ما زال التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية يواجه صعوبات عديدة، مع تزايد الرياح المعاكسة التي تواجهها الشركات والمشاعر المناهضة بين المستهلكين.
وتشهد أوروبا والولايات المتحدة مؤخرًا ركودًا في المبيعات، ما دفع شركات شهيرة إلى إغلاق مصانع أو تقليص مستهدفات الإنتاج وتسريح العاملين، وربما تقترب من شفا الإفلاس.
وفسّر استطلاع للآراء عزوف العملاء عن الشراء، حيث تبرز عوامل ارتفاع التكاليف وعدم توافر نقاط الشحن ونطاق القيادة بوصفها أكبر الأسباب.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعرب 46% من مالكي السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة عن رغبتهم في العودة إلى سيارات البنزين.
وارتفعت المبيعات الأميركية بنسبة 5% خلال الربع الثالث من العام (2024)، غير أن نسبة كبيرة منها كانت بدافع التأجير نتيجة لتكاليف الشراء الباهظة.
السيارات الكهربائية
سلّطت دراسة حديثة -أجرتها شركة ماكنزي آند كومباني (McKinsey & Company)- الضوء على التحديات التي يتعرض لها 36 ألفًا من مالكي السيارات الكهربائية في 15 دولة.
وكشفت النتائج أن 29% من مالكي السيارات الكهربائية عالميًا يفكرون بالعودة إلى استعمال سيارات البنزين في مقابل 46% في الولايات المتحدة، و38% في البرازيل.
وجاءت النسبة الكبرى في أستراليا، حيث يدرس 49% العودة إلى سيارات البنزين، والنسبة الأقل في اليابان عند 13%، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة بيزنس داي (business day).
وفي معرض تبريرهم للخطوة الصادمة، أشار المشاركون في الاستطلاع إلى عدم توافر العدد الكافي من نقاط الشحن بوصفه العامل الأبرز، كما أعرب 35% عن عدم رضاهم مسعنتوى الشبكة.
وجاء ارتفاع التكاليف في المرتبة الثانية، حيث قال 34%، إن امتلاك سيارات كهربائية باهظ، وعلى ناحية أخرى، اشتكى 32% من تغيير عادات القيادة وخاصة في الرحلات الطويلة، حيث اضطروا للتضحية بالراحة بسبب السيارات الكهربائية.
ومن بين الراغبين بالعودة إلى سيارات البنزين، كان 24% منهم لا يملكون خيار الشحن بالمنزل؛ وهو ما أثّر في تجربتهم الكلّية.
ولفت 21% ممن شملتهم الدراسة إلى ضغوط بسبب خدمات الإمداد المرتبطة بالشحن، و16% بسبب متطلبات التنقل بالسيارات الكهربائية.
آراء متباينة
انقسمت الآراء بين مؤيد ومناهض للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، خلال استطلاع أجرته الخبيرة لورين فيكس في منصة “إنستغرام”.
وأثارت فيكس حالة من الجدل عندما طرحت سؤالًا عن أسباب عودة سيارات البنزين وندم مالكي السيارات الكهربائية على الشراء.
ودحض أحد المعلّقين على المنشور وجود فكرة الندم من الأساس، قائلًا، إنه يستعمل سيارة كهربائية منذ عام 2016، وإن التحول سيستغرق وقتًا ليس أكثر.
على الناحية المقابلة، أشار آخر إلى قيود عملية على أسلوب الحياة يفرضها امتلاك سيارة كهربائية، مثل عدم امتلاك شاحن منزلي، أو السير لمسافات طويلة، وهو أمر غير مريح.
بدوره، قال معلّق ثالث، إن سيارات البنزين مناسبة للطرق السريعة، في حين إن السيارات الكهربائية مناسبة لداخل المدن، وانتقد رابع الدعاية الضخمة، قائلًا، إنه لا يمكن إقحام السيارات الكهربائية في حياة الناس.
مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة
كشفت شركة استشارات السوق “أوتوموتيف” (Cox Automotive) زيادة بنسبة 5% على أساس فصلي بمبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث، إلى 346 ألفًا و309 سيارات.
وشكّلت السيارات الكهربائية 8.9% من إجمالي مبيعات السيارات، وهو أعلى مستوى عل الإطلاق، ويمثّل زيادة بنسبة 7.8% على أساس سنوي، بحسب تقرير لمنصة “إنسايد إيفز” (insideevs).
وعزت الشركة صعود المبيعات إلى تحسُّن البنية الأساسية لنقاط الشحن، وتوافر الكثير من الطرازات والصفقات المميزة لعقود التأجير والتمويل.
كما تتوقع الشركة ارتفاع حصة مبيعات السيارات الكهربائية إلى 10% خلال الأشهر المقبلة، بدعم من التطورات الإيجابية.
وساعدت عروض التأخير والخصومات والإعفاءات الضريبية في زيادة المبيعات، وكان التأجير -على نحو خاص- السبب الأعلى للشراء؛ كونه غير مرتبط بمصدر البطارية أو متطلبات التصنيع المحلية التي تؤثّر في حجم الإعانات الحكومية.
وفي يوليو/تموز (2024)، كان 42.7% من السيارات الكهربائية المبيعة بهدف التأجير، في حين يؤكد أن كلفة شراء السيارات الكهربائية ما زالت باهظة، وتفوق في المتوسط 57 ألف دولار.
ورغم ذلك، تتوقع الشركة تحسُّن بنية الشحن مع إضافة ألف شاحن جديد كل أسبوع، وتوسّع شبكة الشحن الفائق التي تبنيها شركة تيسلا.
وحتى شهر مايو/أيار (2024)، بلغ عدد نقاط الشحن 183 ألفًا، لكن الكثير من المالكين يجدون صعوبات.
وخصّص قانون خفض التضخم 5 مليارات دولار لبناء نقاط شحن، لكن ثمة صعوبات على مستوى التشريعات، على المستوى الفيدرالي وفي الولايات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..