اقرأ في هذا المقال
- المنافسة العالمية بين الغرب وبقية العالم تتخذ أشكالًا عديدة؛ بما في ذلك مجال الطاقة.
- من خلال روساتوم تظل روسيا الرائدة عالميًا في بناء المفاعلات النووية.
- روسيا تهيمن على الصناعة النووية في مجالات أكثر من مجرد المفاعلات.
- الولايات المتحدة تعتمد على الصادرات النووية الروسية حتى بعد استئناف الحرب في أوكرانيا.
يخضع بناء محطات الطاقة النووية في دول عديدة لنفوذ روسيا والصين، الذي وصل إلى بلدان في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
يأتي ذلك في ظل المنافسة العالمية بين الغرب وبقية العالم التي تتخذ أشكالًا عديدة؛ بما في ذلك مجال الطاقة.
وذكر مقال، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أن صناعة الطاقة النووية كانت منذ مدة طويلة ساحة معركة من هذا القبيل.
في المقابل؛ فإن الولايات المتحدة وأوروبا لا تؤديان دورًا فعالًا عندما يتعلق الأمر بالفوز بعروض “نووية” في العالم النامي.
نفوذ روسيا النووي في آسيا الوسطى
في أواخر مايو/أيار 2024، وقّعت أوزبكستان اتفاقية مع روسيا تقضي بأن تبني الشركة الروسية الحكومية للطاقة الذرية (روساتوم) الخاضعة للعقوبات محطةً للطاقة النووية في أوزبكستان.
وستكون أول محطة للطاقة النووية في آسيا الوسطى؛ ما يوفر كهرباء محايدة كربونيًا لدولة متعطشة للطاقة، حسب مقال للكاتب المساهم لدى مجلة فوربس (Forbes) الزميل البارز في المجلس الأطلسي آرييل كوهين.
وستمنح هذه الاتفاقية موسكو نفوذًا متجددًا في المنطقة التي استعملت الحرب في أوكرانيا فرصةً للخروج من فلك موسكو.
ولم يترسّخ هذا النجاح الروسي بالكامل؛ إذ رفضت قازاخستان المجاورة التقدم الروسي، على الأقل في الوقت الحالي.
وتدرس أستانا 4 خيارات: من الصين وروسيا وكوريا الجنوبية وفرنسا، وسيُصَوَّت عليها في الاستفتاء الوطني المقرر إجراؤه الخريف المقبل.
دور السياسات الأميركية الانهزامية
لم يكن هذا التقدم الروسي في منافستها للطاقة مع الغرب حتميًا، ولم يتحقق ذلك إلا من خلال السياسات الأميركية الانهزامية فيما يتعلق بالطاقة النووية.
وقال الكاتب المساهم لدى مجلة فوربس الزميل البارز في المجلس الأطلسي آرييل كوهين: “إن أغلب بقية دول العالم تدرك ما تتجاهله الولايات المتحدة: الطاقة النووية ضرورية لمكافحة تغير المناخ، وتظل واحدة من أكثر أشكال الطاقة خضرةً وأمانًا على الرغم من المفاهيم الخاطئة الشائعة”.
وأضاف أن “هذا الجهل يوفر الآن فرصة جيوسياسية رئيسة لخصوم أميركا”.
ومن خلال شركة روساتوم، تظل روسيا الرائدة عالميًا في بناء المفاعلات النووية.
وفقًا لـ”تقرير الإستراتيجية النووية العالمية”، بدءًا من يوليو/تموز 2023، كانت لدى روسيا 24 مفاعلًا نوويًا قيد الإنشاء في 7 دول: الصين والهند وتركيا ومصر وبنغلاديش وإيران وسلوفاكيا.
وعلى سبيل المقارنة: لم تكن الولايات المتحدة تبني شيئًا.
هيمنة روسيا على تحويل اليورانيوم وتخصيبه عالميًا
تهيمن روسيا على الصناعة النووية في مجالات أكثر من مجرد المفاعلات، كما أنها تمتلك أكبر صناعات تحويل وتخصيب اليورانيوم في العالم، بنسبة 38% و46% من القدرة الدولية، على التوالي، في عام 2020. وهذا يجعلها مصدرا رئيسًا للوقود.
وصدّرت روسيا ما قيمته أكثر من مليار دولار من المنتجات المتعلقة بالطاقة النووية في المدة من فبراير/شباط 2022 إلى 2024.
ومن بين الدول التي تبني فيها روسيا محطات للطاقة النووية: تركيا وسلوفاكيا، العضوتان في حلف شمال الأطلسي.
وهاتان الدولتان ليستا وحدهما بين دول الغرب التي تمكّن الهيمنة النووية الروسية في حين أنها تلتزم “ظاهريًا” باحتواء الكرملين.
وبحسب الكاتب المتخصص في السياسة الدولية ويسلي أ. هيل؛ فإن الاضطرابات الجيوسياسية التي أسهمت فيها روسيا بأفريقيا، وتستعملها روسيا لمحاولة الحصول على أصول اليورانيوم الفرنسية سابقًا، ساعدت في إجبار أوروبا على مضاعفة وارداتها من اليورانيوم الروسي في عام 2023.
ولم تكن الولايات المتحدة أفضل؛ إذ ظلّت على حالها، وتعتمد على الصادرات النووية الروسية حتى بعد استئناف الحرب في أوكرانيا في عام 2022، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
واستوردت الولايات المتحدة الوقود النووي الروسي حتى 14 مايو/أيار 2024، بعد أكثر من عامين من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، من الكيانات نفسها التي فرض عليها البيت الأبيض عقوبات.
تقدّم الصين في صناعة الطاقة النووية
قال الكاتب المساهم لدى مجلة فوربس الزميل البارز في المجلس الأطلسي آرييل كوهين: “إن روسيا ليست وحدها التي تتفوّق على الولايات المتحدة؛ إذ تتقدم الصين -أيضًا- بفارق كبير على الولايات المتحدة في صناعة الطاقة النووية”.
واحتفظت صناعة الطاقة النووية في الصين بتركيزها المحلي؛ حيث توجد 23 محطة كهرباء قيد الإنشاء في الصين بدءًا من يوليو/تموز 2023.
ويرجع ذلك إلى زيادة الطلب على الطاقة؛ إذ تواصل الصين تطوير اقتصادها.
وبينما تبني الولايات المتحدة محطة واحدة للطاقة النووية؛ فإن الصين تعمل على تحسين عملية إنتاج الطاقة النووية لديها، كما أن آخر محطة بُنيت في الولايات المتحدة وصلت متأخرة 7 سنوات وبزيادة قدرها 17 مليار دولار عن الموازنة المقررة؛ ما يُعد دليلًا على نظام التراخيص والمراجعة البيئية المعقد في أميركا.
واعتمدت الصين على هذه الخبرة للبدء في توريد المفاعلات إلى الخارج.
اقرأ أيضًا..