انخفضت أسهم شركة طاقة متجددة في تايلاند بنسبة 30% عند افتتاح التعاملات صباح اليوم الأربعاء (17 يوليو/تموز 2024)، بعد مزاعم احتيال أضرّت بسمعة الشركة على نحو ملحوظ.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تلقت إنرجي أبسولوت (Energy Absolute) ضربة مماثلة في ختام التداول أمس الثلاثاء (16 يوليو/تموز 2024)، وهو أول يوم كامل من التداول لشركة الطاقة المتجددة منذ اتهام أكبر اثنين من مسؤوليها التنفيذيين بالاحتيال من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصة التايلاندية (SEC).
وجرى تعليق تداول أسهم شركة إنرجي أبسولوت بعد ظهر يوم الإثنين (15 يوليو/تموز 2024) من قبل بورصة تايلاند، ولكن رُفع الحظر صباح يوم الثلاثاء (16 يوليو/تموز 2024).
وجرى تداول الأسهم عند 6.40 بات تايلاندي (0.18 دولارًا أميركيًا) عند نقطة واحدة اليوم الأربعاء، أي ما يقرب من نصف قيمتها عند إغلاق يوم الجمعة (12 يوليو/تموز 2024).
*(البات التايلاندي = 0.028 دولارًا أميركيًا)
شركة الطاقة المتجددة التايلاندية
في مساء الجمعة (12 يوليو/تموز 2024)، اتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصة الرئيس التنفيذي سومفوت أهوناي، والمدير المالي أمورن سوبثاويكول، بالتواطؤ في أنشطة احتيالية.
أما المتهم الثالث، وهو فورنليرت تيتشاراتانوباس، فلا يشغل أي منصب في شركة الطاقة المتجددة التايلاندية.
ووصف سومفوت هذا التطور بأنه تحول “غير متوقع” للشركة الرائدة في توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في تايلاند، التي انتقلت مؤخرًا إلى إنتاج السيارات الكهربائية لوسائل النقل العام وبطاريات الليثيوم أيون ومحطات الشحن.
واستقال هو وأمورن من منصبيهما، وعيّن مجلس إدارة “إنرجي أبسولوت” يوم الأحد رئيس مجلس الإدارة سومشينوك إنغتراكول في منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة، وفاسو كلومكليانغ في منصب المدير المالي بالإنابة.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تزعم هيئة الأوراق المالية والبورصة أن الـ3 اختلسوا 3.4 مليار بات (94.6 مليون دولار) بين عامي 2013 و2015 فيما يتعلق بشراء المعدات والبرمجيات من الخارج، من خلال شركتين تابعتين تديران مشروعات محطات الطاقة الشمسية.
وقالت هيئة الأوراق المالية والبورصات، إنها تلقت شكوى في عام 2016، لكن “التحقيق المعقد” تضمن جمع الأدلة والوثائق من الجهات التنظيمية الأجنبية والسماح للمشتبه بهم بتقديم بيانات وتوضيحات.
وسيقرر المدعي العام ما إذا كان سيجري توجيه اتهامات ضد المشتبه بهم الـ3، بحسب ما نقلته منصة “آسيا نيكاي” (Asia Nikkei).
وينص قانون الأوراق المالية التايلاندي على فرض عقوبة تتراوح بين 5 و10 سنوات على مديري الشركات الذين تثبت إدانتهم بالاحتيال، وغرامة تساوي ضعف الفوائد التي حصلوا عليها.
تسوية ديون شركة الطاقة المتجددة
قال مجلس إدارة “إنرجي أبسولوت”، يوم الأحد (14 يوليو/تموز 2024)، إن شركة الطاقة المتجددة التايلاندية ستكون قادرة على سداد ديونها المستحقة في الربعين الثالث والرابع من عام 2024 البالغة 3.2 مليار بات (89 مليون دولار)، على شكل قروض من المؤسسات المالية و5.5 مليار بات (153 مليون دولار) على شكل سندات.
وسيُسدد الدين من خلال التدفق النقدي من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وخطوط الائتمان الاحتياطية من المؤسسات المالية.
وقال مجلس الإدارة، إن الشركة تخطط -أيضًا- لتقديم سندات إضافية لخدمة ديونها، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
حتى قبل اتهام هيئة الأوراق المالية والبورصات، كانت أسهم “إنرجي أبسولوت” قد انخفضت بالفعل بنسبة 76% عن العام السابق (2023) مع تزايد قلق المستثمرين بشأن تدفقاتها النقدية.
وفي العام الماضي وحده (2023)، أصدرت “إنرجي أبسولوت” سندات بقيمة 17 مليار بات (473 مليون دولار) في بيئة ذات أسعار فائدة مرتفعة، لتمويل مشروعاتها في مجال السيارات الكهربائية.
ورغم ذلك، لم تحقق أرباحًا بعد توريد 1200 حافلة لحكومة مدينة بانكوك، وتلقي طلبات من البطاريات الصينية صانعي إي في إي (EVE) وسنودا (Sunwoda).
واضطر “سومفوت” إلى بيع الأسهم المتعهد بها حتى مع انخفاض قيمتها العام الماضي (2023)؛ ما أدى إلى انخفاض صافي ثروته إلى النصف، إلى 1.6 مليار دولار.
مشكلات شخصية
أشارت تقارير وسائل الإعلام المحلية إلى أن زوجة سومفوت السابقة بلانكا هوانغ، قدمت معلومات إلى لجنة الأوراق المالية والبورصة.
وفي مارس/آذار 2022، نشرت “هوانغ” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” المستندات والشهادات الشخصية المتعلقة بـ”إنرجي أبسولوت”، بما في ذلك بيع الأسهم التي كانت تملكها هي وأطفال سومفوت، وتحويلات مبالغ ضخمة إلى حسابات خارجية، يُزعم أنها من قبل سومفوت.
وفي مؤتمر صحفي عُقد يوم الإثنين (15 يوليو/تموز 2024)، اعتذر سومفوت عن أن مشكلاته الشخصية أثرت في الثقة بالشركة، ودافع عن أداء “إنرجي أبسولوت” وسجلها الحافل.
ونفى أن تكون المزاعم ضد الشركة مماثلة لتلك الموجهة ضد شركة صناعة الأسلاك ستارك كورب (Stark Corp)، التي اتُهم مديروها بالاحتيال على المستثمرين بأكثر من 14 مليار بات (389.6 مليون دولار) عن طريق تزوير البيانات المالية المقدمة لعروض السندات.
وقال سومفوت: “كيف يمكننا أن نكون مثل ستارك عندما نتمكن من إنشاء ابتكارات يعترف بها الجميع؟ لدينا أصول ذات قيمة مناسبة.. ولدينا أداء.. وما تزال إيراداتنا تأتي كل شهر، تمامًا كما تشرق الشمس وتهب الرياح”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..