واردات أميركا من الديزل الحيوي تقفز إلى 33 ألف برميل يوميًا

تضاعفت واردات أميركا من الديزل الحيوي عام 2023 على أساس سنوي، وجاء معظمها من الدول الأوروبية -خاصة ألمانيا- مع انخفاض أسعار هذا الوقود في القارة العجوز.

وبلغت واردات أميركا من الديزل الحيوي نحو 33 ألف برميل يوميًا خلال العام الماضي، ارتفاعًا من 16 ألف برميل يوميًا عام 2022، وفق تقرير حديث اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

واستمر هذا الاتجاه التصاعدي في الأشهر الأولى من عام 2024، إذ ظلّت واردات أميركا من الديزل الحيوي مرتفعة عند مستويات 38 ألف برميل يوميًا خلال يناير/كانون الثاني، قبل أن تقفز إلى 54 ألفًا في فبراير/شباط 2024.

ويُستخرج الديزل الحيوي من النباتات المعروفة بإنتاجها للزيوت مثل: الصويا والقنب والقطن والنخيل، ويُجرى مزجه مع الديزل النفطي أو زيت التدفئة لتشغيل أنظمة النقل والتدفئة.

اتجاه تصاعدي لواردات أميركا من الديزل الحيوي

ارتفعت واردات أميركا من الديزل الحيوي بصورة مطردة في السنوات الأخيرة، إذ جرى استيراد ما متوسطه 12 ألف برميل يوميًا في المدة من سبتمبر/أيلول 2017 إلى أكتوبر/تشرين الثاني 2022، وفق تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وأدى برنامج معيار الوقود المتجدد الأميركي دورًا مهمًا في زيادة الطلب على وقود الديزل الحيوي، فمنذ إنشائه في عام 2005، زاد البرنامج تدريجيًا من أحجام المزج المطلوبة للوقود المتجدد مثل وقود الديزل الحيوي، ما أدى إلى ارتفاع مطرد في الطلب والواردات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبين عامي 2013 و2017، شهدت واردات أميركا من الديزل الحيوي ارتفاعًا كبيرًا، إذ وصلت إلى 27 ألف برميل يوميًا، وكان هذا النمو مدفوعًا إلى حد كبير من الأرجنتين وإندونيسيا، إذ تقدم الدولتان دعمًا إلى الديزل الحيوي، ما خفّض أسعاره.

وردًا على هذه الإعانات، أطلقت وزارة التجارة الأميركية ولجنة التجارة الدولية تحقيقًا في أبريل/نيسان 2017، ما أدى إلى فرض رسوم مكافحة الإغراق على واردات وقود الديزل الحيوي من هذه البلدان، إذ تهدف الرسوم إلى تعويض آثار الدعم وحماية المنتجين المحليين.

ونتيجة لذلك، انخفضت الصادرات من الأرجنتين وإندونيسيا بصورة ملحوظة، بعد أن كانت تُشكل ما يقرب من ثلاثة أرباع إجمالي واردات أميركا من الديزل الحيوي بين عامي 2013 و2017.

وبدأت الزيادة الأخيرة في واردات أميركا من الديزل الحيوي في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عندما وصلت إلى 30 ألف برميل يوميًا، ثم واصلت الارتفاع حتى بلغت 54 ألفًا في فبراير/شباط 2024، وهو أعلى حجم شهري منذ يونيو/حزيران 2017، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

أسباب الارتفاع

يُعزى الارتفاع الأخير في واردات أميركا من الديزل الحيوي إلى انخفاض أسعار وقود الديزل الحيوي في أوروبا، ما جعل استيراده مُجديًا اقتصاديًا، نتيجة لزيادة استهلاك الديزل المتجددة وتخفيض بعض الدول للأهداف الخاصة بالديزل الحيوي، مثل السويد.

وحددت توجيهات الاتحاد الأوروبي للطاقة المتجددة، نسبة الوقود الحيوي من الطاقة المتجددة المستهدفة في مجال النقل عند 7%.

وبعد انخفاض هوامش صناعة الوقود الحيوي الأوروبية، تحول بعض المنتجين إلى السوق الأميركية لتأمين أسعار أفضل، وفي أواخر عام 2022، ارتفعت واردات أميركا من الديزل الحيوي مع وصول أرقام التعريف المتجددة (RINs) إلى مستويات قياسية، وبدأت أسعار وقود الديزل الحيوي الأوروبي في الانخفاض.

واتسعت الفجوة بين الأسعار الأميركية والأوروبية أكثر في أوائل عام 2023، إذ ظلت أسعار أرقام التعريف المتجددة الأميركية -هي عبارة عن ائتمانات أو أرصدة قابلة للتداول تستعمل لتتبّع درجة الامتثال للمستفيدين من برنامج معيار الوقود المتجدد على مستوى الولايات المتحدة- مرتفعة نسبيًا على الرغم من انخفاض الأسعار الأوروبية.

وعلى الرغم من انخفاض أسعار الائتمانات منذ ذلك الحين إلى أدنى مستوياتها منذ 3 سنوات في عام 2024، فإن الزيادة في التدفقات من أوروبا إلى الولايات المتحدة تشير إلى أن وقود الديزل الحيوي الأميركي ما يزال يُباع بسعر أعلى من نظيره الأوروبي.

المصادر الأكبر في الإمدادات

من عام 2022 إلى عام 2023 زادت واردات أميركا من الديزل الحيوي الألماني بأكثر من الضعف لتصل إلى 11 ألف برميل يوميًا، ما يجعلها المصدر الأكبر والرئيس.

وتشمل المصادر الرئيسة الأخرى لواردات وقود الديزل الحيوي إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا، مع زيادات أقل من كوريا الجنوبية والبرازيل.

وبينما شهدت واردات أميركا من الديزل الحيوي ارتفاعًا، وزادت المنافسة في إنتاج الديزل المتجدد، فقد زاد إنتاج وقود الديزل الحيوي في الولايات المتحدة بنسبة 5% خلال عام 2023 مقارنة بعام 2022.

وبلغ استهلاك وقود الديزل الحيوي في الولايات المتحدة خلال عام 2023 أعلى مستوى منذ عام 2017؛ بسبب زيادة الواردات والإنتاج المحلي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..