ما زالت أزمة سداد مستحقات الوقود العراقي إلى لبنان محل خلاف بين البلدين، على الرغم من وجود محاولات سابقة من الجانب اللبناني لتوفيق الأوضاع مع بغداد، للتوصل إلى تفاهم في هذا الشأن.
وفي هذا الإطار، يشير مدير تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) عبدالرحمن صلاح إلى زيارة رئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة نجيب ميقاتي، بغداد في منتصف شهر يوليو/تموز الماضي.
جاء ذلك خلال مشاركة عبدالرحمن صلاح في حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة“، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بعنوان: “أسواق النفط بين توقف إنتاج ليبيا وتوقعات غولدمان ساكس وإكسون موبيل”.
وأوضح صلاح أن رئيس الحكومة اصطحب خلال زيارته وزير الطاقة الدكتور وليد فياض، إذ بحث في بغداد عددًا من المسائل المهمة بين الجانبين، وفي مقدمتها استئناف تصدير شحنات الوقود العراقي إلى لبنان.
تأثير الأزمة اللبنانية الداخلية
يقول عبدالرحمن صلاح، إن مشكلة الجانب العراقي وقتها كانت الأزمة الداخلية في بيروت وأثرها في سداد مستحقات الوقود العراقي إلى لبنان، وهي أزمة متفاقمة.
وأوضح أن مستحقات الوقود العراقي لدى لبنان تتزايد، في حين المخاطبات الرسمية بينهما تكاد تكون مفقودة، مضيفًا: “لكن وقتها تحدّث وزير الطاقة إلينا في تصريحات خاصة (إلى منصة الطاقة)، بأن الجانب العراقي سيستأنف التصدير إلى لبنان قبل نهاية يوليو/تموز، أو بحد أقصى 10 أغسطس/آب”.
وأضاف: “لكن للأسف هذه الشحنة لم تصل إلى لبنان على الإطلاق، إذ كان من المقرر أنها في حدود 120 ألف طن، ضمن اتفاق سنوي يجري تجديده بين الطرفين، ويقضي بتصدير شحنة من الوقود العراقي إلى لبنان”.
وتابع مدير تحرير منصة الطاقة (مقرّها واشنطن): “عندما سألنا مستشار وزير الطاقة اللبناني طوني ماروني عن سبب عدم وصول هذه الشحنة إلى لبنان، رغم زيارة رئيس الوزراء ووزير الطاقة إلى بغداد، قال إن هناك مشكلة إدارية أو (تأخيرًا إداريًا)”.
ولفت إلى أن هذا التأخير من جانب مصرف لبنان المركزي، وهو الذي تسبّب في عرقلة وصول الشحنة، إلا أنه أشار إلى وجود توقعات بأن تصل هذه الشحنة إلى لبنان خلال الأيام المقبلة.
هل يتحفظ العراق على الشحنات؟
قال مدير تحرير منصة الطاقة عبدالرحمن صلاح، إن البعض تداولوا خلال الأيام الماضية أنباء تتعلّق بتحفظ بغداد على شحنة من الوقود العراقي إلى لبنان.
وأوضح أن ما جرى تداوله يفيد بأن الجانب العراقي قد يؤخر شحناته، وذلك بسبب التعاون أو لجوء لبنان إلى الجزائر لاستيراد الوقود، وهو ما نفاه الجانب اللبناني -في تصريحات خاصة إلى “الطاقة”- تمامًا، مؤكدين أن العراق لم يبد أي اعتراض.
ونقل عبدالرحمن صلاح عن المسؤولين اللبنانيين تأكيدهم أن بغداد لم توجّه أي رسائل، سواء رسمية أو غير رسمية في هذا الشأن، وكذلك تأكيدهم أن الجانب العراقي لم يعلّق على هذه النقطة.
وأضاف: “بل بالعكس، كانت هناك إشادة من الجانب العراقي، وتثمين لدور الجزائر في دعم لبنان بصفة كبيرة، وحتى هذه اللحظة، فإن من يدعم لبنان العراق والجزائر”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..