اقرأ في هذا المقال

  • مشروع الرويس يضاعف إنتاج الإمارات من الغاز المسال 3 مرات.
  • الموقع الجغرافي للمشروع يتيح الوصول للأسواق الآسيوية والأوروبية.
  • يوفّر “الرويس” مصدرًا بديلًا للغاز المسال عالميًا بعيدًا عن أميركا وقطر.
  • الطاقة الإنتاجية الملتزَم ببيعها من مشروع الرويس ترتفع لـ70%.

يُعَد مشروع الرويس للغاز المسال إحدى الأدوات الرئيسة لدولة الإمارات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وزيادة صادراتها، بالتوازي مع مساهمته في تقليل الانبعاثات الضارة، كونه إحدى أقل المنشآت انبعاثًا بالعالم.

ويأتي المشروع ضمن جهود الإمارات لاستغلال الغاز غير التقليدي الذي اكتشفت منه كميات ضخمة، مع تنفيذ مخطط للاستفادة منه منذ عام 2016، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن).

وتستهدف البلاد الوصول إلى هدف الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول عام 2030، ورفع نسبته في مزيج الطاقة إلى 38% في عام 2050، بالإضافة إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045.

وفي عام 2023، نجحت الإمارات بدعم من الموارد غير التقليدية المكتشفة في زيادة احتياطيات الغاز الطبيعي إلى 289.92 تريليون قدم مكعبة (8.213 تريليون متر مكعب)، مقابل 289.57 تريليون قدم مكعبة (8.203 تريليون متر مكعب) خلال 2022.

وهناك 3 عوامل تجعل مشروع الرويس للغاز المسال جاذبًا للشركات العالمية، نسردها كالتالي:

1- خصائص مميزة لمشروع الرويس

من المتوقع أن يؤدي مشروع الرويس للغاز المسال إلى مضاعفة إنتاج الإمارات من الغاز المسال بمقدار 3 أضعاف تقريبًا؛ إذ يتكوّن من خطّين لإسالة الغاز بطاقة 4.8 مليون طن سنويًا (6.52 مليار متر مكعب) لكل خط بإجمالي 9.6 مليون طن سنويًا (13.05 مليار متر مكعب).

يُشار إلى أن صادرات الإمارات من الغاز المسال قد ارتفعت بنسبة 7% تقريبًا خلال أول 6 أشهر من 2024، لتصل إلى 2.86 مليون طن، مقابل 2.68 مليون طن في المدة نفسها من 2023، وفق تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في النصف الأول من 2024، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.

وترى شركة أبحاث الطاقة المتخصصة وود ماكنزي، أن المشروع يمتلك العديد من الخصائص جعلته جاذبًا لشركات النفط العالمية، وهو ما دفع 4 من كبرى الشركات للحصول على حصص في المنشأة.

منشأة نفطية – الصورة من موقع شركة أدنوك

ومن أبرز ما يميز مشروع الرويس للغاز المسال الموقع الجغرافي الذي يتيح الوصول إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية؛ إذ يقع في مدينة الرويس الصناعية بإمارة أبوظبي.

ومن المقرر أن يستفيد المشروع من البنية التحتية القائمة حاليًا في مدينة الرويس الصناعية، التي تشهد تنفيذ مشروعات منظومة تعزيز الصناعية بقطاع التكرير وصناعة البتروكيماويات.

ومن أبرز خصائص المشروع -كذلك- تميزه بانبعاثات منخفضة، وتوافقه مع الهدف العالمي لتحقيق الحياد الكربوني؛ إذ من المقرر تغذيته من الكهرباء النظيفة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة والنووية.

ومن المقرر -أيضًا- أن يستفيد مشروع الرويس للغاز المسال من أحدث التقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على خفض الانبعاثات وزيادة الكفاءة؛ ما يجعله إحدى أقل منشآت الغاز الطبيعي المسال من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية عالميًا.

2- زيادة جاذبية الغاز الإماراتي

يُصنَّف مشروع الرويس بأنه سيكون أول منشأة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعمل بالطاقة النظيفة.

