تراهن شركة هايدروم عمان على مشروعات الهيدروجين الأخضر لتحقيق إستراتيجية البلاد في رفع إسهام الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء، رغم حالة الغموض التي ما تزال تخيّم على هذا القطاع عالميًا.

ومنذ تأسيسها في 23 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، تبذل الشركة جهودًا كبيرة في جذب الاستثمارات العالمية إلى السلطنة بقطاع الهيدروجين، إذ وقّعت عددًا من الاتفاقات، التي تتوقع دخولها حيز الاستثمار النهائي في الوقت القريب.

من جانبه، يرى المدير العام للشركة المهندس عبدالعزيز الشيذاني أهمية هذا القطاع الواعد عالميًا، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الحكومة لا تواجه أيّ مخاطر في قطاع الهيدروجين، وأن الاستثمارات كافةً تابعة للقطاع الخاص.

جاء ذلك خلال مشاركته في مساحة بموقع إكس (تويتر سابقًا)، نظّمتها الجمعية الاقتصادية العمانية، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمعنيين، ومتابعين من مختلف الدول.

وردًا على سؤال طرحه مدير تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) عبدالرحمن صلاح، حول إذا ما كان إلغاء بعض مشروعات الهيدروجين العالمية مثل مشروع شركة وودسايد الأسترالية قبل أيام يمكن أن يُقلق السلطنة حول مستقبل التحول إلى الهيدروجين، قال الشيذاني: “إننا نتابع التطورات العالمية في هذا القطاع (الهيدروجين)، ولا تقلقنا هذه المستجدات”.

وتابع: “بعض المشروعات وضعت فرضياتها في اتجاه، وبدأ العمل على بلورته بشكل أكبر، ولكنها أسفرت عن نتائج غير متوقعة، ومنها مشروع شركة وودسايد”.

إلغاء مشروعات عالمية

أوضح المهندس عبدالعزيز الشيذاني أن هناك أمثلة لمشروعات أخرى اتخذت قرارًا استثماريًا نهائيًا اعتمادًا على حزمة الحوافز المتاحة في بعض الدول، مثل ألمانيا وهولندا، بجانب المزادات القائمة في كوريا الجنوبية واليابان.

وبالنسبة إلى سلطنة عمان، فهناك 8 مشروعات تمّ توقيعها استهلكت 4% من الأراضي لمشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة من إجمالي 50% من المساحات المخصصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

جانب من المساحة الصوتية حول الهيدروجين الأخضر في عمان

وتابع الشيذاني قائلًا: “لا نواجه أيّ مخاطر في هذا المجال، نعم قد تتأثر سمعة الإقبال على القطاع، ولكن نتوقع أن تحتلّ عمان الصدارة في إنتاج الهيدروجين، نظرًا لما تتمتع به من موارد، ولكن القضية تتمثل في مدى بلورة هذا القطاع عالميًا”.

خفض التكلفة

عبّر المهندس عبدالعزيز الشيذاني عن تفاؤله بمشروعات الهيدروجين، مشيرًا إلى أن نسبة استهلاك الموارد المتاحة ما تزال في الحدود المعقولة، بالإضافة إلى وجود متابعة وثيقة مع المطورين.

ولفت إلى أن هناك جهودًا لخفض تكلفة الإنتاج من خلال تسهيل الإجراءات وتيسير عمل المشتركين والمطورين، موضحًا أن عمان تحاول الاستفادة من تجارب الدول التي اتخذت قرارات عكسية أو قرارات استباقية.

وردًا على سؤال من مدير تحرير منصة الطاقة عبدالرحمن صلاح حول أخر خطوات شركة أكمي الهندية لتطوير مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء، قال الشيذاني: إن “أكمي تندرج تحت مشروعات المبادرات السابقة التي ما تزال مستمرة على مرحلتين”، رافضًا الإفصاح عن مزيد من المعلومات لوقوعها في “إطار السرّية”، مشيرًا إلى قرب إعلان التفاصيل من خلال القنوات الرسمية.

توقيع أول اتفاقية لشركة هايدروم في الهيدرجين الأخضر في عمان
جانب من توقيع أولى اتفاقيات هايدروم بقطاع الهيدرجين الأخضر في عمان – الصورة من حساب الشركة في إكس

وردًا على سؤال آخر حول إذا ما كانت “هايدروم” تخطط للاستثمار خارج السلطنة، قال: “سعينا منذ البداية لأن يكون هناك وضوح في الأدوار بين الجهات المعنية في البلاد، حيث تتولى وزارة الطاقة والمعادن وضع السياسات والتشريعات، بينما تركّز هايدروم على تنمية هذا القطاع من خلال تنشيط جوانبه كافة، سواء من خلال الأنشطة المباشرة أو البحث عن الشريك المناسب داخل المنظومة الوطنية للتعامل معه، مثل شركة أوكيو للطاقة البديلة”.

وأضاف أن شركة أوكيو بإمكانها مستقبلًا الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر خارج السلطنة، مشيرًا إلى أنها تركّز -حاليًا- على المشروعات الداخلية، ولكن من الوارد جدًا من حيث الاختصاص أن تستثمر -ممثلة لحكومة عمان- في مشروعات خارج السلطنة.

وأكد أن هايدروم عمان تريد أن تكون على الحياد، وعدم الارتباط بمصالح تجارية مباشرة مع أيّ جهة، بحيث تعطي مصداقية وحيادية في التعامل مع كل المستثمرين.

واستطرد قائلًا: “إن هايدروم تمثّل الحكومة في التعاقد، ولكن من تُمثّلها في الشراكة هي أوكيو للطاقة البديلة”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.