اقرأ في هذا المقال
- الهند تعمل على توسيع مصادر الطاقة المتجددة وتظل تعتمد بصورة كبيرة على الفحم
- الهند تهدف للوصول إلى 500 غيغاواط من سعة الكهرباء النظيفة بحلول 2030
- الاستعمال المتزايد للوقود الأحفوري في الهند أمر غير مستدام
- من الضروري أن ترفع الهند طموحاتها المناخية وتخرج بخطة تفصيلية لإزالة الكربون
رغم التزام البلاد بزيادة الاعتماد على المصادر المتجددة، فإن انبعاثات توليد الكهرباء في الهند تقترب من اختبار تاريخي يكشف مدى استعداد نيودلهي لتحقيق الحياد الكربوني في الموعد الذي حدّدته لنفسها.
ويجب أن تبلغ الانبعاثات من قطاع الكهرباء عالي التلوث في الهند ذروتها بحلول عام 2026، حتى تصل البلاد إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، وأن تتوافق مع اتفاق باريس للمناخ، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويُعد هذا هدفًا من غير المرجح تحقيقه بسبب دعم الحكومة للاستمرار في استعمال الفحم، وفقًا لشركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس BloombergNEF.
وأشارت بلومبرغ نيو إنرجي فايننس في تقرير “توقعات الطاقة الجديدة للهند”، الذي نُشر يوم الخميس 5 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى أن ثالث أكبر مصدر للانبعاثات في العالم يحتاج إلى 12.4 تريليون دولار من الاستثمارات للوصول إلى الحياد الكربوني قبل تحقيق هدفها الرسمي لعام 2070.
متطلبات الحياد الكربوني في الهند
تشمل متطلبات الحياد الكربوني في الهند التمويل لتسريع نشر الطاقة النظيفة، والتبني واسع النطاق للسيارات الكهربائية، وتوسيع نطاق التقنيات الجديدة مثل احتجاز الكربون والهيدروجين الأخضر لإزالة الكربون من الاقتصاد المعتمد على الفحم.
ويأتي التقرير في الوقت الذي تعمل فيه الهند على توسيع مصادر الطاقة المتجددة، ولكنها تظل تعتمد بصورة كبيرة على الفحم، لتلبية احتياجات الكهرباء لأكبر عدد من السكان في العالم، وفقًا لما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
وتسبب ذلك في دفع إلى دعوات إلى أن تكون أكثر طموحًا في الاستغناء عن الوقود الأحفوري الأكثر قذارة لدعم هدف اتفاق باريس المتمثل في إبقاء الاحتباس الحراري العالمي أقل من درجتين مئويتين.
ورغم السعي المعلن لخفض انبعاثات توليد الكهرباء في الهند، فإن نيودلهي أعلنت مراحل جديدة لمشروعات توليد الكهرباء من الفحم، ودفعت المحطات الملوثة القديمة إلى تأجيل التخلص التدريجي حتى عام 2030، مستشهدة بأهمية الوقود لأمن الطاقة، على الأقل حتى تصبح الحلول النظيفة ميسورة التكلفة للإمداد على مدار الساعة.
وقال المحلل المقيم في نيودلهي لدى مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، سونيل داهيا: “بدا من الواضح حتى قبل عامين أن انبعاثات توليد الكهرباء في الهند ستبلغ ذروتها نحو عام 2026”.
وأوضح أن “الدعم الجديد من جانب الحكومة لتوليد الكهرباء من الفحم أدى إلى تأخير هذا الهدف. لكننا ما زلنا نأمل أن تبلغ الانبعاثات ذروتها قبل عام 2030”.
تجدر الإشارة إلى أن الفحم يمثّل نحو 3 أرباع توليد الكهرباء في الهند، وهي حصة ظلت ثابتة إلى حد ما على الرغم من دخول أكثر من 100 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة حيز الإنتاج على مدى العقد الماضي.
وتتوقع شركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس، أن يظل الوقود أحد أكبر مصادر الكهرباء في البلاد حتى مع انخفاض حصة الوقود الأحفوري في الطلب على الطاقة الأولية بنحو الثلث بحلول عام 2050، من 77% في عام 2023.
وقال مدير تطوير الأعمال لدى شركة “كول إنديا” Coal India Ltd، ديباشيش ناندا: “لا نشعر أن الفحم سيختفي خلال الأعوام الـ30 إلى الـ40 المقبلة. ولهذا السبب نستثمر في محطات الكهرباء”.
وتهدف الدولة للوصول إلى 500 غيغاواط من سعة الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030.
وسيتطلّب ذلك إضافات سنوية تزيد على 40 غيغاواط من مصادر منخفضة الكربون، وهو ما يزيد 3 أضعاف متوسط عمليات النشر السنوية في السنوات الـ5 الماضية، وفقًا لحسابات بلومبرغ استنادًا إلى بيانات حكومية.
تحذير من تزايد استعمال الوقود الأحفوري
حذّر وزير النقل البري الفيدرالي في الهند، نيتين غادكاري، من أن الاستهلاك المتزايد للوقود الأحفوري في البلاد -فاتورة استيراده البالغة 262 مليار دولا- أمر غير مستدام، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي حديثه في مؤتمر شركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس في نيودلهي، حثّ نيتين غادكاري مصنعي السيارات على بناء قدرات وقود بديلة، للمساعدة في إزالة الكربون من قطاع النقل، الذي يولّد 12% من انبعاثات توليد الكهرباء في الهند، والحد من التلوث المزمن في المدن.
وقيّم التقرير السنوي لشركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس سيناريوهين: خطة تفصيلية طموحة، إذ تصل الهند إلى الحياد الكربوني قبل عقدين من هدفها الرسمي.
والسيناريو الآخر هو “التحول الاقتصادي”، إذ تعتمد قرارات الاستثمار بالكامل على اقتصادات التكلفة؛ ما يستبعد التقنيات باهظة الثمن مثل احتجاز الكربون والهيدروجين النظيف.
في السيناريو الأقل طموحًا، لن يصل استهلاك الفحم إلى ذروته حتى عام 2038، وسيوفّر حرقه المستمر خُمس توليد الكهرباء بحلول عام 2050، ما يعني أن الانبعاثات ستظل مرتفعة حتى منتصف القرن، وفقًا لوكالة بلومبرغ (Bloomberg).
في المقابل، لن يتضاعف توليد الكهرباء إلا 3 مرات من مستويات عام 2023، مقابل ارتفاع بمقدار 5 أضعاف بمساعدة إنتاج الهيدروجين النظيف في سيناريو الحياد الكربوني.
اقرأ أيضًا..