ويُسهِم ذلك في زيادة جاذبية صادرات الإمارات من الغاز المسال منخفض الانبعاثات عالميًا، ويدعم إستراتيجيات شركات النفط العالمية لتقليل الانبعاثات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومع أن غالبية الإمدادات العالمية الجديدة من الغاز المسال ستأتي من الولايات المتحدة وقطر، ترى وود ماكنزي أن مشروع الرويس سيجعل الإمارات مصدرًا بديلًا لإمدادات بعيدًا عن الولايات المتحدة وقطر.

ومن المقدر أن ترفع منشأة الرويس للغاز المسال عند تشغيلها في 2028، الطاقة الإنتاجية لشركة أدنوك من الغاز لـ15 مليون طن متري سنويًا (20.4 مليار متر مكعب)، مقابل إجمالي الإنتاج الحالي البالغ 6 ملايين طن متري سنويًا (8.16 مليار متر مكعب).

وكانت الإمارات قد نجحت في توقيع العديد من صفقات تصدير إنتاج مشروع الرويس للغاز المسال عند تشغيله، وفقًا لما ترصده وحدة أبحاث الطاقة في الإنفوغرافيك التالي:

مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات

3- “الرويس” يدعم الشركاء العالميين

شهد شهر يوليو/تموز 2024، انضمام 4 شركات نفط عالمية إلى أدنوك الإماراتية لتنفيذ مشروع الرويس للغاز المسال منخفض الانبعاثات، الذي جاء بعد قرار الاستثمار النهائي الذي اتّخذته أدنوك في يونيو/حزيران الماضي.

وفي 10 يوليو/تموز 2024، وقّعت أدنوك اتفاقية مع بي بي البريطانية، وميتسوي وشركاه اليابانية، وشل العالمية متعددة الجنسيات، وتوتال إنرجي الفرنسية، حصلت هذه الشركات بموجبها على حصة 10% لكل منها في مشروع الرويس، في حين تحتفظ أدنوك بحصة الأغلبية بنسبة 60%.

وفي الوقت نفسه، وقّعت أدنوك اتفاقيات منفصلة لبيع مليون طن متري سنويًا لشل، وبيع 0.6 مليون طن متري سنويًا لشركة ميتسوي وشركاه؛ الأمر الذي يرفع الطاقة الإنتاجية الملتزَم ببيعها من مشروع الرويس إلى 70%.

وترى شركة الأبحاث وود ماكنزي أن المنشأة الإماراتية ستسمح لشركة توتال إنرجي بالتكامل مع أصولها في الإمارات، وهو الأسلوب الذي تستعمله الشركة الفرنسية لتنمية أعمالها في الغاز المسال عالميًا.

ومن المتوقع أن يساعد مشروع الرويس للغاز المسال في تعويض توتال إنرجي عن فقدانها الإمدادات من مشروع أركتيك للغاز المسال “Arctic LNG 2” في روسيا، وكذلك الخسائر المحتملة من مشروع يامال للغاز المسال في حالة زيادة العقوبات على موسكو.

بينما تمثل منشأة الرويس أول مساهمة لشركة بي بي البريطانية في مشروع للغاز المسال منذ أن قررت الشركة في عام 2020 خفض إنتاجها من النفط والغاز بنسبة 40% بحلول 2030، مقارنة بمستويات إنتاج 2019، وهو الهدف الذي خفّضته العام الماضي إلى 25%.

توقيع اتفاق لانضمام شركاء عالميين إلى مشروع الرويس
مراسم توقيع انضمام الشركات العالمية – الصورة من أدنوك

وفي الوقت نفسه، يُعَد مشروع الرويس بمثابة خطوة جديدة لشركة شل في تنمية أعمالها بمجال الغاز الطبيعي بنسبة بين 20% و30% بحلول عام 2030.

وكانت شل قد عبّرت -كذلك- عن حاجتها إلى الغاز الطبيعي المسال في تحوّل الطاقة، وهو ما يوفّره مشروع الرويس للغاز المسال.

وهذا التوجه تتفق معه شركة ميتسوي وشركاه اليابانية؛ إذ تعد الانبعاثات المنخفضة لمشروع الرويس أحد المحركات الرئيسة للشركة اليابانية في المساهمة بالمشروع؛ إذ ترى أن الغاز المسال جزء لا يتجزأ من تحول الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.