اقرأ في هذا المقال

  • تسعير اتفاقية شل للغاز المسال مع بوتاش التركية وفق صيغة هجينة
  • تمت الاتفاقية على أساس التسليم على ظهر السفينة في مرفأ المشتري
  • يبدو أن شركة شل وضعت تقييمًا حادًا للمرونة بموجب العقد الأخير
  • الصفقة ستمكن شركة بوتاش من توسيع نطاق وصولها للغاز المسال

تُشكِّل صفقة شل لتوريد الغاز المسال إلى تركيا، والتي تمتد لـ10 سنوات حتى عام 2027، واحدة من الخطوات التي اتخذتها أنقرة لتكون مركزًا إقليميًا لتجارة الطاقة في أوروبا.

خضع تسعير صفقة توريد الغاز المسال المبرمة يوم 2 سبتمبر/أيلول الجاري بين شركة أنابيب النفط والغاز “بوتاش” التركية وشركة شل العالمية، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لشروط ترتبط بسعر النفط الخام.

وسُعِّرَت صفقة شل للغاز المسال طويلة الأجل مع بوتاش التركية Botas وفق صيغة هجينة، وضمن نطاق سعر مرتبط بالنفط بأقل من 11% إلى 11.2% مقابل معيار نفطي.

وأُبرمت الاتفاقية التي تمتد لـ10 سنوات، التي ستزود شل بموجبها شركة بوتاش بالغاز المسال، على أساس التسليم على ظهر السفينة في مرفأ المشتري، حيث سُعِّرَ جزء من الإمدادات على أساس التسليم على ظهر السفينة.

ويرتبط بند التسليم على ظهر السفينة في مرفأ المشتري من الاتفاقية بأسعار النفط الخام، في حين أن بند التسليم على ظهر السفينة مرتبط بأسعار مؤشر هنري هوب Henry Hub.

توريد الغاز المسال إلى تركيا

تتضمّن صفقة شل توريد ما يقارب 4 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز المسال إلى تركيا؛ أي ما يعادل تقريبًا 3 ملايين طن متري.

ومن المقرر أن تبدأ شركة شل التوريد عام 2027، لتتلقّى أنقرة ما يصل إجماليّه إلى 40 مليار متر مكعب خلال مدة التعاقد البالغة 10 سنوات.

ويتأثر سعر الصفقة بالشروط المرنة بموجب العقد الذي تملك شركة شل خيار ممارسته؛ بما في ذلك خيار إلغاء تسليم ما يصل إلى شحنتين سنويًا والمرونة لتحويل الشحنات إلى أوروبا بموجب آلية تقاسم الهامش بين شل وشركة أنابيب النفط والغاز “بوتاش” التركية، وفقًا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.

منشأة تخزين الغاز الطبيعي التي تديرها شركة بوتاش بمدينة آق سراي في تركيا – الصورة من وكالة أنباء الأناضول

توضح صفقة شل كيف يمكن لبعض البائعين تقييم الشروط المرنة في عقود الغاز المسال طويلة الأجل لتقديم سعر تنافسي وتأمين المشترين، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مصدر بالسوق مقيم في أوروبا: “ربما يكون من المنطقي أن تقدر الشروط المرنة على هذا النحو”.

صيغة تسعير الغاز المسال

بالنسبة لمعظم الصفقات الآجلة في آسيا، يستعمل المشاركون في سوق الغاز المسال صيغة “منحدر” النفط الخام بوصفه تسعيرًا بالوكالة، بدلًا من سعر فوري يعكس أساسيات الغاز المسال مثل مؤشر “اليابان-كوريا ماركر” (جيه كيه إم) بلاتس أو مؤشر شمال غرب أوروبا بلاتس.

وبلغ سعر تسليمات شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل وفق مؤشر “اليابان-كوريا ماركر” (جيه كيه إم) بلاتس 13.16 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 4 سبتمبر/أيلول الجاري، وفقًا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.

