وقود الطيران المستدام يُسيّر مروحيات مزارع الرياح البحرية للمرة الأولى

كشفت عملاقة صناعة توربينات الرياح الدنماركية فيستاس (Vestas) مشروعًا جديدًا لاستعمال وقود الطيران المستدام في أثناء تركيب مزارع الرياح البحرية.

وعادة ما يُمزج بوقود الطائرات التقليدي (الكيروسين)، من أجل خفض الانبعاثات وإزالة الكربون من صناعة النقل الجوي إلى جانب الطائرات الكهربائية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويُصنّع وقود الطيران المستدام (SAF) من زيوت الطهي المستعملة والمخلّفات المنزلية والطحالب والشحوم وغيرها.

وتقول فيستاس، إن أعمال البناء والخدمات في مشروعات الرياح البحرية تُطلق انبعاثات كربونية أكبر من نظيرتها البرية بسبب الحاجة لاستعمال السفن والمروحيات معًا.

وستُطبّق التجربة الأولى في العالم داخل مزرعة الرياح “إيغل بالتيك”، التي ما زالت قيد الإنشاء، قبالة سواحل ألمانيا.

وتتألف المزرعة -بقدرة إنتاج 476 ميغاواط من الكهرباء- من 50 توربينًا تطورها عملاقة الطاقة الإسبانية “إيبردرولا” (Iberdrola) في بحر البلطيق.

مشروع وقود الطيران المستدام

تقول فيستاس، إن المشروع التجريبي سيستمر حتى سبتمبر/أيلول (2024)، وفيه سيستعمل فنّيّو الشركة وطواقم سفن الرفع المروحيات العاملة بمزيج يضم وقود الطيران المستدام لنقل العاملين من مزرعة الرياح وإليها خلال أعمال البناء.

وبررت فيستاس الخطوة بكون وقود الطيران المستدام قادرًا على المساعدة في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة خلال السفر جوًا، كما أنه بديل أكثر استدامة لوقود الطائرات الأحفوري التقليدي.

وتفصيليًا، ستستعمل شركة “هيلي سرفيس” لخدمات المروحيات (HeliService) طائرات الهليكوبتر التي توفرها شركة “ليوناردو إس بي إيه” ( Leonardo S.p.a)، لتحلّق باستعمال وقود تبلغ نسبة الوقود المستدام فيه 40%.

وستتولى شركة “دي سي سي آند شل أفييشن دنمارك” (DCC & Shell Aviation Denmark) مسؤولية توفير ذلك الوقود النظيف، بحسب البيان الصحفي الذي نشرته شركة فيستاس عبر موقعها الإلكتروني الرسمي.

ويقترب ذلك المزيج من أعلى نسبة خلط ممكنة مسموح بها في الوقت الحاضر، كما أن التجربة هي الأولى التي تُستعمل فيها مروحيات مزوّدة بمثل تلك النسبة العالية من وقود الطيران المستدام في مرحلة كاملة من بناء مزرعة رياح بحرية.

خطط فيستاس للإستدامة

من شأن المشروع الجديد أن يخفّض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 32% للرحلة الواحدة، مقارنة باستعمال الوقود التقليدي.

وفور الانتهاء منها، ستقيّم شركة فيستاس نتائج التجربة التي تتماشى مع إستراتيجية الاستدامة للشركة الدنماركية، التي تستهدف تحقيق الحياد الكربوني لعملياتها بحلول عام 2030، وكذلك خفض الانبعاثات في سلاسل التوريد بنسبة 45% لكل ميغاواط/ساعة تُنتجها توربينات الرياح.

وفي هذا السياق، سلّطت الضوء على الحاجة لتطوير حلول جديدة ليصبح قطاع الرياح البحرية محايدًا للكربون، ومنها وقود الطيران المستدام.

وثمّن النائب الأول للرئيس ومدير الإنشاءات في فيستاس بشمال ووسط أوروبا كيران والش تجربة شركته لاستعمال وقود الطيران المستدام في تسيير مروحيات نقل العمال خلال تركيب توربينات الرياح البحرية، وقال: “إنها مبادرة أخرى تواصل من خلالها فيستاس تنفيذ إستراتيجيتها للاستدامة”.

ولفت إلى الحاجة الكبيرة لتقديم حلول أكثر استدامة خلال بناء مزارع الرياح البحرية وتشغيلها، مضيفًا أن إمكان استعمال وقود الطيران في العمليات البحرية “كبير، ويسعدنا زيادة استغلال تلك الإمكانات”.

علامة فارقة

يقول مدير الإستراتيجيات والاستدامة في شركة “دي سي سي آند شل أفييشن دمارك” سون بيترسن، إن تسليم وقود الطيران المستدام إلى مطار روسكيلد في الدنمارك الذي سيكون بمثابة قاعدة للمروحيات المشاركة بمشروع فيستاس التجريبي يمثّل علامة فارقة أخرى في جهود شركته لدعم الطلب المتزايد على بدائل لوقود الطيران التقليدي.

وأضاف أنه “خطوة مبدئية” نحو إدخال وقود الطيران المستدام في مزيج وقود المروحيات، ليس في الدنمارك فحسب، بل في أوروبا عمومًا.

كما يقول الرئيس التنفيذي لشركة هيلي سرفيس أوليفر فريلاند، إن قرار فيستاس باستعمال وقود الطيران المستدام لرحلات تغيير الطواقم “يُظهر التزامنا المشترك بالعمل بصورة أكثر استدامة فيما يتعلق بالحدّ من غاز ثاني أكسيد الكربون”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..