اقرأ في هذا المقال

  • إسبانيا تتمتع بموارد هائلة من الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة
  • الطاقة الشمسية والرياح تستحوذان على 50% من مزيج الكهرباء الإسباني
  • إسبانيا ترفع مستهدفات التحليل الكهربائي للهيدروجين إلى 11 غيغاواط بحلول 2030
  • مشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا تحظى بدعم حكومي قوي
  • بنك الهيدروجين الأوروبي يعقد مزادًا تجريبيًا لمشروعات الهيدروجين على مستوى الاتحاد

اكتسبت مشروعات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إسبانيا زخمًا متصاعدًا، وسط خطط تحول الطاقة على مستوى الاتحاد الأوروبي، وتطلعات مدريد لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الوقود الأخضر.

ويتوقع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- ارتفاع قدرة التحليل الكهربائي للماء لإنتاج الهيدروجين الأخضر إلى 5 غيغاواط بحلول عام 2030.

وتستند توقعات مشروعات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين في إسبانيا إلى موارد الطاقة المتجددة الهائلة والظروف المناخية الملائمة لتوليد الكهرباء من الشمس والرياح.

وتُصنَّف إسبانيا من أكبر الدول المتسارعة في نشر الطاقة المتجددة داخل الاتحاد الأوروبي، مع استحواذ طاقتَي الرياح والشمس وحدهما على 50% من مزيج الكهرباء في البلاد.

زيادة أهداف التحليل الكهربائي 2030

يمكن لمشروعات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين في إسبانيا أن تكون منخفضة التكلفة أكثر من أيّ منطقة أخرى في أوروبا، بدعم إمكانات الطاقة المتجددة وسياسات الدعم القوية، حسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

ورفعت إسبانيا في يوليو/تموز الماضي مستهدفات خطّتها لزيادة قدرة التحليل الكهربائي المرتقبة بحلول عام 2030، لتصل إلى 11 غيغاواط، مقارنة بنحو 4 غيغاواط في الخطة السابقة.

وهذه أعلى قدرة مخططة لمشروعات التحليل الكهربائي على مستوى دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن، تليها ألمانيا بنحو 10 غيغاواط بحلول عام 2030، حسب ريستاد إنرجي.

ورغم ذلك، فمن المتوقع ألّا تحقق إسبانيا سوى 5 غيغاواط من هذه القدرة بحلول نهاية العقد، كما لا يُتوقع وصول ألمانيا إلى 4.5 غيغاواط فقط، ما يمثّل أقل من نصف المستهدفات تقريبًا للدولتين.

تحديات مشروعات الهيدروجين الأخضر

يُشتق الهيدروجين الأخضر عبر عمليات التحليل الكهربائي للمياه باستعمال كهرباء مولدة من الطاقة المتجددة، ويُنظر إلى هذه الطريقة بوصفها منعدمة أو منخفضة الانبعاثات، مقارنة باستخلاصه عبر حرق الوقود الأحفوري.

ورغم ذلك، فما تزال مشروعات الهيدروجين الأخضر تواجه مشكلات اقتصادية كبيرة، بسبب ارتفاع تكاليف المحللات الكهربائية، المكون الرئيس في معادلة تكاليف المشروع، إلى جانب تكلفة الطاقة المتجددة.

ولم تستطع سوق الهيدروجين العالمية -حتى الآن- تلبية التوقعات المبكرة والمتحمسة للمستثمرين والحكومات الراغبة في تعزيز إنتاج هذا النوع من الوقود وتصديره في مستقبلًا على نطاق واسع.

مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا – الصورة من ENERGY INTELLIGENCE

ورغم وجود عدد قليل من مشروعات التحليل الكهربائي قيد التشغيل في إسبانيا، مثل مشروع بورتولانو (Puertollano) بقدرة 20 ميغاواط، فإن التوقعات المستقبلية ما تزال أكثر إيجابية.

ويرجع ذلك إلى برامج الدعم الحكومي القوي لمشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا، وتدفّق التمويلات و الاستثمارات المتخصصة إلى البلاد، وآخرها قرار الاستثمار النهائي، الذي اتخذته شركة النفط البريطانية بي بي للمرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين بمصفاة كاستليون بقدرة 25 ميغاواط.

ومن المتوقع أن تتوسع قدرة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المشروع إلى 2 غيغاواط بحلول عام 2035، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

تمويلات بنك الهيدروجين الأوروبي

سلّط بنك الهيدروجين الأوروبي الضوء على مزايا قطاع الهيدروجين الإسباني، إذ منح إعانات لـ3 عروض رئيسة إسبانية لمشروعات التحليل الكهربائي، فائزة بمزاد تجريبي اجتذب 130 عرضًا من الدول الأوروبية، منها 46 عرضًا من إسبانيا، بحسب التقرير.

وتراوحت عطاءات جميع المتقدمين للمزاد من 0.37 يورو (0.41 دولارًا) إلى 0.48 يورو (0.53 دولارًا) لكل كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر، وكانت العطاءات الإسبانية الأدنى من حيث متوسط تكلفة الإنتاج المستوية، مستفيدة من انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة.

وتراوحت المنح المقدّمة للمشروعات في هذا المزاد من 8 ملايين يورو (8.9 مليون دولار) إلى 245 مليون يورو (272.5 مليون دولار)، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

(اليورو يساوي 1.11 دولارًا أميركيًا)

برامج الدعم الحكومي

يأتي الدعم الأوروبي مكملًا حزمة المساعدات الكبيرة المقدمة من الحكومة الإسبانية، البالغة 794 مليون يورو (885 مليون دولار) في إطار برنامج تابع للاتحاد الأوروبي يهدف إلى دعم البنية التحتية المتعلقة بالهيدروجين منخفض الكربون، بما في ذلك أجهزة التحليل الكهربائي واسعة النطاق وشبكات النقل والإنتاج والتخزين والتوزيع.

كما يُتوقع أن يستفيد قطاع الهيدروجين في إسبانيا من برنامج إعانات بقيمة 2.3 مليار يورو (2.55 مليار دولار) أعلنته الحكومة -مؤخرًا- سيُخصص 1.2 مليار يورو (1.33 مليار دولار) منها لتطوير مراكز الهيدروجين الأخضر، بينما ستُخصَّص 750 مليون يورو (834 مليون دولار) أخرى لتعزيز سلسلة توريد التقنيات الخضراء..

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز – الصورة من EL PAÍS

وانضمت إسبانيا بهذه البرامج إلى قائمة من الدول الأوروبية التي فتحت برامج تمويل ومزادات واسعة النطاق -مؤخرًا- بمليارات الدولارات لدعم مشروعات الهيدروجين، مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا.

وتستهدف إسبانيا أن تكون لاعبًا رئيسًا في سوق الهيدروجين الأوروبية، حيث لم تحدد بعد خططًا لتلبية الطلب المحلي، وأغلب خططها ما زالت موجهة للتصدير.

ويمكن لإسبانيا أن تصبح مصدرًا صافيًا للهيدروجين، خاصة إلى ألمانيا، التي تواجه تحديات بسبب ظروف الطاقة المتجددة الأقل ملاءمة، ما يمنح مدريد أفضلية لو استغلتها ستكون قادرة على تغيير قواعد مشهد الهيدروجين الإقليمي، بحسب ريستاد إنرجي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.