.

ومن الممكن أن تدعم تلك الزيادة في الأسعار هوامش أرباح شيفرون من قطاع الغاز المسال.

صفقة متعثرة

يأتي الهبوط في نتائج أعمال شيفرون في الربع الثاني 2024 في الوقت الذي تعثرت فيه صفقة استحواذها المقترحة على مواطنتها الأميركية هيس (Hess) لإنتاج النفط.

وفي 31 يوليو/تموز (2024) قالت شيفرون إنه من المرجح ألا تتخذ لجنة التحكيم التي ستقيم أسباب رفض الصفقة من قبل رائدة الطاقة الأميركية إكسون موبيل، قرارًا في هذا الخصوص حتى النصف الثاني من العام المقبل (2025).

وفي هذا الصدد قالت مديرة القطاع المالي في إكسون موبيل إن شركتها تتوقع اتخاذ قرار لتسوية هذا الخلاف بحلول شهر سبتمبر/أيلول (2025)، بتصريحات أدلت بها إلى رويترز، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت ميكيل:”بمقدوري التأكيد على أن جلسة الاستماع ستكون في نهاية مايو/أيار (2025)، مع توقعات بصدور حكم بحلول سبتمبر/أيلول من العام نفسه”.

وتخلّفت أسهم شيفرون عن نظيرتها في كل من إكسون موبيل ومؤشر ستاندارد أند بورز 500 خلال عام 2024، فيما تكافح الأولى لإبرام الصفقة المذكورة، التي ستمنحها حصةً في مشروع مشترك في غايانا، شهد أكثر من 30 اكتشافًا نفطيًا.

وتعول شيفرون على صفقة الاستحواذ على هيس من أجل ترسيخ مكانتها على خريطة الاحتياطيات النفطية الوفيرة في غايانا، والمساعدة على تلطيف المخاطر المرتبطة بعملياتها من النفط والغاز في أستراليا وقازاخستان.

شيفرون تغير مقارها

أعلنت شيفرون نقل مقارها من سان ريمون بولاية كاليفورنيا إلى هيوستن بولاية تكساس، إلى جانب إجراء تغييرات في عدد من المواقع القيادية بالشركة، وفق بيان منشور على موقع الشركة اليوم الجمعة 2 أغسطس/آب (2024).

وسينتقل الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة شيفرون مايك ويرث ونائبه مارك نيلسون، إلى هيوستن قبل نهاية العام الحالي (2024) مع عدد من القادة الآخرين، لتنسيق تعاون أفضل مع المسؤولين التنفيذيين والموظفين وشركاء الأعمال.

ولن يكون هناك سوى تداعيات طفيفة جراء هذا الانتقال على الموظفين الآخرين الذين يعملون -حاليًا- في سان ريمون، بحسب البيان.

وتتوقع الشركة نقل جميع المهام المؤسسية إلى هيوستن خلال الأعوام الـ5 المقبلة، على أن تبقى الوظائف الداعمة لعمليات شيفرون في كاليفورنيا، في سان ريمون.

وتمتلك شيفرون -حاليًا- قاعدة عملاء ضخمة تضم 7 آلاف في هيوستن، إلى جانب ألفي موظف في سان ريمون.

وتشغل الشركة حقول نفط خام ومنشآت تقنية ومصفاتين، كما تزود أكثر من 1800 محطة تجزئة في كاليفورنيا.

وفي الوقت نفسه أعلنت شيفرون تغييرًا في عدد من المناصب القيادية بالشركة على رأسها نائب الرئيس التنفيذي لقطاع النفط والمنتجات والغاز نايجل هيرن الذي يشغل مهام منصبه منذ عام 2022.

وسيخْلُف هيرن في منصبة نائب رئيس شيفرون مارك نيلسون بدءًا من 1 أكتوبر/تشرين الأول (2024).

توصية الحجي

كان مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، قد أوصى شركة شيفرون بضرورة الانتقال من ولاية كاليفورنيا إلى هيوستن بسبب القوانين المجحفة ضد شركات النفط الكبرى.

وقال الحجي: ” يتعين على شيفرون أن تنتقل إلى هيوستن”، في تغريدة كتبها على حسابه الشخصي على منصة “إكس” في 6 يونيو/حزيران (2024).

وأرفق الحجي تغريدته بخبر نشرته صحيفة فايننشال تايمز تكشف فيه خُطط السلطات في كاليفورنيا للاستيلاء على أرباح شركات النفط الكبرى في دعوى قضائية بشأن تغير المناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.