يستعد مشروع خط أنابيب تابي للخروج إلى النور؛ لينعش خزائن البلدان الـ4 المشاركة فيه بمئات الملايين من الدولارات، إلى جانب مواجهة شُح الطاقة في جنوب آسيا.
ومن المخطط أن ينطلق المشروع من حقل غاز “دولة آباد” في تركمانستان، مرورًا بمناطق هيرات، وهلمند، وقندهار في أفغانستان، إلى كويتا وملتان في باكستان، ثم إلى فازيلكا في الهند.
ومن المتوقع أن يسهم خط أنابيب تابي في تعزيز أطُر التعاون بين بلدان وسط وجنوب آسيا؛ إذ سيفتح المشروع آفاق التعاون المحتمل في قطاعات الطاقة والاتصالات والنقل.
ووفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ينقل خط الأنابيب 33 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، تستفيد أفغانستان منها بنحو 5 مليارات متر مكعب، في حين يُصدر الباقي إلى باكستان والهند.
مراسم الافتتاح
دعت وزارة الشؤون الخارجية الأفغانية إلى عقد أول اجتماع تحضيري لافتتاح خط أنابيب تابي (TAPI) لنقل الغاز بين دول تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند، إلى جانب مشروعات أخرى رئيسة بين كابول وعشق آباد، وفق ما أورده موقع ذا دبلوماتيك إنسايت (The Diplomatic Insight) الباكستاني.
وأنهى الاجتماع، الذي انعقد بتوجيه من مكتب رئيس الوزراء الأفغاني وترأسه القائم بأعمال وزير الشؤون الخارجية، الترتيبات اللازمة لافتتاح خط أنابيب تابي، الأربعاء الموافق 11 سبتمبر/أيلول (2024)، ونظام نقل الكهرباء بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان تاب (TAP) إلى جانب مشروعات سكك حديدية، بحسب بيان صحفي.
وحضر الاجتماع ممثلون من الأجهزة الأمنية المختلفة ووزارة المناجم والنفط والأشغال العامة والإعلام والثقافة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى المتحدث الرسمي باسم أفغانستان، ومندوب عن شركة دا أفغانستان بريشنا (Da Afghanistan Breshna).
وخلال الاجتماع عرض رئيس اللجنة ومسؤولون من الكيانات المشاركة تقاريرهم بشأن جاهزية اللجان الفرعية المختلفة، واتخذوا قرارات إستراتيجية لضمان تنفيذ مراسم الافتتاح بنجاح.
إجازة عامة
أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في أفغانستان إجازةً عامةً في ولاية هرات غرب البلاد، الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول الجاري، تزامنًا مع انطلاق مراسم افتتاح مشروع خط أنابيب تابي.
وقالت الوزارة إن المسؤولين التركمان سيحضرون -كذلك- مراسم افتتاح المشروع الإستراتيجي، في بيانها الصادر، الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول (2024).
وكان مشروع خط أنابيب تابي قد افتُتِح في الأصل في شهر مارس/آذار (2018)، في عهد الرئيس الأفغاني السابق أشرف غاني.
وأبرمت اتفاقية المشروع في يناير/كانون الثاني (2016)، بوساطة رؤساء أفغانستان وتركمانستان وباكستان والهند، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير تقديرات إلى أن مشروع خط أنابيب تابي يمتد بطول 1814 كيلومترًا، يعبر منها 816 كيلومترًا الأراضي الأفغانية.
ومع ذلك فإنه وعلى الرغم من الافتتاح المبدئي للمشروع في أفغانستان عام 2018، لم يشهد خط أنابيب تابي أي تقدمٍ بشأن الجزء الواقع في البلاد منذ ذلك الحين.
وسيتيح المشروع لأفغانستان توليد مئات الميغاواط من الكهرباء عبر الغاز المستورد؛ ما يعزّز من البنية التحتية للطاقة في البلد الواقع في آسيا الوسطى.
وتُقدر الإيرادات السنوية من المشروع بنحو 450 مليون دولار؛ ما سيوفر فرص عمل لآلاف المواطنين الأفغان وسيُسهم في تحسين الاقتصاد الوطني المترنح.
أهمية اقتصادية وجيوسياسية
يجلب مشروع خط أنابيب تابي فوائد عدة على جميع البلدان الـ4 المشاركة فيه؛ فبالنسبة إلى تركمانستان، سيوفر لها روافد إيرادات رئيسة وتنويع طرق التصدير، كما سيسهم في علاج معضلة شُح الطاقة في باكستان والهند.
أمّا بالنسبة إلى أفغانستان فسيمثل خط الأنابيب جسرًا بريًا يربط آسيا الوسطى الغنية بالطاقة بجنوب آسيا التي تعاني نقصًا في الطاقة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
إلى جانب ذلك يُتوقع أن يؤدّي خط أنابيب الغاز دورًا حاسمًا في تطوير اقتصاد أفغانستان عبر تحقيق إيرادات بملايين الدولارات، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلًا عن تطوير البنية التحتية.
كما ستحصل كابول على 500 مليون متر مكعب من الغاز في العقد الأول من بناء المشروع، على أن ترتفع إلى مليار متر مكعب في العقد الثاني، و1.5 مليار متر مكعب في العقد الثالث.
وتمتلك أفغانستان رؤية إستراتيجية طويلة المدى لتوفير الغاز للأسر في المقاطعات الوسطى والجنوبية، ليكون لديها القدرة على إنتاج الأسمدة، علمًا بأن الاقتصاد الأفغاني قائم -أساسًا- على الزراعة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..