يمر الاقتصاد العالمي بحالة من التخبط الشديد وسط توترات جيوسياسية عميقة ومعقدة مع حذر المستثمرين في تحركاتهم.
وفي هذه الأوقات يلجأ أصحاب المالي إلى حفظ أموالهم في المعادن خاصة الذهب والفضة حيث أن قيمة المعدن الأصفر لا تقل مع مرور الزمن.
وفي أغسطس 2024، تجاوز سعر الذهب 2500 دولار للأوقية للمرة الأولى على الإطلاق.د ويأتي ذلك في أعقاب اختراق آخر لسقف الأسعار، عندما تجاوز الذهب 2400 دولار للأوقية في أبريل.
كما أنه من المؤكد أن العملات المشفرة شهدت عامًا رائعًا أيضًا فاعتبارًا من 20 أغسطس، ارتفعت قيمة البيتكوين بنسبة 133% على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية.
ما هو الاستثمار الأفضل؟
ضع في اعتبارك هذه الأسباب التي تدفعك إلى التمسك بالمعدن الأصفر بدلاً من المضاربة على العملات المشفرة.
1. تاريخ يمتد لآلاف السنين
لقد بدأ البشر في استخدام الذهب كمخزن للقيمة منذ أن بدأنا في استخدام المال بدلاً من المقايضة.
واعتبر شعب الإنكا الذهب ثمينًا قبل فترة طويلة من ظهور الإسبان بحثًا عنه وينطبق نفس الشيء على كل حضارة تقريبًا في تاريخ العالم.
ولم يمض على وجود عملة البيتكوين أكثر من 15 عامًا، حيث تم إنشاؤها في عام 2009 وهذا هو السبب على وجه التحديد وراء اندفاع المستثمرين إلى الذهب عندما ينقلب العالم رأسًا على عقب.
2. التحوط ضد المخاطر الجيوسياسية
عندما يشعر المستثمرون بالفزع من الأحداث الجيوسياسية، فإنهم يحركون أموالهم من الأسهم إلى الذهب.
ويُعتَقَد هذا الأمر كحقيقة مفترضة بين المستثمرين، وتدعمه أيضًا الدراسات الموثوقة.
وعندما غزت روسيا أوكرانيا لأول مرة في فبراير 2022، قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2020 حيث يظل الذهب الملاذ الآمن النهائي.
3. خطر السرقة ضئيل (عند التخزين بشكل احترافي)
على الرغم من مشهد السرقة المعتاد في هوليوود، فإن اللصوص عادة لا يكتفون بحفر خزائن تخزين الذهب وسرقة الملايين.
عندما تقوم بتخزين معدنك في منشأة تخزين الذهب، فإن ودائعك عادة ما تكون مؤمنة.
4. التحوط ضد مخاطر الركود
خلال فترة الركود الكبير، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 50% في ستة أشهر، وفقًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا وارتفع سعر الذهب.
في واقع الأمر، لم يحتفظ الذهب بقيمته وارتفع في عام 2008 فحسب ــ كما أوضح مكتب إحصاءات العمل ــ بل ارتفع بنسبة 12.8% في عام 2009، و27.4% في عام 2010.
5. منصات جديدة تقدم عائدًا على الدخل من الذهب
إن أحد الانتقادات الكلاسيكية الموجهة إلى الذهب باعتباره استثماراً يتعلق بافتقاره إلى الإيرادات فهو لا يدفع فوائد، أو أرباحاً، أو إيجارات ـ أو دخلاً من أي نوع.
ولكن هذا بدأ يتغير ففي السنوات الأخيرة، بدأت المنصات والصناديق في السماح لأصحاب الذهب بإقراض ذهبهم للشركات العاملة في الصناعات التي تحتاج إليه ويحصل أصحاب الذهب على فائدة مدفوعة ــ بالذهب.
وهذا يغير المحادثة بأكملها حول الذهب، من المضاربة على الأسعار فحسب إلى قدرته على توليد إيرادات حقيقية.
6. فائدة أكبر
كما ذكرنا، للذهب استخدامات عديدة في العالم الحقيقي حيث قد يستخدمه الناس كعملة فعلية وتسك الحكومات العملات المعدنية به.
ولكن الشركات تستخدمه أيضًا في طب الأسنان، وفي الإلكترونيات، وفي المجوهرات وغيرها من السلع الفاخرة ــ فضلاً عن التطبيقات الصناعية وبعبارة أخرى، يتمتع بقيمة جوهرية خارج نطاق الاستثمار الآمن.
ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الذهب سوف يتفوق على الاستثمارات التقليدية مثل الأسهم أو العقارات ولكن الذهب كان دوماً بمثابة وسيلة للتحوط ضد المخاطر وعدم اليقين، ويمكنك أن تتوقع استمراره في القيام بذلك.