تواصل روسيا خططها لتعزيز حركة النقل البحري في ممر الملاحة الشمالي، الذي يوصف بأنه بديل قناة السويس، إذ يعدّ أقصر طريق لربط أوروبا بآسيا.

وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستهدف روسيا بناء أسطول ناقلات ضخم، بالتعاون مع الصين، مخصص لحركة الملاحة في الممر الشمالي.

وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط الروسية، إيغور سيتشين، عن استعداد موسكو بالتعاون مع شركات صينية لبناء أسطول من ناقلات النفط وتسييره عبر ممر الملاحة الشمالي الذي أطلقته روسيا، ويُنظر إليه بوصفه بديل قناة السويس المصرية.

وتخطط روسيا منذ سنوات طويلة لبناء أقصر طريق ملاحي يربط بين أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما يُعرف بمشروع طريق بحر الشمال، ويُطلق عليه أحيانًا الممر الشمالي الشرقي.

وتستغل موسكو التوترات الحالية في البحر الأحمر، وتحويل معظم الشحنات مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، في دعم خططها نحو تعزيز حركة الملاحة في المسقبل عبر الممر الشمالي.

ممر الملاحة الشمالي

قال سيتشين، في كلمته خلال منتدى أعمال الطاقة الروسي الصيني المنعقد حاليًا في موسكو: “لشحن موارد الطاقة عبر ممر الملاحة الشمالي، هناك حاجة لأسطول ناقلات من النوع الجليدي العالي، ويمكن إنشاء هذا الأسطول بالتعاون مع شركات بناء السفن الصينية”، حسبما ذكر موقع روسيا اليوم.

ويمكن لمشروع الممر الشمالي، الذي يُنظر إليه على أنه بديل قناة السويس، أن يختصر المسافة المقطوعة بنسبة 50% مقارنة بممرات الشحن الدولية الحالية، لا سيما قناة السويس وقناة بنما.

وتأتي أهمية مقترح روسنفط في حين أصبح بالإمكان إبحار السفن على مدار العام، على طول ممر الملاحة الشمالي، الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.

ويمتد ممر الملاحة الشمالي عبر الدائرة القطبية الشمالية، ويربط المحيطين الأطلسي والهادئ، ويعدّ أقصر طريق مائي بين الجزء الأوروبي من روسيا والشرق الأقصى، ويقع بالكامل داخل المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة لروسيا.

وتخطط موسكو لاستعمال الممر لتصدير النفط والغاز، ومن المتوقع أن يصبح طريقًا تجاريًا رئيسًا بين أوروبا وآسيا، وقد يكون بديل قناة السويس.

يوضح الرسم التالي-أعدّته منصة الطاقة- خريطة ممر الملاحة الشمالي، والمسافة بين آسيا وأوروبا من خلاله مقارنة بقناة السويس:

دعم هندي

يأتي المقترح الروسي في وقت تبحث فيه موسكو ونيودلهي استغلال ممر الشمال وإطلاق خط نقل دولي باستغلال مواني شرقي روسيا على المحيط الهادئ.

وتخطط روسيا والهند إلى إطلاق أول خط للترانزيت البري من -وإلى- مواني روسيا الشمالية، ومنها عبر الممر البحري الشمالي، وصولًا إلى المحيط الهندي عبر مواني الشرق الأقصى الروسي.

ويعمل طريق بحر الشمال منذ 6 سنوات، وشهد بين عامي 2018 و2022 زيادة حركة الشحن بنسبة 73%، إذ أصبح ممرًا إستراتيجيًا للهند، وفق المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتعمل روسيا بخطى حثيثة على تطوير ممر ملاحة بديل قناة السويس، إذ تواصل شركة “روساتوم” الحكومية تصنيع عدد إضافي من كاسحات الجليد لشقّ طرق السفن التجارية، ودعم أسطولها الأكبر عالميًا من الكاسحات العاملة بالطاقة النووية، الذي يصل إلى 50 كاسحة.

ويحظى طريق بحر الشمال حاليًا باستثمارات روسية ضخمة، إذ تعهدت موسكو بإنفاق 2 تريليون رويل (24 مليار دولار) خلال 13 عامًا لتطويره، إلّا أنه يواجه تحديات طبيعية تتمثل في الجليد الكثيف خلال فصل الشتاء، ما يهدد السفن بالاصطدام بالجبال الثلجية، أو إعاقة حركتها على أقل تقدير.

ويهدد ممر الملاحة الشمالي بسحب جزء من حركة الشحن العالمية من قناة السويس المصرية، بصفته طريقًا أقصر في ظل التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر، إلّا أن ما يدعم موقف القناة المصرية بصفتها أهم الممرات المائية الحيوية لحركة التجارة الدولية منذ عقود، أن الطريق البديل مكلف بدرجة أكبر.

ويبلغ طول ممر الملاحة الشمالي 5 آلاف و600 كيلومتر، ويمرّ في 4 بحار متفرعة من المحيط المتجمد في الشمال، ويبدأ مساره من الحدود الروسية النرويجية عند مضيق “كارا” بين بحر بارنتس وبحر كارا، وينتهي عند مضيق بيرنغ، الواصل بين ولاية ألاسكا الأميركية وقارة آسيا، ويربط المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهادئ.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشار في تصريحات سابقة إلى مشروع تطوير طريق بحر الشمال، يتضمن تأسيس بنية تحتية تحقق زيادة في حركة الشحن إلى 80 مليون طن خلال 2024، ترتفع إلى 110 ملايين طن بحلول عام 2030.

الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض أبزر المعلومات عن بديل قناة السويس:

طريق بحر الشمال الجديد

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.