سجلت قيمة الليرة السورية اليوم الأحد 8 ديسمبر هبوطاً ملحوظاً، بعد أشهر من الاستقرار عند قيمة 22 ألف ليرة للدولار.
وبلغ سعر بيع الدولار في دمشق 22 ألف ليرة سورية.
ويبدو أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد انتهى ففي السابع والعشرين من نوفمبر، شن تحالف بقيادة هيئة تحرير الشام هجوما سريعا ضد قوات الأسد وبعد أسبوع واحد فقط، سقطت حلب وحماة ــ ثاني وثالث أكبر مدينتين في سوريا على التوالي وبفضل هذه النجاحات، نفذت قوات المعارضة السورية عمليات هجومية استهدفت حمص وجاءت تطرق أبواب ضواحي دمشق.
وبحلول الوقت الذي ورد فيه أن بشار الأسد فر من البلاد، منهيا حكما دام 24 عاما كان هناك تقدم لهيئة تحرير الشام من الشمال، عبر حمص؛ وانتفاضة في الشرق، حيث تقاتل قوات مدعومة من الولايات المتحدة.
ويأتي هبوط قيمة الليرة بعد أشهر من الاستقرار، ورغم التوقعات بتأثرها بالحرب الإسرائيلية على لبنان، إلا أنها بقيت مستقرة حتى هبطت تزامناً مع العمليات العسكرية الجارية في شمال سوريا.
ومنذ فجر الأربعاء الماضي، أعلنت فصائل المعارضة بدء عملية عسكرية تحت مسمى “ردع العدوان”، رداً على قصف قوات النظام المتكرر لمناطق في شمال غرب سوريا، بهدف توسيع “المناطق الآمنة” تمهيداً لعودة النازحين والمهجرين.
ومساء الجمعة، أعلنت إدارة العمليات العسكرية للفصائل المشاركة في “ردع العدوان” دخولها إلى مدينة حلب، مؤكدة السيطرة عليها وعلى مطارها الدولي.
وإضافة إلى ذلك، أطلقت فصائل في ريف حلب معركة “فجر الحرية”، سيطرت من خلالها على مناطق في ريف حلب، موسعة بذلك رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة.
والليرة السورية تفتقر إلى حدود المقاومة اللازمة للدفاع عن استقرارها، ومن الصعب عليها أن تصمد أمام أي صدمة مهما كانت صغيرة، ما يؤكد أنها معرضة لهبوط سريع وأن تأثيرات التحولات السياسية والاقتصادية على سعر صرف الليرة تتجلى غالباً بموجات واضحة من الارتفاعات، أي انخفاض قيمة الليرة، ما يجعل من الصعب تحديد المستويات التي يمكن أن تصل إليها.
وانخفضت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 113.5% على أساس سنوي خلال عام 2023، حيث شهدت قيمة الليرة تغيرات كبيرة خلال الأشهر الستة الأخيرة من العام ويعد انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار في عام 2023 هو الأكبر في تاريخها.