بلغت القروض المصرفية السعودية 2.82 تريليون ريال (753.27 مليار دولار) في أغسطس، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي بلغ 12.11 في المائة – وهو أعلى معدل في 18 شهرًا، وفقًا لبيانات حديثة.

أظهرت أرقام البنك المركزي السعودي أن الإقراض للشركات هيمن على القطاع، حيث شكل حوالي 54 في المائة، في حين شكلت القروض الفردية الرقم المتبقي.

نمت الفئة الأولى بنسبة 16 في المائة، متجاوزة نمو القروض الشخصية بنسبة 7.56 في المائة، مما يؤكد الطلب المتزايد على تمويل الأعمال عبر القطاعات الرئيسية.

تصدرت أنشطة العقارات الإقراض للشركات، حيث شكلت 20.1 في المائة من إجمالي القروض التجارية ونمت بنسبة 26.37 في المائة لتصل إلى 303.48 مليار ريال.

تلاها قطاع تجارة الجملة والتجزئة، حيث شكل 13.3 في المائة من هذه القروض، بتمويل بلغ 201.3 مليار ريال. وجاء الإقراض للصناعات التحويلية في المرتبة الثالثة بنسبة 11.8%، بإجمالي 179.1 مليار ريال.

وبلغت القروض المقدمة لقطاعات الكهرباء والغاز والمياه 11.1% من إجمالي الإقراض، بإجمالي 167.66 مليار ريال. وشهدت هذه الفئة معدل نمو بلغ 26.2%، وهو ما يكاد يتطابق مع معدل نمو قطاع العقارات.

وفي حين مثلت الأنشطة المهنية والعلمية والتقنية جزءاً صغيراً من إجمالي قروض الشركات بنسبة 0.6% فقط، فقد سجلت أعلى معدل نمو سنوي بلغ 58.83%، بإجمالي 8.45 مليار ريال.

شهد الإقراض للشركات في المملكة العربية السعودية، وخاصة في قطاع العقارات، نمواً كبيراً، مدفوعاً بتركيز المملكة على المشاريع الضخمة المتوافقة مع رؤية 2030.

وقد أدى التزام الحكومة المستمر بالمشاريع العملاقة مثل نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر، إلى جانب الاستثمار العام المستدام في البنية التحتية، إلى زيادة الطلب على التمويل.

ويعكس هذا الارتفاع في أنشطة العقارات، إلى جانب النمو القوي للناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، بيئة تشغيلية نابضة بالحياة للبنوك، حيث تسعى الشركات بشكل متزايد إلى الحصول على التمويل للمشاركة في هذه التطورات التحويلية.

في تقرير صدر في يوليو توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن تستمر البنوك السعودية في النمو بمعدل يكاد يكون ضعف متوسط ​​دول مجلس التعاون الخليجي، مع توقع نمو التمويل لعام 2024 بنحو 12 في المائة.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن البنوك من المرجح أن تزيد من تركيزها على التمويل للشركات، والذي من المتوقع أن يشكل حوالي 60 في المائة من عمليات إصدار القروض الجديدة في عام 2024.

ويتم دعم نمو الإقراض في قطاع إمدادات الكهرباء والغاز والمياه في المملكة العربية السعودية من خلال عدة عوامل رئيسية، مع كون الاستثمار الحكومي أحد المحركات المهمة.

وتعطي المملكة الأولوية لتطوير البنية التحتية من خلال استراتيجية رؤية 2030، مما يؤدي إلى تمويل كبير لمشاريع الطاقة المتجددة وتحسين المرافق.

وعلاوة على ذلك، فإن التركيز القوي على مبادرات الاستدامة يشجع على تمويل المشاريع التي تركز على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يسهل الانتقال إلى مشهد أكثر استدامة.

ويعمل النمو السكاني والتحضر على زيادة الطلب على خدمات المرافق الموسعة وإن الحاجة المتزايدة إلى الكهرباء والغاز والمياه في المناطق الحضرية تتطلب استثمارات ضخمة، مما يدفع شركات المرافق إلى البحث عن التمويل اللازم لتحديث البنية الأساسية.

وعلاوة على ذلك، يعمل الدعم التنظيمي من الحكومة على تعزيز بيئة الإقراض من خلال السياسات التي تشجع الكفاءة والموثوقية في المرافق، مما يجعل البنوك أكثر ميلاً إلى تمويل المشاريع في هذا القطاع.

ومع تنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن الاعتماد على النفط، فإن الاستثمارات في البنية الأساسية للمرافق ضرورية لدعم الأنشطة الصناعية والتجارية، مما يخلق طلباً إضافياً على التمويل.

بالإضافة إلى ذلك، تشجع التطورات التكنولوجية في إنتاج الطاقة وتوزيعها وإدارة المياه المرافق على الاستثمار في حلول مبتكرة، مما يدفع المؤسسات المالية إلى تمويل المشاريع التي تتضمن تقنيات متطورة.

لقد أدى النمو القوي في التمويل لدى البنوك السعودية إلى تكثيف المنافسة على السيولة، وخاصة في سياق بيئة أسعار الفائدة المرتفعة التي عكست الزيادات التي حددها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على مدى العامين الماضيين.

مع ارتفاع أسعار الفائدة، كان هناك تدفق ملحوظ للودائع الادخارية، وخاصة من الكيانات المرتبطة بالحكومة. وفي حين يؤكد هذا الاتجاه على القوة المالية المتنامية لهذه الكيانات، فإنه يفرض أيضاً تحديات على البنوك، حيث تكون ودائع الكيانات المرتبطة بالحكومة غالباً أكثر تكلفة مقارنة بحسابات التوفير والحسابات الجارية التقليدية.

في هذا المشهد التنافسي، يمكن أن يؤدي الاعتماد على هذه الودائع الأعلى تكلفة إلى الضغط على هوامش الربح. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التحديات، تقدر وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن البنوك السعودية ستحافظ على هامش تمويل صافي متوسط ​​مستقر بنحو 3.2%، كما هو الحال من عام 2022 إلى الربع الأول من عام 2024.

ويعكس هذا المرونة الإدارة الفعالة للبنوك لتكاليف التمويل، مما يسمح لها بالملاحة في مشهد الودائع المتغير مع الاستفادة من الفرص التي يوفرها النمو القوي للتمويل داخل المملكة.

في سبتمبر، خفضت المملكة العربية السعودية سعر الفائدة القياسي من 6% إلى 5.5%، بعد خفض البنك المركزي بمقدار 50 نقطة أساس، بما يتماشى مع خطوة مماثلة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.

ومن المتوقع أن يعمل هذا الانخفاض على تحفيز القطاعات غير النفطية في المملكة العربية السعودية، وخاصة البناء والخدمات، من خلال جعل الائتمان أرخص وتعزيز الإنفاق المحلي.

ويعتقد المحللون أن هذا التيسير النقدي يمكن أن يدعم رؤية 2030، مما يدفع الاستثمار في البنية التحتية والابتكار مع الاستفادة المحتملة من سوق العقارات.



رابط المصدر

شاركها.