تقترب شركة يونيبر الألمانية (Uniper) من إعادة الخصخصة، بعد أن ضخّت الحكومة أكبر حزمة مساعدات لإنقاذ الشركة من الانهيار في عام 2022.

وأعلنت وزارة المالية الألمانية، اليوم الخميس (19 سبتمبر/أيلول 2024)، أن الخيار الرئيس لإعادة خصخصة شركة يونيبر هو بيع أسهم شركة الطاقة التي جرى إنقاذها عبر سوق الأسهم، مضيفة أن الحكومة تدرس جميع السيناريوهات لتقليص حصتها.

ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لم يُتخذ حتى الآن قرار نهائي بشأن توقيت الصفقة المحتملة وشكلها.

وتُعد هذه هي أول خطوة نحو خصخصة شركة يونيبر، التي أمّمتها في ذروة أزمة الطاقة في أوروبا في عام 2022، بعد أن قيّدت روسيا تدفقات الغاز إلى المنطقة.

أكبر خطة إنقاذ في ألمانيا

قالت وزارة المالية الألمانية، في بيانها: “نستنتج أن البيع عبر سوق رأس المال هو الخيار الرئيس لألمانيا لإعادة خصخصة يونيبر.. بالإضافة إلى ذلك، تدرس ألمانيا أيضًا خيارات البيع خارج السوق اعتمادًا على صلاحيتها”.

وقال متحدث باسم الشركة: “نحن مستعدون لهذه الخطوة، وسنعمل بشكل وثيق مع الدولة الألمانية للتقدم في جميع الاستعدادات اللازمة”.

ويمثّل هذا الإعلان خطوة مهمة بعد خطة الإنقاذ قبل أقل من عامين، التي كانت واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ في تاريخ الشركات الألمانية.

وفي ذلك الوقت، اضطرت الشركة -التي كانت ذات يوم أكبر مشترٍ للغاز الروسي في ألمانيا- إلى دفع مئات الملايين من اليورو يوميًا مقابل إمدادات بديلة، ولم تتمكن من القيام بذلك إلا بدعم من الدولة.

وضخت الحكومة الألمانية 13.5 مليار يورو (15 مليار دولار) في عام 2022، لإنقاذ أكبر مستورد للغاز الروسي في ألمانيا آنذاك من الانهيار.

*(اليورو= 1.12 دولارًا أميركيًا)

ومنذ ذلك الحين، أصبحت برلين المساهم الأكبر في يونيبر بحصة تزيد على 99%، لكنها اتفقت مع المفوضية الأوروبية على خفض حصتها إلى حد أقصى قدره 25%، بالإضافة إلى سهم واحد بحلول عام 2028.

وفي يونيو/حزيران، حصلت شركة يونيبر على تعويضات بأكثر من 13 مليار يورو (14.5 مليار دولار) من حكم صادر من محكمة تحكيم دولي، لحجم الغاز الروسي الذي لم يجرِ توريده من قبل شركة غازبروم (Gazprom) منذ منتصف عام 2022.

وعلى النقيض من حيازات الدولة الأخرى، فإن عائدات بيع يونيبر ستعود إلى الميزانية العادية، وقد تُستعمل لتضييق العجز الذي يزيد عن 12 مليار يورو (13.34 مليار دولار) في خطة الحكومة المالية لعام 2025، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في وكالة بلومبرغ.

وتزايدت التوقعات بإعادة الخصخصة في وقت مبكر من العام المقبل (2025) في أغسطس/آب، عندما عززت يونيبر مخصصاتها، ما وضعها على المسار الصحيح لسداد نحو 3.8 مليار دولار من المساعدات الحكومية.

بعد إنقاذها من برلين في عام 2022، قالت يونيبر إنها رفعت مخصصاتها إلى 3.4 مليار يورو (3.89 مليار دولار) من 2.2 مليار يورو (2.45 مليار دولار)، بعد تحسينات التشغيل وفوزها في قضية التحكيم ضد غازبروم، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

أحد مواقع شركة غازبروم الروسية – الصورة من وكالة بلومبرغ

إمدادات الغاز في أوروبا

في سياقٍ آخر، تُعد أوروبا في وضع قوي للحفاظ على إمدادات الغاز الثابتة هذا الشتاء، حتى مع إغلاق طريق عبور روسي رئيس، وفقًا لشركات الطاقة في ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز في المنطقة.

في الوقت الذي ما تزال فيه دول -مثل النمسا وسلوفاكيا- تعتمد على التدفقات من الشرق، فإن نهاية الاتفاق الذي يحكم عبور الوقود الروسي عبر أوكرانيا في 31 ديسمبر/كانون الأول، لن يفعل الكثير لزعزعة استقرار سوق الغاز الطبيعي الأوروبية المعززة، بحسب ما صرّح به الرئيس التنفيذي لشركة يونيبر مايكل لويس.

وقال لويس، في مؤتمر غازتك المنعقد في هيوستن: “ستُسحب كمية معينة من السوق، لكن السوق معروفة، وهذا الأمر متضمن في السعر.. موقفنا العام قوي بصورة معقولة عند دخول الشتاء”، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وجمعت أوروبا مخزونات الغاز قبل بداية موسم التدفئة، كما تتلقى إمدادات ثابتة من النرويج وزيادة واردات الغاز المسال من منتجين مثل الولايات المتحدة للمساعدة في استبدال الكميات المنخفضة بالفعل والتي ما تزال تتدفق من روسيا.

ووفقًا لمجموعة الصناعة “البنية التحتية للغاز في أوروبا” (Gas Infrastructure Europe)، فإن مخزون الغاز في ألمانيا ممتلئ بنسبة 96% تقريبًا على الرغم من تباطؤ حقن الوقود مؤخرًا.

وعندما سُئل عن البدائل لاستبدال صفقة العبور المنتهية الصلاحية، قال لويس إن يونيبر ليست لديها نية لتداول الغاز الروسي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.