يواصل إنتاج النفط في ليبيا تحقيق معدلات مرتفعة منذ استئنافه في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي تخطت مستويات ما قبل أزمة إغلاق الحقول والمواني.

ووفقًا لتحديثات قطاع النفط والغاز الليبي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بلغ إنتاج النفط الليبي مليونًا و332 ألفًا و924 برميلًا من النفط الخام والمكثفات يوميًا، في حين بلغ إنتاج الغاز نحو 181 ألفًا و552 برميلًا مكافئًا يوميًا.

وتخطط مؤسسة النفط لزيادة إنتاج النفط في ليبيا إلى نحو مليوني برميل يوميًا، مستهدفةً الوصول إلى معدل إنتاج يبلغ مليونًا و400 ألف برميل يوميًا من النفط والمكثفات، بحلول نهاية العام الجاري (2024).

وتعمل مؤسسة النفط الليبية على حفر آبار جديدة وإجراء عمليات الصيانة اللازمة للآبار المُنتجة، بالإضافة إلى إعادة تشغيل الحقول التي دُمرت على يد الجماعات المتطرفة.

خطة زيادة إنتاج النفط في ليبيا

قال مدير الإنتاج بمؤسسة النفط الليبية أنور عقيل، إن المؤسسة تعمل على تنفيذ خطة تستهدف رفع القدرة الإنتاجية والوصول بإنتاج النفط في ليبيا إلى معدل مليوني برميل يوميًا.

وتتضمّن خطة المؤسسة الوطنية للنفط تنفيذ عدد من البرامج؛ منها حفر ما يزيد على 150 بئرًا جديدة، وتنفيذ أعمال صيانة في أكثر من 1300 بئر، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشروعات التي ستسهم في رفع القدرة الإنتاجية.

وأضاف عقيل، في مقطع مصوّر رصدته منصة الطاقة المتخصصة، أن المؤسسة نجحت، إلى حد كبير، في تنفيذ هذه الخطة؛ ما يتجسّد في وصول الإنتاج إلى أكثر من مليون و336 ألف برميل من النفط والمكثفات يوميًا.

وتابع: “تستهدف المؤسسة وصول إنتاج ليبيا من النفط والمكثفات إلى مستوى مليون و400 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية العام الجاري (2024)”.

وأوضح عقيل أن مؤسسة النفط تعمل على إعادة تشغيل الحقول التي دمّرتها الجماعات المتطرفة، مثل الظهرة، والباهي، والمبروك، والطهارة، بالإضافة إلى عدد من المحطات في منطقة 74 غرب حوض سرت، بطاقة إنتاجية إجمالية تزيد على 50 ألف برميل يوميًا.

وأضاف: “لأجل الوصول إلى مستهدفات زيادة إنتاج ليبيا من النفط يتطلب الأمر الاستمرار في تسييل الميزانيات المطلوبة، سواء كانت ميزانيات عادية أو استثنائية خاصة بزيادة القدرة الإنتاجية”.

حقل الظهرة

يُعَد حقل الظهرة، الواقع جنوب غرب مدينة سرت، أحد أقدم الحقول النفطية في ليبيا، وأول حقل منتج للنفط بكميات تجارية تكتشفه شركة الواحة للنفط -شركة مشاركة بين المؤسسة الوطنية للنفط وتوتال إنرجي وكونوكو فيليبس وهيس- عام 1958.

في عام 1962 بدأ الإنتاج من أوّل بئر في حقل الظهرة، وكان إنتاجه يبلغ نحو 120 ألف برميل يوميًا حتى عام 2015؛ إذ تعرّض لعمليات تدمير أدت إلى خروجه عن العمل تمامًا بفعل الهجمات المتكررة التي دارت في الحقل والمناطق المحيطة به من جانب الجماعات المتطرفة، التي طالت جميع مرافقه الإنتاجية والخدمية.

وبالإضافة إلى عمليات التدمير، تعرض الحقل لأعمال نهب وتخريب ممنهجة لِما تبقّى من محتوياته من آليات ومعدات وقطع غيار.

وفي 17 أغسطس/آب 2022، أعلنت شركة الواحة للنفط بدء التشغيل التجريبي للمحطة بي إل 5-1 (PL5-1)، والمحطة الرئيسة بحقل الظهرة، متوقعةً وصول إنتاج الحقل إلى ما بين 8 آلاف و10 آلاف برميل يوميًا، بحسب بيان نشرته في موقعها الرسمي.

وفي 19 يناير/كانون الثاني 2023، أعلنت شركة الواحة للنفط دخول المحطة بي إل 7-2 (PL7-2) إلى العمل، وزيادة الإنتاج بحقل الظهرة النفطي، في إطار خطط وبرامج إعادة إعمار وتطوير حقول الامتياز 32.

