يجبر نقص الكهرباء في الكونغو شركات التعدين على استيراد الإمدادات من دول الجوار، في محاولة للتغلب على تداعيات الأزمة التي تؤثّر في وتيرة عمل الشركات.
وبحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستلجأ الشركات لاستيراد الكهرباء من كينيا وإثيوبيا.
وتملك الكونغو إمكانات كبيرة من الطاقة الكهرومائية غير المستغلة، التي تأتي غالبيتها من نهر الكونغو بما يقارب 13% من إجمالي إمكانات العالم.
ويواجه قطاع التعدين في الدولة الأفريقية عجزًا في الكهرباء يتراوح بين 500 ميغاواط و1000 ميغاواط، وفقًا لإحصاءات صادرة عن غرفة المناجم التابعة لهيئة اتحاد أعمال الكونغو (FEC).
استيراد وجهود محلية
كافح القطاعان المنزلي والصناعي من أجل تلبية احتياجاتهما من الكهرباء في الكونغو لسنوات، لا سيما أن أقل من 10% من السكان فقط متصلون بالشبكة، وفقًا لمعلومات منشورة على موقع ذا إيست أفريكان.
وأجبرت هذه التطورات الشركات على استيراد الكهرباء من الخارج، أو استعمال مصادر طاقة متجددة، لتوفير الإمدادات اللازمة لاستمرار وتيرة الإنتاج.
وأبرمت شركة غيكامينز للتعدين (Gécamines) وشركاتها التابعة، إطار عمل مشتركًا مع الشركة الوطنية للكهرباء المعروفة اختصارًا بـ (إس إن إي إل SNEL) لحلّ أزمة نقص الإمدادات.
وتعوّل الشركتان على إطار العمل لتوفير حلول ملائمة لمواجهة مشكلة نقص الكهرباء في الكونغو، فضلًا عن الانقطاع المتكرر للتيار، لا سيما أنها تقوّض معدلات النمو الاقتصادي في البلاد.
ومن المتوقع بلوغ تكلفة واردات الكهرباء في الكونغو ما يقارب 8 مليار دولار في الأجل البعيد، حسبما صرّح به وزير الموارد المائية تيدي لوامبا.
حلول انقطاع الكهرباء
قال مدير شركة غيكاماينز، بلاسيد نكالا، إن شركات التعدين تعاني انقطاع الكهرباء بما يقارب 20 مرة شهريًا.
وأضاف أن الشركة خلصت إلى أن أبرز المشكلات التي تواجهها: “الانقطاعات المتكررة للتيار، والإمدادات المحدودة للشركات”، وفق ما توصَّل إليه المشاركون في اجتماع سابق.
وقال نكالا، إن الانقطاعات لا تؤدي فقط إلى إبطاء وتيرة مشروعات التعدين، لكنها تسبِّب -أيضًا- أضرارًا ببعض معدّاتها؛ ما يرفع حجم التكاليف التي تتكبدها الشركات ويقلّل حجم الأرباح.
وقال مدير (إس إن إي إل) فابريس لوسيند، إن المرفق يعاني عجزًا هيكليًا بتوليد الكهرباء في الكونغو، ملقيًا باللوم على مشكلات البنية التحتية.
وأضاف أن شركات التعدين -خاصة التابعة لشركة غيكامينز- تنفّذ حاليًا برامج تستهدف زيادة القدرات الإجمالية لتوليد الكهرباء.
وقال مسؤولون، إن الحكومة تعكف على إعداد حلول في المدة الراهنة لمواجهة أزمة نقص إمدادات الكهرباء في الكونغو.
ومن ضمن الحلول: تشغيل محطة كهرباء بوهاندهاندا الفرعية في منطقة غوما، وخط نيلساب للربط الكهربائي مع دولتي كينيا وإثيوبيا.
خطط ومشروعات
تهدف الكونغو إلى الحصول على إمدادات تتراوح بين 50 ميغاواط و100 ميغاواط من إثيوبيا.
وطلبت الكونغو الديمقراطية استيراد كهرباء من الكونغو برازافيل بقدرات إجمالية تقارب 25 ميغاواط، كما تعهَّد مسؤولو تنزانيا بتصدير 100 ميغاواط من الكهرباء إليها.
وقال وزير الكهرباء، إن بلاده تستورد -أيضًا- كهرباء من جمهورية أفريقيا الوسطى، ومن المستهدف -كذلك- الاستيراد من أنغولا.
وكانت الكونغو تصدّر الكهرباء في وقت سابق من فائض إنتاج محطة إنغا التي تمتلك قدرات تقارب 40 ألف ميغاواط من الكهرباء، لكنها تحتاج حسب الاتحاد الأفريقي والبنك الأفريقي للتنمية إلى ما يقارب 10 مليارات دولار للوصول لقدرتها الكاملة.
ويبدو أن عدم توافر التمويل الكافي لمحطة إنغا حالَ دون الوصول لقدراتها المتوقعة، إذ تبلغ القدرات الحالية لها 1775 ميغاواطـ، في حين يبلغ استهلاك الكهرباء في الكونغو ما يقارب 2100 ميغاواط.
ولجأت كينشاسا لتنفيذ مشروعات محدودة التكلفة لإمداد الكهرباء لشركات التعدين لمواجهة طلباتها المتزايدة، لا سيما مع نمو القطاع بمعدل 13% سنويًا.
وتعتمد مناجم ذهب كيبالي على محطة كهرباء قديمة ومولدات صناعية لتلبية احتياجاتها، و أنشأت الشركة المسؤولة عنها مزرعة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرات 10 ميغاواط لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
كما اعتمدت شركة سيكومينز للتعدين على محطة مملوكة لها لتوليد الكهرباء تضم 4 توربينات، بقدرات إجمالية 60 ميغاواط لتنفيذ مشروعاتها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..