يتعزّز نمو قطاع الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء بالشراكات القائمة على الثقة الهادفة إلى تحقيق المكاسب لجميع الأطراف وتفادي المخاطر وتحسين الأداء.

وبالنظر إلى النمو الملحوظ في قطاع الطاقة النظيفة وتخزين الكهرباء، يزداد اعتماد التحول إلى أنظمة الطاقة المستدامة على جودة شراكاته، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في هذا الإطار، غالبًا ما تعتمد الشركات على التعاون لجلب الخبرة المتنوعة والتوافق التشغيلي والمساءلة لتحقيق الأهداف المشتركة.

وتُعد الشراكات القائمة على الثقة مفيدة وذات صلة عميقة بالمشروعات التي تتطلّب الاتساق والمرونة.

متطلّبات مشروعات البنية التحتية

في قطاع الطاقة الشمسية حيث تتطلّب مشروعات البنية التحتية الموثوقية والدقة على المدى الطويل، تُعد الشراكات عاملًا من عوامل النجاح.

ويهدف التعامل مع هذه الشراكات والتركيز على الثقة إلى نقل أصحاب المصلحة إلى ما هو أبعد من المعاملات البسيطة لتشكيل علاقات دائمة وقابلة للتكيف.

ويُعد هذا التحول بالغ الأهمية؛ إذ يمكن للشراكات المعاملاتية أن تجعل المنظمات عرضة لانعدام الكفاءة وتآكل القيمة الطويلة الأجل للجهود المشتركة، بحسب موقع إي إس آي أفريكا (ESI Africa).

في المقابل، يمكن للشراكات القائمة على الثقة أن تنشئ شعورًا بالاستقرار والدعم المتبادل الذي يساعد على التقدم ويتكيّف بسهولة أكبر مع تحديات الصناعة.

منشأة لتخزين الكهرباء بالبطاريات في ولاية كاليفورنيا الأميركية – الصورة من رويترز

الشراكات ذات المستويات العالية من الثقة

تشير الأبحاث المتعلقة بالثقة إلى أن الشراكات ذات المستويات العالية من الثقة يمكن أن تُسهم في تحقيق نتائج أداء أكثر اتساقًا، ويمكن أن تخفّف من بعض المخاطر المرتبطة بالمشروعات المعقدة.

وتشير الدراسات إلى أن فِرق العمل التي تتمتع بأساس قوي من الثقة تبلغ عن تحسينات قابلة للقياس في الأداء والمرونة التنظيمية.

على سبيل المثال، أبرزت دراسات شركة أبحاث الطاقة ماكنزي McKinsey أن الشراكات القائمة على الثقة في البيئة التشغيلية قلّلت من وقت التوقف بنسبة تصل إلى 30%، وهي نتيجة مهمة في صناعة الطاقة الشمسية، إذ ينطوي التأخير على خسائر مالية وبيئية.

بدورها، وجدت شركة تدقيق الحسابات والاستشارات برايس ووتر هاوس كوبرز البريطانية متعددة الجنسيات PwC، أن العلاقات القائمة على الثقة بين المديرين التنفيذيين تؤدي إلى زيادة الكفاءة؛ إذ لاحظ أكثر من نصف المستجيبين انخفاضًا في المخاطر التشغيلية.

ويعزّز بحث شركة الخدمات والاستشارات المالية الأميركية Deloitte هذا، ما يشير إلى أن الشراكات القائمة على الثقة العالية من المرجح أن تحافظ على الاستقرار بمرور الوقت، بحسب موقع إي إس آي أفريكا (ESI Africa).

وتشير هذه الرؤى مجتمعة إلى أن الثقة بقطاع الطاقة الشمسية توفر أساسًا لإدارة المخاطر والحفاظ على الكفاءة التشغيلية التي تتطلّبها مشروعات الطاقة واسعة النطاق، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

بناء الثقة

يمكن تنمية الثقة من خلال الإجراءات التي تتماشى مع 3 مبادئ أساسية: النزاهة وحُسن النية والقدرة؛ يتطلّب تطبيق هذه المبادئ عمليًا في قطاع الطاقة الشمسية أن تجعل كل مؤسسة الثقة لديها بصفتها أولوية مستمرة.

النزاهة: تتضمّن النزاهة، في الشراكات، التواصل الواضح والتوافق المتسق بين الالتزامات والإجراءات. وبالنسبة لمشروعات الطاقة ذات الجداول الزمنية الصارمة، فإن الحفاظ على النزاهة هو المفتاح لبناء الموثوقية.

بالإضافة إلى ذلك، يعزّز الشركاء القدرة على التنبؤ اللازمة لعلاقة عمل مستقرة من خلال تحديد أهداف واقعية، والتواصل بشكل مفتوح بشأن التحديات، والوفاء بالالتزامات.

حُسن النية: عندما يمتد تنفيذ المشروعات لسنوات، فإن حُسن النية يعني إعطاء الأولوية لنجاح كل شريك جنبًا إلى جنب مع الأهداف المشتركة، ويتضمّن ذلك فهم الضغوط لدى الشركاء والتكيف لدعم المنفعة المتبادلة.

على صعيد آخر، يشجّع حُسن النية على مراعاة المصالح، ما يساعد الشركاء على العمل نحو تحقيق نتائج تعود بالنفع على المشروع وأهداف الاستدامة الأوسع.

القدرة: يُعد إثبات القدرة أمرًا بالغ الأهمية، خصوصًا في قطاع حيث الدقة الفنية والتشغيلية ضرورية. وتتلخص القدرة في توفير المهارات والخبرات اللازمة لتلبية احتياجات المشروع، والتكيف مع تغير المطالب، وتقديم عمل عالي الجودة باستمرار.

وتساعد قدرة الشركاء على الاضطلاع بدورهم في تعزيز الثقة من خلال منح الآخرين الثقة للاستثمار في المهمة المشتركة.

وبالنسبة إلى الشراكات في قطاع الطاقة الشمسية، فإن الحفاظ على الثقة يعني تقييم التقدم، والتكيف مع التغيرات، وتعزيز التواصل المفتوح.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.