بدأت شركة النفط البريطانية بي بي أعمال الحفر في بئرين جديدتين قبالة سواحل مصر في البحر المتوسط، في خطوة من شأنها زيادة إنتاج أحد أهم الحقول التي تعوّل عليها الدولة لرفع حجم إنتاجها الإجمالي من الغاز الطبيعي.
إذ التقى وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي، في مدينة العلمين الجديدة، نائب الرئيس التنفيذي لعملاقة النفط البريطانية للغاز والطاقة منخفضة الكربون وليام لين، والوفد المرافق.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بحث اللقاء أنشطة بي بي البريطانية لدى مصر في مجال البحث والاستكشاف والإنتاج للغاز الطبيعي، وخطط العمل الجديدة في ظل استعداداتها لتنفيذ برنامج حفر مكثف في مناطق امتيازها في مصر بالبحر المتوسط.
وكانت سفينة الحفر -التابعة لشركة النفط البريطانية- قد وصلت إلى مصر يوم 2 يوليو/تموز الماضي، وتتمركز حاليًا في منطقة حقول غرب دلتا النيل البحرية في البحر المتوسط.
وبدأت سفينة الحفر، “فالاريس دي إس-12” (Valaris DS-12)، أعمال الحفر البحري لبئرين تنمويتين جديدتين لإنتاج الغاز الطبيعي والمكثفات في موقع غرب حقل ريفين للغاز؛ لزيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في أقرب وقت، لتلبية الطلب المحلي المتنامي، خاصة في قطاع الكهرباء.
الغاز في مصر
أكد كريم بدوي تقديره الكامل لدور شركة النفط البريطانية في تنمية موارد الطاقة في مصر، والتزامها بالعمل والإسهام بدور إيجابي ورئيس في منظومة الطاقة المصرية، مشيدًا بما تقدمه من إدارة احترافية لاستثماراتها وعملياتها المختلفة.
وأشار وزير البترول المصري إلى أهمية تكثيف العمل المشترك بين قطاع النفط وبي بي، لتحقيق هدف زيادة الإنتاج الذي وُضع بوصفه أولوية، والإسراع في تنمية الحقول ووضعها على خريطة الإنتاج من خلال تطبيق أحدث التكنولوجيات.
ودعا الشركة إلى الإسراع في عمليات البحث والاستكشاف من أجل زيادة الاحتياطيات، مؤكدًا دعم الوزارة الكامل في هذا الشأن، وأن النجاح سيعود بمردود إيجابي على الجانبين.
ولفت إلى أن الحكومة الجديدة منفتحة على تهيئة مناخ استثماري جاذب وبيئة عمل ناجحة للاستثمار الأجنبي من خلال تذليل العقبات وتحفيز المستثمرين، مضيفًا أن الوزارة تسعى لإتاحة فرص استثمارية جاذبة في مجال البحث عن النفط والغاز وتسويقهما بصورة احترافية من خلال بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج التي توفّر وصولًا سهلًا وسريعًا للفرص الجديدة والبيانات الخاصة بها.
خطط بي بي في مصر
من جانبه، أكد نائب رئيس شركة بي بي البريطانية التزام شركته بعملها في مصر في جميع الفترات، ومواجهة مختلف التحديات، إذ تتطلّع لتحقيق نمو في أعمالها من خلال شراكتها الوثيقة والممتدة مع مصر والبناء على العلاقة المتميزة مع قطاع النفط المصري.
واستعرض الأعمال الجارية للشركة لحفر بئرين جديدتين لإنتاج الغاز في مصر، بالإضافة إلى استعراض برنامج الحفر الاستكشافي الموسع للغاز في البحر المتوسط لحفر عدد من الآبار، ومواصلة أنشطة المسح السيزمي للاستكشاف في مناطق امتيازها الجديدة وزيادة العمليات في حقل آتول.
وتستهدف مصر إضافة كميات إنتاج جديدة من الغاز الطبيعي، من البئرين (غرب ريفين-4، وغرب ريفين-5)، اللتين تُحفران ضمن خطة تنمية حقل ريفين، إذ تُقدر هذه الكميات بنحو 200 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ومن المقرر أن تضيف عمليات الحفر الجارية كميات تصل إلى نحو 8 آلاف برميل يوميًا من المكثفات، خلال الربع الثالث من العام المالي الجاري 2024-2025، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويبلغ حجم الاستثمارات اللازمة لحفر البئرين نحو 200 مليون دولار؛ إذ من المخطط أن تشارك سفينة الحفر في الانتهاء من بئرين بمنطقتي جيزة وفيوم في البحر المتوسط، باستثمارات تبلغ نحو 120 مليون دولار، بعد حفر وإكمال البئرين في حقل ريفين.
واستعرض المسؤول في بي بي البريطانية جهود الشركة في منطقة دلتا النيل البرية، للإسهام في تنمية موارد الغاز من خلال العمل على وسائل خفض تكاليف الإنتاج والاستغلال الأمثل للبنية التحتية القائمة لزيادة الجدوى الاقتصادية وخفض التكلفة، وهو ما يتيح تنمية موارد جديدة من الغاز بصفة اقتصادية، واستغلال ما جرى توفيره في توجيه مزيد من الاستثمارات لأعمال جديدة للبحث والاستكشاف.
مركز إقليمي للطاقة
ناقش الجانبان كذلك خلال اللقاء الدور المهم لمصر بوصفه مركزًا إقليميًا لتداول الطاقة وتجارتها وسبل العمل على تعظيمه، إذ أوضح وزير البترول المصري أنه يجري العمل على تحقيق الهدف واستثمار ما تتمتع به مصر من بنية تحتية متطورة وموقع فريد وتوافر مقومات هائلة كسعات التخزين الفائضة، وهو ما يعطي ميزة تنافسية لبلاده.
وتطرّق اللقاء إلى تأكيد أهمية دور شركة بي بي البريطانية في تنويع الشراكات والاستثمارات في أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعى بالبحر المتوسط من خلال جذب استثمارات شركة أدنوك الإماراتية بصفتها شريكًا لها في مصر؛ انعكاسًا لرغبة الشركة الإماراتية في تنويع محفظتها الاستثمارية في البلاد.
وتمتد أعمال بي بي البريطانية واستثماراتها في مصر إلى نحو 60 عامًا، وتُعد واحدة من أهم الشركاء مع قطاع النفط والغاز المصري، وتركز الشركة حاليًا على البحث والاستكشاف والإنتاج للغاز الطبيعي من المياه المصرية في البحر المتوسط.
ويشكل حفر الآبار الجديدة في منطقة غرب دلتا النيل ضمن خطة العمل الموسعة لحفر آبار جديدة للبحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في مناطق عمل وامتياز شركة بي بي بالبحر المتوسط، التي تشمل حفر البئر الاستكشافية (كينغ-2) بمنطقة شمال كينغ مريوط، في إطار حرص الشركة على الاستثمار في توسيع دائرة الاستكشاف والبحث عن الغاز الطبيعي في المناطق الجديدة التي تتولى أعمال البحث بها، بالإضافة إلى حفر البئر الاستكشافية (فيوم-5) بحقول غرب دلتا النيل في إطار استكشاف طبقات جديدة حاملة للغاز الطبيعي في حقول الغاز القائمة حاليًا.
ويتضمّن مشروع تنمية حقول غرب دلتا النيل تسهيلات للإنتاج من خطوط ربط طويلة تحت سطح البحر في المياه العميقة تمتد إلى الشاطئ حيث محطة المعالجة البرية للغاز لحقل ريفين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..