حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن الطموحات الحالية للبلدان وخطط التنفيذ الخاصة بتحول الطاقة ليست كافية لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030.
وسلّطت الوكالة الدولية الضوء على الحاجة الملحّة للبلدان لمراجعة إسهاماتها المحددة وطنيًا لتسريع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وفق تقرير اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ولدى الحكومات فرصة حاسمة لإحراز تقدّم كبير، خلال الأشهر المقبلة، نحو تحقيق هدف مؤتمر كوب 28 لمضاعفة الطاقة المتجددة، والتخفيف من آثار تغير المناخ، مع الاستعداد لقمّة المناخ كوب 29 في أذربيجان خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وترى وكالة الطاقة الدولية أن خطط الطاقة النظيفة في العالم ما تزال أقل بمقدار الثلث تقريبًا عمّا هو مطلوب للوصول إلى هدف الطاقة المتجددة لعام 2030.
فجوة كبيرة في الأهداف
ذكرت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير صادر اليوم الثلاثاء 4 يونيو/حزيران 2024، أنه رغم أهمية الطاقة المتجددة في تحقيق الأهداف الدولية للطاقة والمناخ، فإن العديد من البلدان لم تذكر صراحةً أهدافها لعام 2030 فيما يتعلق بقدرات الطاقة المتجددة المركبة في إسهاماتها المحددة وطنيًا (NDCs) بموجب اتفاقية باريس.
ووفقًًا للوكالة، فإن الالتزامات الرسمية في الإسهامات المحددة وطنيًا تصل حاليًا إلى 1300 غيغاواط من الطاقة المتجددة المركبة بحلول عام 2030، وهو ما يمثّل 12% فقط من المطلوب لتحقيق هدف مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات على مستوى العالم، والذي حُدِّدَ في كوب 28.
ومع ذلك، يكشف تحليل وكالة الطاقة الدولية لكل دولة على حدة أن الطموحات المحلية للحكومات أعلى من ذلك بكثير، مع قدرة عالمية محتملة تبلغ 8 تيراواط بحلول عام 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وهذا يعني أنه إذا أدرجت البلدان جميع سياساتها وخططها وتقديراتها الحالية في إسهاماتها المحددة وطنيًا -التي ستتضمن طموحات محدّثة لعام 2030 وأهدافًا جديدة لعام 2035، والمقرر تقديمها في 2025- فإنها ستمثّل 70% مما هو مطلوب بحلول عام 2030 للوصول إلى هدف مضاعفة القدرة المركبة من الطاقة المتجددة عالميًا 3 مرات بحلول 2030، أي 11 تيراواط.
ووفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية، هناك فجوة كبيرة بين التعهدات الوطنية الحالية بشأن المناخ والحاجة الملحّة للتصدي للاحتباس الحراري، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي حين إن البلدان قد أحرزت تقدمًا بالفعل، فإنها ما تزال بحاجة إلى مراجعة إسهاماتها المحددة وطنيًا لتتماشى مع طموحاتها المحلية الحالية، وتحتاج إلى تسريع وتيرة التنفيذ لتحقيق المستهدف العالمي.
التحول نحو الطاقة المتجددة
يشهد العالم تحولًا كبيرًا نحو مصادر الطاقة المتجددة، إذ يتبنى العديد من البلدان الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح لبناء أنظمة طاقة أكثر مرونة مع انبعاثات أقل.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن القدرة العالمية للطاقة المتجددة قد نمت بشكل كبير، إذ تضاعفت القدرة المضافة سنويًا 3 مرات منذ توقيع اتفاقية باريس في عام 2015، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ويُعزى هذا النمو الملحوظ إلى دعم السياسات، ووفورات الحجم، والتقدم التقني، ما أدى إلى انخفاض أكثر من 40% في تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح، ما جعلها قادرة على المنافسة أمام الوقود الأحفوري.
وفي عام 2023، وصلت إضافات الطاقة المتجددة العالمية إلى 560 غيغاواط، وهو ما يمثّل زيادة مذهلة بنسبة 64% على أساس سنوي منذ عام 2022.
و كانت الصين أكبر مساهم في هذا النمو، إذ دفعت جهودها للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون سوقَ الطاقة المتجددة العالمية إلى الأمام.
التحديات الرئيسة
سلّط تقرير وكالة الطاقة الدولية الضوء على أهمية معالجة التحديات الرئيسة في قطاع الطاقة المتجددة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وعلى الرغم من التقدم المحرَز، ما تزال البلدان تواجه عقبات مثل أوقات الانتظار الطويلة للحصول على تصاريح المشروعات، وعدم كفاية الاستثمار في البنية التحتية للشبكات، وارتفاع تكاليف التمويل، وبشكل خاص في الاقتصادات النامية والناشئة.
وللتغلب على هذه العقبات، تقترح وكالة الطاقة الدولية إجراءات ضرورية، مثل إمكان أن يساعد تحسين رؤية السياسات طويلة الأجل، ودعم المشروعات في مرحلة ما قبل التطوير، وخفض مخاطر الأسعار والتضخم وسعر الصرف، في تقليل تكاليف التمويل وتحسين قابلية تمويل مشروعات الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..