وتعني الصيغة الثابتة بنسبة 11% لسعر برنت المؤرخ البالغ 75.225 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية سعرًا قدره 8.27 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

ويقارن هذا بتقييم سعر المشتقات وفق مؤشر “اليابان-كوريا ماركر” (جيه كيه إم) بلاتس للعام التقويمي 2027 البالغ 9.486 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية عند إغلاق بورصة لندن في 4 سبتمبر/أيلول الجاري.

ويشير نطاق سعر الصفقة الذي يقل عن 11% إلى 11.2% من منحدر النفط الخام إلى مزيد من التدهور في أسعار العقود المرتبطة بالنفط الخام ويسلط الضوء على التباين في صيغ العقود الآجلة غير المرتبطة بمعايير الغاز المسال.

للمقارنة، سُعِّرَ عقد شركة قطر للطاقة مع شركة سي بي سي التايوانية المُعلَن في يونيو/حزيران الماضي بنسبة تتراوح بين 12.7% و12.8% من النفط الخام لـ4 ملايين طن متري سنويًا على مدى 27 عامًا، مع بدء التوريد نحو عام 2027.

وقال مصدر بالسوق مقيم في سنغافورة إن شل يبدو أنها وضعت تقييمًا حادًا للمرونة بموجب العقد الأخير لتوريد الغاز المسال إلى تركيا بما في ذلك خيار إلغاء الشحنات، ما يسمح لها بتقديم صيغة تسعير نفط تنافسية نسبيًا.

ميناء جيهان التركي الذي تديره شركة (بوتاش)
ميناء جيهان التركي الذي تديره شركة (بوتاش) – الصورة من رويترز

مركز إقليمي رئيس للغاز

أبرز البيان الصادر عن شل وبوتاش أهمية تنويع وتوسيع البنية التحتية للغاز في بوتاش، بما في ذلك دورها المتنامي بصفتها “مركزًا إقليميًا رئيسيًا للغاز” لتحميل الغاز المسال من المواني.

وقال مصدر مطلع على العقود طويلة الأجل السائدة: “لقد حددت شل سعر الاتفاقية بوصفها بوابة لنقل الغاز من تركيا إلى أوروبا، مشيرًا إلى خيار تحويل ضخم بخصوص أحجام الغاز المسال”.

إذ ستمكن صفقة شل شركة بوتاش من توسيع نطاق وصولها للغاز المسال واستعمال بنيتها التحتية الواسعة النطاق للمحطات والأنابيب لمساعدة تركيا على تنويع مواردها من الغاز والتحول إلى مركز إقليمي رئيس للغاز”، بحسب بيان صادر عن شل في 2 سبتمبر/أيلول الجاري.

وتستعمل شركة “بوتاش” هذه الإمدادات في الاستهلاك المحلي، بالإضافة إلى خطط تعزيز التجارة الإقليمية والعالمية، عبر نقل هذه الشحنات من مواني التوريد إلى محطات الاستيراد الأوروبية، بما يتوافق مع الطموحات التركية في التحول إلى مركز تصدير.

وكان وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار، قد لفت -قبل ما يزيد على شهر- إلى عزم بلاده توقيع عقود شراء طويلة الأجل تمتد حتى منتصف العقد المقبل، باستهداف ما يتراوح بين 5 مليارات و6 مليارات متر مكعب سنويًا.

وتعزز صفقة شل أهداف تحول أنقرة لمركز للطاقة، بالتوازي مع خطوات الإستراتيجية الشاملة لزيادة الإنتاج المحلي، خاصة أن تركيا تعدّ رابع أكبر أسواق الغاز الطبيعي الأوروبية؛ إذ يصل حجم استهلاكها إلى 51 مليار متر مكعب.

بدورها، قيّمت منصة بلاتس سعر مؤشر شرق البحر الأبيض المتوسط ​​-السعر الفوري لشحنات الغاز المسال المسلَّمة إلى جميع المواني في تركيا وكرواتيا واليونان- عند 11.766 دولارًا أميركيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم 4 سبتمبر/أيلول الجاري.

ويمثل هذا فارقًا بمقدار 37 سنتًا مقابل مؤشر شمال غرب أوروبا، الذي يعكس سعر شحنات الغاز المسال الواصلة إلى المنطقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.