حقل المبروك

يقع حقل المبروك النفطي في الامتياز “سي 17” الشاطئ في الجزء الغربي من حوض سرت، على بعد 130 كيلومترًا جنوب سرت ونحو 30 كيلومترًا غرب منشآت إنتاج الباهي التابعة لشركة الواحة للنفط، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني لشركة مبروك.

ومثلما حدث في حقل الظهرة، تعرض حقل المبروك، في فبراير/شباط عام 2015، لهجوم عنيف من الجماعات المتطرفة تسبّب في تدمير البنى التحتية للحقل، وتوقّفه لسنوات طويلة.

آثار الهجوم على حقل المبروك النفطي عام 2015 – الصورة من مؤسسة النفط

وقبل الاعتداء على الحقل وتدميره، كانت مؤسسة النفط الليبية تتولى إدارته، بينما كانت شركة توتال إنرجي الفرنسية تتولى عمليات الإنتاج والتسويق.

وقبل الهجوم عليه، سجّل إنتاج حقل المبروك النفطي، قرابة 34 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، إلّا أن المعارك تسببت في خسائر ضخمة للحقل، قدّرتها المؤسسة الوطنية للنفط بنحو 575 مليون دولار.

وتتواصل جهود إعادة إدخال حقل المبروك إلى الخدمة بعد إعادة تأهيله، إذ بدأت عمليات ترميم وصيانة خطوط الألياف البصرية “فايبر أوبتك” في الحقل في عام 2021، وفق تعاقد بين مؤسسة النفط الليبية وشركة الجيل الجديد يقضي بربط جميع الحقول النفطية بشبكة اتصالات الألياف البصرية، بتنفيذ شركة البنية المتطورة.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط فرحات بن قدارة، إن شركة “مبروك” للعمليات النفطية تمكنت من إعادة تأهيل الحقل بعد تعرُّضه للدمار، وأجرت عمليات صيانة لبعض الآبار فيه.

وأضاف بن قدارة أن الشركة تدرس عروض معدلات الإنتاج المبكر بمقدار 25 ألف برميل يوميًا، متوقّعًا عودة حقل المبروك للإنتاج خلال العام الجاري 2024، بعد اكتمال عمليات تأهيله، ستسهم في دعم إنتاج ليبيا من النفط.

حقل الطهارة

يقع حقل الطهارة النفطي في منطقة الحمادة شمال حوض غدامس، على بعد نحو 250 كيلو مترًا جنوب العاصمة الليبية طرابلس، ويتكون من 6 مربعات نفطية، وتتولى شركة الخليج العربي للنفط تشغيله.

في عام 2005، بدأت شركة الخليج العربي للنفط عمليات الحفر للبئر “إيه 1” و”إن سي 4″، بعد الانتهاء من المسوحات السيزمية والدراسات الجيولوجية التي أُجريت في هذا الامتياز، إذ أعطت الاختبارات التي أجريت نتائج مشجعة، أثبتت وجود النفط والغاز في عدّة طبقات.

وتواصلت أعمال التنقيب حتى عام (2010) في عدّة آبار حُفِرَت، وهي “إيه 1، وإيه 2، وإيه 3، وإيه4، وإيه 5، وإيه 6، وإيه 7، وبي 1، سي1، ودي 1″، وأعطت غالبية الآبار نتائج جيدة في احتوائها على مواد هيدروكربونية، ما عدا البئر إيه 3، التي قُيّمت على أساس أنها بئر جافة.

حقل الطهارة النفطي
جانب من حقل الطهارة النفطي – الصورة من مؤسسة النفط الليبية

وفي فبراير/شباط عام 2022، افتتحت مؤسسة النفط الليبية حقل الطهارة النفطي، بقدرة إنتاجية تبلغ 2500 برميل يوميًا.

وقالت شركة الخليج العربي، حينها، إن برنامج تطوير الحقل يستهدف إنتاج 14 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، وغاز طبيعي بمعدل 6 ملايين قدم مكعبة يوميًا، مضيفة أن التقديرات تشير إلى إمكان تحقيق معدلات إنتاج تصل إلى 40 ألف برميل يوميًا من خلال حفر آبار إضافية.

حقل الباهي

يعد حقل الباهي النفطي أحد الحقول النفطية المهمة التي كانت تدعم إنتاج ليبيا من النفط، ويقع جنوب غرب مرادة بنحو 175 كيلومترًا.

ومثلما حدث في حقلي الظهرة والمبروك، تعرض حقل الباهي في فبراير/شباط عام 2015 لهجوم عنيف من الجماعات المتطرفة تسبب في تدمير البنى التحتية للحقل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.