نقل الهيدروجين الأخضر من سلطنة عمان إلى أوروبا بتقنية مبتكرة

تجذب إمكانات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان اهتمام مختلف دول العالم، في ظل السعي المستمر لتأمين وقود صديق للبيئة يسهم بتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وفي أحدث تطور، وقّعت مجموعة أكمي الهندية (ACME) وشركة هيدروجينيوس الألمانية (Hydrogenious) مذكرة تفاهم للتعاون لنقل الهيدروجين الأخضر من سلطنة عمان إلى أوروبا.

إذ تستكشف الشركتان التطوير المشترك لسلاسل توريد الهيدروجين واسعة النطاق من مشروعات “أكمي” في سلطنة عمان إلى مراكز الإمداد في أوروبا باستعمال تكنولوجيا ناقلات الهيدروجين العضوي السائل، وفق ما جاء في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

تُعدّ مجموعة أكمي واحدة من الشركات الرائدة عالميًا في مجال الطاقة المستدامة والمتجددة، وتُعدّ شركة هيدروجينيوس رائدة في ألمانيا بناقلات الهيدروجين العضوي السائل (LOHC).

نقل الهيدروجين الأخضر من سلطنة عمان

تُعدّ تكنولوجيا ناقلات الهيدروجين العضوي السائل الخاصة بشركة “هيدروجينيوس” مناسبة تمامًا لواردات الهيدروجين واسعة النطاق عبر سلاسل التوريد البحرية، ما يتيح ناقلات استيراد قابلة للنمو وفعّالة من حيث التكلفة إلى أوروبا.

ومن خلال عملية كيميائية، يمكن تخزين الجزيئات الخضراء المتطايرة ونقلها بكفاءة عند الضغط ودرجة الحرارة المحيطة باستعمال البنية التحتية الحالية للوقود السائل.

ووفق البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، يمكن تخزين الهيدروجين الأخضر الذي تنتجه “أكمي” في مشروعاتها بسلطنة عمان، في ناقلات الهيدروجين العضوي السائل، ونقله على متن الناقلات إلى أوروبا لتزويد المشترين الصناعيين والطاقة والنقل، وإزالة الكربون منهم.

وتعتزم الشركتان توسيع الشراكة لتقييم سلسلة قيمة نقل الهيدروجين من الولايات المتحدة إلى أوروبا.

وأوضحتا -في بيانهما الصادر اليوم الإثنين (8 أبريل/نيسان 2024)- أن سلطنة عمان تستفيد من موارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية، في حين يقدّم قانون الحدّ من التضخم الأميركي حوافز إنتاج تؤدي إلى تكلفة إنتاج الهيدروجين “التنافسية”.

تحول الطاقة.. وإزالة الكربون

أكد مدير قسم الهيدروجين الأخضر والأمونيا في شركة “أكمي” أشواني دوديجا أهمية اتفاقية نقل الهيدروجين الأخضر من سلطنة عمان.

وقال: “يظهر الهيدروجين الأخضر بوصفه فرصة حقيقية يمكنها تحويل أنظمة الطاقة العالمية، وتحقيق أهداف إزالة الكربون للصناعة والحكومات”.

وتابع: “بينما سيستمر بعضهم بالتشكيك في الجدوى الاقتصادية والفنية، فقد اتخذنا قرارات حاسمة بشأن مشروعنا في سلطنة عمان”.

وأضاف أن “الشراكة مع هيدروجينيوس لتطوير الخدمات اللوجستية الفعّالة باستعمال ناقلات الهيدروجين العضوي السائل، هي الخطوة التالية في تقديم عروض قيمة فعّالة من حيث التكلفة لعملائنا”.

وقال الرئيس التجاري لشركة هيدروجينيوس، تورالف بول: “تُعدّ شركتا أكمي وهيدروجينيوس في طليعة التحول بمجال الطاقة، وتشتركان في الهدف المشترك المتمثل في دفع عملية إزالة الكربون على مستوى العالم”.

وأضاف: “سيسهم تعاوننا في جعل الهيدروجين النظيف من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والولايات المتحدة متاحًا للمشترين الأوروبيين على المدى المتوسط إلى الطويل”.

اتفاقيات بين سلطنة عمان وألمانيا

في سياقٍ متصل، تستعد سلطنة عمان لتزويد ألمانيا بالهيدروجين الأخضر، وذلك بموجب عدد من الاتفاقيات بين الشركات في البلدين، بهدف نقل الوقود إلى محطات التكرير في برلين.

وخلال زيارة أجراها وزير الطاقة العماني المهندس سالم بن ناصر العوفي، في 23 مارس/آذار (2024)، إلى ألمانيا، وقّع الطرفان اتفاقية في مجال توصيل الهيدروجين إلى محطات التكرير الألمانية، وكذلك خطاب نوايا لتوريد الهيدروجين الأخضر، وفق ما جاء في بيان لوزارة الطاقة حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وتضمنت الاتفاقيات بين سلطنة عمان وألمانيا مذكرة تفاهم بين هايدروم وشركة “في إن جي” الألمانية (VNG)، بهدف دراسة الجدوى التجارية لإنشاء سلسلة توريد عمانية-ألمانية متكاملة للهيدروجين الأخضر والأمونيا.

كما اتفق الجانبان على بحث إمكان إبرام عقد طويل المدى، لشراء الهيدروجين الأخضر والأمونيا من سلطنة عمان، واتفاقية لبيع الغاز المسال وشرائه بين الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة تأمين الطاقة لأوروبا “سيفي”.

وخلال هذه الزيارة، التقى وزير الطاقة والمعادن العماني سالم بن ناصر العوفي مع نائب المستشار الألماني وزير الاتحاد للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ روبرت هابيك، إذ ناقش الطرفان احتياجات سوق الطاقة الألمانية.

وناقشا أهمية حلول الطاقة، ودور الهيدروجين في تحول الطاقة، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين سلطنة عمان وألمانيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..