تترقّب طاقة الرياح في السويد حالة من الانتعاش، مع اتجاه الحكومة لمنح حوافز مالية للتوسع في القطاع؛ منها إعطاء تعويضات للبلديات المحلية عن المناطق التي تُبنى فيها مشروعات محطات الرياح.

وقررت الحكومة السويدية تنفيذ مقترحات جديدة لتعزيز التوسع في مزارع الرياح من خلال منح البلديات المحلية دعمًا يعادل مبلغ الضرائب العقارية المفروضة على مناطق المشروعات، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتتضمّن خطط الحكومة للتوسع في طاقة الرياح في السويد شرطًا يفيد بمنح البلديات التي تُبنى فيها محطات الرياح دعمًا ماليًا، وقد رحبت الجمعية السويدية لطاقة الرياح بهذا التطور لأن دور البلديات في تحقيق التوسع لتوليد الكهرباء أمر بالغ الأهمية.

وأشاد الرئيس التنفيذي للجمعية السويدية لطاقة الرياح دانييل بادمان، بقرار حكومة السويد لتنفيذ اقتراح لجنة الحوافز بشأن تعويض السكان المحليين، وهي قضية ظلت الجمعية تتابعها منذ أكثر من 10 سنوات.

ارتفاع عدد توربينات الرياح إلى 5.5 ألفًا

تأمل الجمعية السويدية لطاقة الرياح في أن تصدر الحكومة مشروع قانون، يتضمّن مثل هذه المقترحات حتى تصبح موافقة البلدية على مشروعات طاقة الرياح في السويد آمنة من الناحية القانونية، بحسب تقرير نشره موقع رينيوز (Renews).

وارتفع عدد توربينات الرياح بصورة مطردة في السويد خلال الـ15 سنة الماضية من 2009 إلى 2023 ليقترب من 5.5 ألف توربين مع نهاية العام الماضي (2023).

ورغم النمو، تواجه طاقة الرياح البحرية في السويد تهديدًا من شركة فاتنفول الحكومية (Vattenfall) التي قررت -مؤخرًا- تعليق أعمال تطوير أحد مشروعات الرياح البحرية في مياه بحر البلطيق إلى أجل غير معلوم.

محطة رياح المصدر Reglobal

وقررت الشركة السويدية تعليق مشروع “كريغرز فلاك” ( Kriegers Flak) الذي كان من المقرر أن يبدأ الإنتاج في عام 2028، بسبب ضعف المناخ الاستثماري والشروط المسبقة التي تجعل المشروع غير قابل للاستمرار.

ويُعد تعليق المشروع أحدث الشواهد على معاناة طاقة الرياح في السويد وخارجها، وخاصة قطاع الرياح البحرية من الضغوط المالية، جراء ارتفاع التكاليف واضطرابات سلاسل التوريد، بحسب تقرير نشرته منصة الطاقة المتخصصة.

يقع مشروع كريغرز فلاك على بعد 30 كيلومترًا إلى الجنوب من مدينة تريلبورغ في جنوب السويد، بالقرب من مزرعتي رياح بحريتين تطورهما فاتنفول في مياه الدنمارك وألمانيا، بقدرة 605 ميغاواط و288 ميغاواط على الترتيب.

ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية للمشروع نحو 640 ميغاواط، وأن يُنتج 2.7 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة عبر تركيب ما يتراوح من 40 إلى 50 توربين رياح، ما يكفي لشحن مليون سيارة كهربائية، واستهلاك أكثر من نصف مليون منزل سنويًا.

ومع ذلك، فإن شركة فاتنفول ما زالت متمسكة بخطتها لتعزيز طاقة الرياح البحرية في السويد، ليصل إنتاجها إلى 18 تيراواط/ساعة من الكهرباء حتى عام 2035، بحسب تطورات القطاع التي تتباعها منصة الطاقة المتخصصة بصورة دورية.

دراسة سويدية حديثة

أشارت دراسة سويدية حديثة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة بمعدل 4 درجات مئوية، قد يؤدي إلى زيادة طاقة الرياح البحرية بمعدل 9% بحلول نهاية القرن الحالي.

طاقة الرياح في السويد
طاقة الرياح في السويد

ويرى الباحثون المعدون للدراسة من جامعة غوتنبرج في السويد، أن ارتفاع درجات الحرارة يمكنه أن يعمل على تعزيز قدرات طاقة الرياح لتصبح مصدرًا متزايد الأهمية لتوليد الكهرباء، غير أن دراسات سابقة أوضحت أن الاحتباس الحراري على مستوى العالم، سيقلل من إمكان توليد طاقة الرياح.

ويمكن لنتائج الأبحاث أن تسهم في التخطيط الجيد للمشروعات واختيار أفضل المواقع التي تقام فيها مزارع الرياح البحرية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة والمساهمة في خطط خفض الانبعاثات بكفاءة، بحسب الدراسة التي نشرتها منصة الطاقة المتخصصة -مؤخرًا-.

موضوعات متعلقة …

اقرأ أيضًا …

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.